نفّذ الطيران الحربي السوداني، أمس الجمعة، غارات جوية مكثفة على مناطق تمركز قوات الدعم السريع، في الجزء الشرقي من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل عدد من قيادات وأفراد هذه القوات، فيما أعلنت الحكومة البريطانية، أمس، تعيين ريتشارد كرودر رئيساً لمكتبها في السودان، وممثلاً خاصاً للمملكة المتحدة لدى الخرطوم، خلفاً للسفير جايلز ليفر.
وسبق هذا الهجومَ الجوي معاركُ ضارية، دارت بين الجانبين في الفاشر منذ اندلاع القتال حولها قبل 5 أشهر. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، نبيل عبدالله، إن القوات المسلَّحة والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية دحرت هجوماً كبيراً شنّته قوات الدعم السريع على الفاشر، وكبّدتها خسائر كبيرة في الأفراد والمركبات.
بدورها قالت القوة المشتركة للفصائل الدارفورية المسلّحة، التي تُقاتل في صفوف الجيش السوداني، إنها صدّت هجوماً واسعاً لقوات الدعم السريع على الفاشر من المحورين الجنوبي والشرقي. وأضافت أن هذا الهجوم يُعدّ رقم 133 من حيث العدد، وأن قواتها تمكنت من القضاء على أكثر من 80 من جنود وضباط الدعم السريع، وتدمير أكثر من 20 آلية عسكرية.
وتحدثت منصات إعلامية، تابعة ل«الدعم السريع»، عن مقتل عدد من أفرادها وقادتها الميدانيين، أبرزهم عبد الرحمن، الشهير ب«قرن شطة».
وكانت قوات الدعم السريع قد شنّت هجمات من عدة محاور على مدينة الفاشر، بعدما حشدت قوات كبيرة على مدار أسبوعين لاجتياحها.
وأعلنت «حركة تحرير السودان»، التي يتزعمها حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن الفاشر تشهد هدوءاً نسبياً منذ ليل الخميس، وذلك بعد تدمير كل تحركات الدعم السريع، والقضاء على معظم قيادتها الميدانية.
في السياق نفسه، توقع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، إنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع خلال أشهر قليلة، على الرغم من توقف المفاوضات بين طرفي النزاع. وحسب صحيفة «سودان تربيون» المحلية، جاء ذلك خلال مؤتمر تطوير الخدمات الصحية بشرق السودان في منطقة أركويت، أمس الأول الخميس.
وقال عقار إن الحرب ستنتهي قبل نهاية هذا العام، معتبراً أن النزاع الحالي «ليس حرباً تقليدية، بل حرب بلا هدف ولا عقيدة». وتابع «الحرب ستنتهي في ديسمبر/كانون الأول المقبل، حينها سيتمكن السودانيون من السير في الطرقات دون عصا»، وفق تعبيره. واتهم عقار قوات الدعم السريع بتدمير 75% من المرافق الصحية في البلاد.