Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

معارك دامية في قطاع غزة وأمريكا تسقط مشروع وقف النار في مجلس الأمن

أ ف ب – العربي

أسقطت الولايات المتحدة من خلال الفيتو، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة، بينما تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس وسط دعوات أممية لإنهاء “إزهاق أرواح الفلسطينيين”.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن الهجوم الذي شنّته حركة (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لا يبرر “العقاب الجماعي” الذي يتعرض له الفلسطينيون، في ظل أزمة إنسانية متصاعدة.

وعقد مجلس الأمن الجمعة جلسة طارئة بدفع من غوتيريش، حيث تمّ التصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف “إطلاق نار إنساني فوري” في قطاع غزة.

وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات العربية المتحدة وحظي بدعم عشرات الدول غير المنضوية في مجلس الأمن، ومنظمات دولية وانسانية.

في المقابل، امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، بينما عارضت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، المشروع واستخدمت الفيتو، ما أدى إلى إسقاطه.

واعتبر نائب المندوبة الأمريكية روبرت وود أن المشروع “منفصل عن الواقع” و”لن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض”.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 17487 قتيلا، نحو 70% منهم من النساء والأطفال.

ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1,9 مليون شخص أي 85% من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه. وتقول الأمم المتحدة إن هؤلاء يواجهون نقصا حادا في الغذاء والوقود والمياه والدواء، فضلا عن التهديد المتزايد للأمراض.

– “عقاب جماعي” –

وسبق التصويت تحذير منظمات غير حكومية دولية ومن بينها “أنقذوا الأطفال” من أن “أولئك الذين نجوا من القصف أصبحوا معرضين الآن لخطر الموت الوشيك بسبب الجوع والمرض”.

كما دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في غزة.

وقال “أدعو جميع الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، مضيفا “إن الدعوة إلى وضع حد لإزهاق أرواح الفلسطينيين في غزة لا تمثل إنكارا للهجمات البغيضة التي وقعت في السابع من أكتوبر في إسرائيل”.

وأتى موقف لازاريني قبل ساعات من بدء جلسة مجلس الأمن.

وفي بدايتها، قال غوتيريش إن “وحشية” حماس لا يمكنها تبرير “العقاب الجماعي” للفلسطينيين.

وأضاف “أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 من أكتوبر”، معتبرا أنه “لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلاً، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن”، مضيفا “في الوقت عينه، فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وكان غوتيريش وجّه الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لها منذ عقود.

وكانت واشنطن أكدت حتى قبل التصويت، معارضتها لوقف إطلاق النار.

وقال وود “في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات الى وقف فوري لإطلاق النار” لأن ذلك “سيؤدي فقط الى زرع بذار الحرب المقبلة.

وسبق لمجلس الأمن أن رفض في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب اربعة مشاريع قرارات في ظل انقسام الدول الكبرى.

وتتالت الدعوات الجمعة لحضّ المجلس على تبنّي قرار لوقف النار.

فقد دعا وفد يضم وزراء خارجية دول عربية وتركيا يزور الولايات المتحدة الجمعة إلى وقف فوري للأعمال القتالية في قطاع غزة. 

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم هؤلاء “نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري”.

من جهتها، اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة أن عدم تحرك مجلس الأمن يجعله “شريكا في المجزرة” في غزة.

وخرج المجلس عن صمته أخيرا في منتصف نوفمبر باعتماده قرارا دعا إلى “هدنات وممرات إنسانية” في قطاع غزة، وليس إلى “وقف إطلاق نار”.

– محاولة فاشلة لإنقاذ رهائن –

وبعدما ركز الجيش هجومه البري في مرحلة أولى في شمال غزة، وسع عملياته هذا الأسبوع إلى الجنوب حيث يحتشد زهاء مليوني شخص باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجياً.

وتواصلت المواجهات الجمعة في مدينة غزة وخانيونس ودير البلح والنصيرات، بما يشمل العمليات البرية والقصف الجوي والبحري من الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن القتال احتدم بشكل خاص في قطاع خانيونس، واصفا إياه بمعقل مهم لحماس .


ومنذ اندلاع الحرب، لم تتوقف المعارك سوى لفترة سبعة أيام تخللها تبادل رهائن ومعتقلين، والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الانسانية الى القطاع.

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إصابة جنديين “بجروح خطيرة” خلال عملية فاشلة هدفت إلى تحرير رهائن ليلا في قطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل محتجز خلال العملية.

وقال الجيش في بيان له إن جنديين “أصيبا بجروح خطيرة خلال عملية لإنقاذ رهائن تحتجزهم حماس”. مؤكدا أنه “لم يتم إنقاذ أي رهائن خلال هذا النشاط”.

من جهتها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق إن مقاتليها “أفشلوا محاولة صهيونية للوصول إلى أحد الأسرى الصهاينة فجر اليوم”.

وحثّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة لإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون تحدث مع نتانياهو عن “ضرورة حماية المدنيين في غزة وشدد على أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وكررت الولايات المتحدة موقفها إزاء تزايد عدد القتلى المدنيين.

وشدّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على “وجوب أن تجعل إسرائيل من حماية المدنيين أولوية”، مشيرا إلى وجود تفاوت بين النية المعلنة و”النتائج”.

كما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال مع نتانياهو الخميس “الحاجة الماسة” لحماية المدنيين مع احتدام القتال، داعيا لإنشاء ممرات إنسانية “لفصل السكان المدنيين عن حماس”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في دبي إن “الأمور لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه”.

الى ذلك، تستمر أعمال العنف أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية ستة فلسطينيين خلال عملية توغل في مخيّم الفارعة للاجئين الجمعة، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

ومنذ بدء الحرب، قُتل أكثر من 260 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.

والجمعة، أصيب ثلاثة جنود لبنانيين بجروح طفيفة بنيران إسرائيلية جنوب لبنان، بحسب مصادر طبية. بينما تحدث الجيش اللبناني عن هجوم إسرائيلي ضد مركز طبي عسكري، دون وقوع ضحايا.
من جهته، أعلن حزب الله مقتل أربعة من عناصره الجمعة.

ومنذ السابع من أكتوبر، أسفرت أعمال العنف على الحدود عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا في لبنان، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله، فضلا عن 16 مدنيا بينهم ثلاثة صحافيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس.

Exit mobile version