Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

” مشروع طريق الباطنة الساحلي .. مشاهد مؤلمة ” بقلم : د.حميد بن فاضل الشبلي

أثار المقال الأخير الذي تم نشره وحمل عنوان ( مخلفات البناء.. خطر واستهتار ) ، ردة فعل واسعة من أفراد المجتمع حول هذه الظاهرة التي سجلها كثير من الناس في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة ، وفي المقابل وصلتني ملاحظات حول موضوع آخر مشابه لمخلفات البناء ، حيث تواصل معي بعض القراء لتوصيل رسالة مماثلة من المجتمع للجهات المختصة ، حول موضوع مشاهد الدمار وأكوام الأوساخ ومخلفات المنازل والمباني التي تم إزالتها من مشروع طريق الباطنة الساحلي ، بعضهم قال لي شكراً للملاحظة التي كتبتها حول مخلفات البناء التي يقوم برميها بعض أفراد المجتمع المخالفين للقانون والنظام ، ولكن لو تكرمت أخرج بسيارتك وخذ جولةً لمشروع الباطنة الساحلي ، وشاهد مدن الأشباح وأكوام الأوساخ وما خلفته عمليات الهدم والتكسير للمنازل والمباني التي وقعت على خط هذا المشروع ، والذي يأتي تحت مسؤولية الجهات الحكومية الرسمية فكيف لنا أن نطالب أفراد المجتمع بالتخلص من مخلفات البناء ، بصورة صحية وسليمة في حين مؤسسات الدولة لا تكون هي القدوة في المشاريع التي تشرف عليها ، والحقيقة أن هذا الكلام أثر في نفسي وألزمني قبل كتابة هذا المقال ، بعمل جولة سريعة لمشاهدة ما أرسله لي بعض الأفراد من صور وملاحظات حول مخلفات طريق الباطنة الساحلي ، ولذلك أعزائي منذ فترة طويلة لم أقم بجولة أو زيارة للطريق الساحلي ولا أعلم ما آل إليه هذا المشروع  ، وفي هذه الجولة السريعة تواصلت مع مجموعة من الأصدقاء الذين كانت لهم مساكن في هذه المناطق الساحلية ، وكم هي المفاجأة التي صدمتني وأنا أتابع الحال الذي آل إليه هذا المشروع ، الذي كنا نحلم بالإستمتاع بالمزايا التي سُردت لنا مع إعلان تدشينه في وسائل الإعلام  ، لن أخوض في تفاصيل إيجابيات وسلبيات هذا المشروع على المواطنين والمجتمع ، ولن أتطرق إلى طول المدة التي أخذها هذا المشروع دون أن يرى النور ، ولكني سوف أتحدث عن الجانب الذي دائماً ما نوجه فيه المجتمع للإلتزام به من أجل أن نجعل بلادنا جميلة ونظيفة ، لا يعقل بعد هذه المدة أن تظل كل تلك الجبال من الأوساخ ومخلفات المباني متروكة لهذا اليوم وبهذه الصورة المخيفة ، التي توحي للشخص والعياذ بالله أنها مناطق أشباح وهي شبيهة لمشاهد الدمار للأنواء المناخية التي تتعرض لها كثير من الدول  أجارنا الله ، قد نقبل توقف المشروع للظروف المالية الصعبة التي يمر بها الوطن والعالم ، ولكن لا يمكن القبول ببقاء هذا التلوث وهذه المناظر الموحشة والمحزنة وتكون عرضة لتصوير أي سائح يقدم للبلاد ، كما أن هذه المواقع مرتع خصب لتكاثر الحشرات والقوارض والزواحف الخطرة ، وكذلك هي مصدر لانتشار الأوبئة والأمراض ، ومن ناحية أخرى هي موطن لتواجد أصحاب الإجرام والإنحراف ، كما أن موضوع النظافة والصحة وصون البيئة والأمان يقع في دائرة الأمن القومي للوطن ، فإن لم تستطع الجهات الحكومية المختصة التخلص من هذه المخلفات ، فلتفتح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني من فرق وجمعيات تطوعية لتشكيل حملات تطوع وتبرع للتخلص من هذه المشاهد المؤلمة الممتدة من ولاية شناص وحتى ولاية بركاء ، ولذا أُقدم مناشدة وطنية لمعالي وزير النقل ومعالي وزير البلديات الإقليمية ومعالي رئيس بلدية مسقط وأي جهة حكومية أخرى معنية بهذا الموضوع ، للتكرم بتوجيه المختصين لوضع حلول سريعة للتخلص من هذه المخلفات ، والعمل على تنظيف المواقع من الصورة الحالية المشوهة لجمال الساحل ولنظافة وجمال الوطن ، ولحماية المجتمع من أخطار الأمراض والأوبئة وكذلك لتكون مناطق تنعم بالأمن والآمان ، سائلين الله القدير أن يحفظ هذا البلد العزيز من كل سوء ومكروه ..آمين .

‏Humaid.fadhil@yahoo.com

Exit mobile version