Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“مخدر الشبو وأضراره على الإنسان” بقلم: خالد عمر حشوان

الشبو هو مخدر اصطناعي مستخرج من مادة الميثامفيتامين وهي مادة منشطة للجهاز العصبي وتأثيرها يشبه تأثير الكوكايين، ويتم تصنيعه على شكل بلورات أو حبيبات كريستالية عديمة اللون والرائحة لها مذاق مُرّ ويذوب في الماء والكحول، ويتم تعاطيه من خلال أنبوب بلوري أو عن طريق الحَقْن أو الشَّمْ أو التدخين أو الابتلاع بالفم، وهو بدايةً يسبب الشعور بالطاقة لأنه مُنشِّط ولكنه مع التعاطي يسبب الإدمان الذي قد يصل لارتكاب الجرائم أو الانتحار والعياذ بالله، وللشبو عدة أسماء أخرى منها الآيس والطباشير والكريستال ميث، وأول من أطلق عليه مصطلح الشبو هم سكان دول شرق آسيا.

كيفية التعرف على متعاطي الشبو؟ :- يتم ذلك من خلال عدة علامات جسدية ونفسية من أهمها:

* زيادة واضحة في الحركة والنشاط والشعور بالطاقة على غير المعتاد والقيام بأعمال مهما بلغت صعوبتها وقوتها.

* الاكتئاب الزائد والمفاجئ نتيجة إنخفاض هرمون الدوبامين (هرمون السعادة) بسبب إفرازات مخدر الشبو.

* حالات الهياج والعنف للمتعاطي والعصبية غير المُبَرَّرَة ودون أسباب لأن المخدر يُحَفِّزْ المراكز العدوانية في المخ.

* إنخفاض حاد وسريع لوزن المتعاطي بسبب زيادة نشاط الغدد المسؤولة عن الحَرْق من إفرازات المخدر.

* الهلوسة البصرية والسمعية للمتعاطي كأشخاص يتبعونه أو أصوات في أذنه بسبب خلل المخدر في كيمياء المخ. 

* الأرق وارتفاع درجة الحرارة وزيادة التَعَرَّقْ وعدم القدرة على النوم بسبب التحفيز الدائم في الجسم من المخدر.

* ارتفاع معدل ضربات القلب الناتج عن النشاط التحفيزي الذي يتعرض له الجسم من تعاطي المخدر.

* اتساع في حدقة العين والمؤدي لحساسية من الضوء في قاع العين فالمتعاطي يرتدي النظارات الشمسية دائمًا.

* الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة الإجهاد المستمر من أثر المخدر وقد يستغرق المتعاطي ساعات طويلة في النوم.

* اضطرابات المعدة والأمعاء الناتجة عن تعاطي المخدر وقد ينتج عنها الإصابة بالإمساك أو الإسهال المستمر.

أضرار ومخاطر مخدر الشبو على المتعاطي:- وهي كثيرة ونركز في التالي على أهمها وأكثرها خطورة:

* سبب رئيسي لمشاكل القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية وتضخم عضلة القلب وتصلب الشرايين التاجية.

* يسبب الشبو نزيف مفاجئ للدماغ الذي يؤدي لتلف خلايا الدماغ ويكون سببًا رئيسيًا في السكتات الدماغية.

* الاضطرابات العقلية والنفسية المؤدية للسلوكيات العنيفة وتعكر المزاج والهلوسة السمعية والبصرية والجنون.

* تسوس وسقوط الأسنان بسبب الميثامفيتامين المؤدي لجفاف الفم وأمراض اللثة وصرير الأسنان وطحنها وكسرها.

* ظهور تقرُّحَات جلدية مؤلمة بسبب الهوس بوجود حشرات والحكة الزائدة وقد تتطور التقرحات لأمراض أخرى.

* حدوث الشلل الرعاش للمتعاطي لأن العلماء ربطوا الأمفيتامين بمرض باركنسون المُؤثر في أعصاب الحركة.

* يُسَبِّب الشبو للمرأة الحامل نزيف في الأشهر الأولى وإجهاض مبكر وتشوهات في الأجنة لو كتب الله لها العمر. 

* ظهور السلوك العدواني المدمر على المتعاطي والمؤدي لارتكاب الجرائم وخاصة القتل أو الانتحار والعياذ بالله. 

* يسبب الشبو مخاطر صحية أخرى مثل فقدان الشهية وبالتالي فقدان كبير للوزن والنقص الغذائي وضعف الجسم وضعف المناعة وقلة الإدراك والفهم وآلام العضلات والمفاصل وظهور أعراض الشيخوخة، وانتقال الفيروسات مثل فيروس الإيدز والكبد الوبائي وغيره من المواد غير المعروفة التي قد تسبب التسمم والوفاة بسبب الحقن. 

كيف يمكن علاج متعاطي أو مدمن الشبو؟:- يمكن العلاج بثلاث خطوات رئيسية هي:

* التشخيص الدقيق وتقييم الحالة عن طريق التحاليل والفحوصات الطبية لمعرفة نسبة السموم في الجسم. 

* تحديد الخطة العلاجية المناسبة من قبل الأطباء لمواجهة الأعراض الانسحابية والسيطرة على الحالة.

* التأهيل النفسي والسلوكي للمتعاطي أو المدمن من خلال الجلسات العلاجية التي تعتبر أهم مراحل التخلص من المخدر ونقطة البداية للتغيير الشامل في الأفكار والسلوكيات تجنبًا للانتكاسة.

وأختم بأن الوقاية دائمًا خير من العلاج لحماية أبناءنا واخواننا من المخدرات عامة وذلك من خلال التوعية وتصحيح المفاهيم عن المخدرات لديهم وقوة الترابط الأسري في العائلة الواحدة وتجنب القسوة والإهانة معهم مع ملاحظة التغييرات في سلوكهم وعلاج غير الجيد منها بأسرع ما يمكن ومراقبة الأصدقاء المحيطين بهم وزيادة مساحة النقاش لمعرفة أفكارهم وتطلعاتهم، وإشغال وقت فراغهم بتنمية مهاراتهم وقدراتهم لعدم تسلل الملل والأفكار السيئة ومراعاة حالاتهم النفسية ومنحهم الثقة مع المراقبة عن بُعْد والمتابعة الجيدة مع المدارس والجامعات وتشجيعهم على حضور ندوات ومحاضرات التوعية والبرامج الصيفية وأخيرًا وليس آخرًا أن نكون قدوة حسنة لهم في الحياة لأنها من أفضل طرق الوقاية من المخدرات بفضل الله تعالى كما يقول عز وجل في سورة البقرة {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} (الآية-44).

HashwanO@

Exit mobile version