مسقط – العربي
استضاف مجلس الشورى في جلسته الاعتيادية الثامنة لدور الانعقاد السنوي الأول للفترة العاشرة لمجلس الشورى اليوم معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام لمناقشة بيان الوزارة الذي يتضمن 12 محورًا منها: الاستراتيجية والسياسة الإعلامية لسلطنة عُمان، والنتائج الفعلية لخطة التنمية الخمسية التاسعة، والبرامج الاستراتيجية لخطة التنمية الخمسية العاشرة للوزارة الإعلام، والتشريعات والقوانين المنظمة لقطاع الإعلام في سلطنة عُمان، وجهود الوزارة في التدريب والتطوير الإعلامي.
وأكّد معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام إنَّ الإعلام العُماني يحظى بدعم من القيادة الحكيمة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إيمانًا من جلالته بالدور المتعاظم للإعلام المعاصر خلال المرحلة القادمة في بناء الوعي وتشكيل الخطاب والمحافظة على الهوية الوطنية والمكتسبات العظيمة لنهضة عُمان الحديثة والمتجددة، ونقل صوت سلطنة عُمان وصورتها النقية إلى دول وشعوب العالم.
وقال معالي الدكتور: إنَّ الإعلام العُماني جسّد في مسيرة نهضته الحديثة والمتجددة “رسالةً إنسانيةً حضارية” وتمكّن بخطابه الأمين، من السير بخُطى واثقة ومتواصلة، في القيام بدوره الوطنيّ المعُبّر بكل صدقٍ وموضوعية عن سمات العُماني، وإسهامه الحضاري الفاعل والممتد في التاريخ الإنساني، وتوعية المواطن بدوره الأساسي في بناء وطنه وتنميته وتقدمه وازدهاره.
وأضاف معاليه أنَّ الإعلام العُماني قام بدوره التنويري والتوعوي المسؤول، وإتاحة ونشر المعرفة، وتحقيق الانفتاح الثقافي مع الآخرين، والتأكيد على مبدأ حرية الرأي والتعبير عنه في حدود القانون، التي بيّنها النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السُّلطاني رقم (6/ 2021م).
وأوضح معاليه أنَّ الإعلام العُماني يستمد مبادئه ومرتكزاته من الدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة النبيلة والنظام الأساسي للدولة، وما ينعكس عنه من اكتمال منظومة دولة المؤسسات تنظيميًّا وقانونيًّا والفكر السامي لجلالة السُّلطان المعظّم، ورؤيته السديدة لدور وسائل الإعلام في تنمية قدرات المواطن وتوعيته بدوره الأساسي في البناء والتنمية والتشريعات والقوانين والأطر المنظمة للعمل الإعلامي والمواثيق والقيم والمبادئ التي تستند إليها المهنة الإعلامية رؤية عُمان 2040، والموروث العُماني من قيم وأخلاق وفضائل، بالإضافة إلى سياسات وخطط وبرامج الحكومة في كافة جوانب التنمية.
وأشار معاليه إلى أنَّ الإعلام العُماني يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ قيم الولاء للوطن وجلالة السُّلطان المعظّم، وتعظيم مبادئ المجتمع العُماني الأصيلة، وبث ثقافة العمل والإنتاجية، وتوعية المجتمع بدوره الأساسي في البناء والتنمية والمحافظة على المكتسبات الوطنية، وتشجيع أسس التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي، وتأكيد انتماء سلطنة عُمان العربي والإسلامي، وإبراز دور عُمان في مختلف المحافل العالمية.
ولفت معاليه إلى أنَّ العالم القريب والبعيد يتحدّث اليوم عن قوة المجتمع العُماني، وتفرّده اللافت في النأي بنفسه عن خطابات التطرف والغلو، مُشيرًا إلى أنَّه لا يمكن تجاوز دور الخطاب الإعلامي في صناعة هذه الشخصية العُمانية، وتمهيد مساراتها نحو المستقبل عبر تعزيز الخطاب المتزن، وتقدير كل الأفكار والآراء دون تطرّف أو شطط في الفكر أو في القول، وهذه هي سمة الوحدة الوطنية لنسيج هذا المجتمع، حيث كان للرسالة الإعلامية دور أساسي في تجسيدها، وتقوية دعائمها الفضلى.
وأفاد معاليه أنَّ الإعلام العُماني يُسهم في ترسيخ الهوية والثقافة العُمانية والحفاظ عليها وتعزيز الانتماء لها عبر مختلف البرامج الإعلامية، وتحصين المجتمع العُماني من أي دخيل على قيمه ومبادئه وفضائله التي شكلتها حضارته وأعرافه ومُثله السامية، إذ يعبّر عن سمات مجتمعه الأصيل ترجمة للفكر السامي لجلالة السُّلطان المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ المؤكد على أهمية ترسيخ الهوية الوطنية والقيم والمبادئ الأصيلة، والمحافظة على السمت العُماني الذي ينهل من تاريخ وثقافة سلطنة عُمان.
وأردف أنَّ الوزارة وضعت خطة توعوية لتبصير أبناء المجتمع وحثّهم على أخذ المناسب والمفيد من وسائل التواصل الاجتماعين وتقوم بتنفيذها عبر مختلف وسائل الإعلام، كما تعمل في الوقت الحالي على تنفيذ مختبر علمي لوضع إطار وطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال معاليه: إنَّ الإعلام العُماني اضطلع بدوره الإيجابي في التعبير بصدق وصراحة وشفافية عن سياسات سلطنة عُمان، ومواقفها الثابتة تجاه مختلف القضايا والأحداث الإقليمية والدولية، الداعمة للسلام والوئام والمحبة بين الدول والشعوب، والمرسّخة “لقيم التسامح والتفاهم وفكرة قبول الآخر” في خطابه العالمي الإنساني الرّصين، وسط الضجيج الإعلامي العالمي.
وأكّد معاليه أنَّ الوزارة تبذل كل جهدها للمُضي قُدمًا في ترجمة هذه التطلعات الوطنية في “مشهد إعلامي مزدهر” ومواكب لأجيال سلطنة عُمان وشبابها عبر مختلف المراحل، مضيفًا أنَّ الوزارة باشرت عملها وأداء مهامها الجديدة الموسّعة على مسارين أساسيين هما: “التنظيم الداخلي للوحدة الجديدة بعد عملية الدمج الهيكلي، واستكمال جهود التحديث والتطوير لمنظومة العمل الإعلامي بكافة أدواته ووسائله للارتقاء به، وخاصة مسار الإعلام الجديد والدور المنوط بوزارة الإعلام في مستهدفات رؤية عُمان 2040 والتزام الوزارة بالدفع قدمًا بالجهود الوطنية القائمة في جميع محاور ومستهدفات الرؤية، في تنسيق مستمر مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 لتعزيز الوصول إلى مختلف القطاعات ذات الصلة بتنفيذ الرؤية، لنقل الصورة الموضوعية والمشرقة لجهود منظومة العمل الوطني القائمة ونتائجها المحققة للمواطنين في سائر محافظات سلطنة عُمان.
وفيما يتعلق بمستهدفات رؤية عُمان 2040 الخاصة بيّن معالية أنَّ الوزارة عملت خلال العام 2023م على عدة مشروعات ضمن أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية منها: رفع عدد المنتجات الإعلامية التي تستهدف نشر التوعية والتعريف بالأداء الحكومي في أوساط المجتمع، وتُعزز الهوية والتراث والثقافة الوطنية وبلغت إلى ما يقارب (5000) منتج.
كما عملت على تكثيف المحتوى الإلكتروني في المنصات والمواقع التابعة للوزارة لتعزيز حضور المحتوى الرقمي لوزارة الإعلام، ودعم عدد من صنّاع المحتوى العُمانيين من أصحاب المواهب واستضافة محتواهم، وإطلاق مهرجان عين للأفلام القصيرة لدعم صناعة الأفلام في سلطنة عُمان، وتحسين وتجويد المحتوى الإخباري وما تقدمه وكالة الأنباء العُمانية، وإصدار ملاحق جديدة في جريدة عُمان منها الملحق العلمي وملحق المحافظات.
وأما في أولوية القطاع الخاص والاستثمار والتعاون الدولي فأوضح معاليه أنَّ الوزارة عملت على دراسة مشروعات متعددة لمعرفة أثرها المالي في جلب الاستثمار، وزيادة الإيرادات من خلال الإعلانات والمطبوعات ورسوم التراخيص والاشتراكات، بالإضافة إلى تطوير أنظمتها الهندسية لتحقيق الهدف الفرعي للوزارة ضمن أهداف رؤية عُمان 2040 وهو رفع نسبة وصول البث الإذاعي والتلفزيوني لجميع محافظات سلطنة عُمان.
وذكر معالي الدكتور وزير الإعلام أنَّ الوزارة تسعى هذا العام من خلال خططها السنوية إلى رفع عدد المنتجات الإعلامية التي تستهدف نشر التوعية والتعريف بالأداء الحكومي في أوساط المجتمع وإنتاج أكثر من (5000) منتج و(300) منتج يتعلق بالتشريعات والقوانين والتوعية بحماية المال العام، بالإضافة إلى إضافة ملحقين اثنين مع جريدة عُمان: الملحق الاقتصادي والملحق الاجتماعي كما تسعى إلى بث أعمال درامية سمعية ومرئية، وأيضًا من خلال المواد والبرامج السمعية والمرئية والإلكترونية المقدمة لفئة الأطفال.
وتابع معاليه قائلًا إنَّ الوزارة تقوم برقمنة (15) ألف مادة ورفعها في منصة عين وإنتاج ونشر ما يقارب (7000) مادة عبر المنصات والمواقع التابعة للوزارة، وفي مجال التدريب الإعلامي تعمل على تدريب الإعلاميين من خلال تنفيذ البرامج التدريبية المختلفة عبر مركز التدريب الإعلامي ضمن أولوية حوكمة الجهاز الإداري للدولة، إلى جانب دعم صنّاع المحتوى العمانيين بشكل مستمر من أصحاب المواهب.
وفيما يتعلق بالجانب الاستثماري أوضح معاليه أنَّ الوزارة تعمل على رفع نسبة الإيرادات بزيادة سنوية من خلال أنشطتها المختلفة من التغطيات والإعلانات والتسويق وطباعة المطبوعات والكتب ورسوم التراخيص والتجديد.
وقال معاليه: إنَّ الوزارة شهدت في العقد المنصرم نقلات نوعية في مسيرة التطوير والتحديث الإعلامي بمجالاته الإنتاجية والهندسية والتشغيلية والتقنية؛ ما انعكس بالضرورة على رقعة الانتشار والجودة في المنتج والمحتوى والتوسع في الوسائل والأدوات الإعلامية.
وأضاف معالي الدكتور: إن قناة “عُمان الثقافية” تستمد محتواها من الهوية الوطنية لسلطنة عُمان والإرث العُماني المادي وغير المادي، بمسحات تجديدية ضرورية، والانفتاح على ثقافات العالم المتنوعة، كما تم رفع عدد قنوات تلفزيون سلطنة عُمان من قناة واحدة إلى (4) قنوات تلفزيونية، وهي تنتظم اليوم مع (5) قنوات تابعة لإذاعة سلطنة عُمان هي: (الإذاعة العامة، إذاعة الشباب، إذاعة القرآن الكريم، الإذاعة الإنجليزية، إذاعة الموسيقى الكلاسيكية) وتعمل مجتمعةً على تقديم محتوى إعلامي في مختلف المجالات على مدار الساعة للمشاهدين والمستمعين، وتصل ببثها الأثيري والمرئي الفضائي والإلكتروني إلى جميع دول العالم.
وأردف معاليه قائلًا: إن الصحافة العُمانية واكبت التطورات السريعة في مجالات الإعلام والاتصال على المستوى الدولي، والتفاعل الأعمق والأوسع مع اهتمامات وتطلعات المواطن العُماني والتعبير عنها بوضوح ومصداقية، وتصدر اليوم مجموعة من الصحف والمجلات والنشرات اليومية والأسبوعية والفصلية استجابة للتطور المتنامي في المجتمع.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة قامت بعملية تطوير شاملة شكلًا ومضمونًا لجريدتيها “عُمان ، وعُمان أوبزيرفر”، وتمثل مجلة نزوى مسارًا ثقافيًّا متقدمًا وصورة للأدب العُماني والأدب العربي في مختلف مجالات الثقافة والفكر، كما دشّنت جريدة عُمان الملحق الثقافي المحدّث للجريدة مطلع عام 2022م، الذي حقق انتشارًا واسعًا، كأحد أهم الملاحق الثقافية في الوطن العربي نتيجة ثرائه وغزارة محتواه الفكري والثقافي، لافتا إلى أن ” الملحق العلمي” لجريدة عُمان جاء لحاجة الوزارة إلى مواكبة النهضة العلمية في سلطنة عُمان والعالم بمشروع صحفي علمي في تجربة عربية يمكن وصفها أنها “متفردة” انطلقت منتصف عام 2023م ، ويتناول الموضوعات العلمية الحديثة المتنوعة كالذكاء الاصطناعي، والابتكار الصناعي، والتوجهات العلمية الدولية في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والتغير المناخي، وحماية البيئة، والأبحاث العلمية التي تخدم حياة البشرية.
وبيّن معاليه أنه تتم ترجمة بعض الأعمال المستهدفة في الملحق من مصادر علمية أجنبية مرموقة، وتعمل هذه الملاحق على نحو خاص على إبراز موضوعات علمية مختارة للمبدعين والمبتكرين العُمانيين وخاصة “العقول الشابة “، كما يشمل الملحق نافذة صحفية خاصة بالطفل، مضيفًا أن الجريدة دشّنت “ملحق المحافظات” الذي يتناول ويُبرز الجهود المنظومية والمجتمعية في جميع محافظات سلطنة عُمان؛ في حين تعمل الوزارة على إضافة ملحقَيْن آخرين خلال هذا العام 2024م، هما: “الملحق الاجتماعي، والملحق الاقتصادي”.
وأوضح معاليه أن جريدة “عُمان أوبزيرفر” الناطقة باللغة الإنجليزية تعد نافذة صحفية يومية تتناول الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ونقل ما يدور على أرض سلطنة عُمان إلى الداخل والخارج، وإبراز المواقف العُمانية إزاء مختلف القضايا والأحداث الإقليمية والدولية للقارىء الناطق باللغة الإنجليزية في مختلف أنحاء العالم، ويصل عدد متصفحي الموقع الإلكتروني لجريدة عُمان أوبزيرفر إلى (100) ألف متصفح يوميًّا، كما تصدر الجريدة ملحقًا دوريًّا إلكترونيًّا كل شهرين باسم “مراسلون” يُعنى بمختلف القضايا المحلية والدولية في مجالات الاستثمار والاقتصاد والطاقة والسياحة.
وأكد معالي الدكتور وزير الإعلام أن صناعة الإعلام الجديد شهدت ثورات تقنية هائلة، أصبح كل فرد في فضائها فاعلًا إعلاميًّا بحيزه وأدواته، وعززت الوزارة عملها نحو تأسيس “رؤية متكاملة للإعلام الإلكتروني” تُجسِّد الهوية والثقافة العُمانية، وتعكس آفاق المستقبل، وتطلعات العُمانيين خلف قيادتهم المستنيرة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه -.
كما أوضح معاليه أن مشروع منصة “عين” يُشكِّل باكورة الرؤية الإعلامية الإلكترونية، وأول منصة تفاعلية رقمية في سلطنة عُمان، ويصل حجم المحتوى المتاح على منصة “عين” اليوم حوالي (48) ألف مادة سمعية ومرئية، وبلغ عدد مرات الاستماع والمشاهدات لمحتوى المنصة أكثر من (12) مليون مرة، من بينها (116) ألف مرة استماع ومشاهدة لمحتوى الطفل، الذي يتم العمل على تعزيزه من خلال واجهة لمحتوى الطفل (كخدمة جديدة) سيتم إطلاقها على المنصة خلال الفترة القادمة.
وبيّن معاليه أن الوزارة دشنت منصة خدمة “الكتاب الصوتي” وتحتوي على (39) كتابًا صوتيًّا لمؤلفين عُمانيين في مجالات ثقافية مختلفة، كما حرصت على توظيف أدوت الذكاء الاصطناعي في منصة عين عبر تحسين تجربة المستخدم من حيث عرض محتوى يتوافق مع تفضيلاته السمعية والمرئية ومن خلال العمليات الفنية المتمثلة في المونتاج والتصميم والجرافيك للمحتوى الإلكتروني، إضافة إلى إنشاء مجموعة من الحسابات الإلكترونية التابعة للوزارة ويبلغ عدد متابعيها أكثر من (6) ملايين من مختلف دول العالم بنهاية عام 2023م؛ كما ارتفع عدد المشاهدات لمحتوى قنوات تلفزيون سلطنة عُمان على منصة “اليوتيوب” العالمية لأكثر من (300) مليون مشاهدة مع نهاية 2023م.
وأفاد معاليه بأن “مهرجان عين” الأول للأفلام القصيرة الذي نظّمته الوزارة كأول مهرجان سينمائي لمنصة “عين” يتيح الفرصة لصنّاع الأفلام المحترفين والناشئين للمشاركة بأفلامهم الروائية والوثائقية وأفلام الأطفال، في مجالات: المواطنة الصالحة، والسياحة، والشباب والرياضة، والمستقبل التقني والرقمي والذكاء الاصطناعي، ومواقع التواصل الاجتماعي “السلبيات والإيجابيات” ومجالات الثقافة والهوية العُمانية، والعلوم والمعارف والقضايا الاجتماعية.
وأشار معاليه إلى أن “البوابة الإعلامية” التابعة للوزارة تتيح مجموعة من الخدمات الإعلامية التي تُعرّف بسلطنة عُمان ومُدّخرها الحضاري، والفرص الاستثمارية والقوانين المنظمة للاستثمار، والمحتوى السياحي والثقافي والبيئي، ورؤية “عُمان 2040″، وملامح نهضة عُمان الحديثة والمتجددة، وهي تقدم المحتوى باللغات “العربية، والإنجليزية، والفرنسية” بينما تعمل الوزارة خلال الفترة القادمة على رفع عدد لغات البوابة الإعلامية إلى (8) لغات وهي “الصينية، والروسية، واليابانية، والألمانية، والإسبانية”.
وقال معاليه: إن الوزارة قامت خلال الفترة الماضية بمراجعة شاملة للوائح المنظمة للعمل الإعلامي إيمانًا منها بأن المتغيرات التي طرأت على صناعة الإعلام الحديث وارتباط المجتمعات لحظيًّا مع تقنياته ومنتجاته العصرية “وخاصة الشباب والطلبة” لا بد أن تصاحبها مراجعة مستمرة للقوانين المنظمة للعمل الإعلامي؛ بما في ذلك وسائل وأدوات الإعلام الجديد “الإلكتروني”.
وأضاف معاليه أن “مشروع قانون الإعلام” ينظِّم العمل الإعلامي ويتسم بالشمولية والتحديث الذي يواكب المتغيرات والمستجدات في الصناعة الإعلامية الحديثة.
وأوضح معاليه أن الوزارة تقوم بدور كبير في مجال التدريب والتطوير الإعلامي من خلال “مركز التدريب الإعلامي” الذي يعمل على تقديم برامج تدريبية متخصصة ليس لمنتسبي الوزارة فحسب، بل تشمل العاملين في الحقل الإعلامي لدى المؤسسات الإعلامية الخاصة، والعاملين في الدوائر والأقسام الإعلامية في مختلف الوحدات الحكومية، وطلبة الكليات والجامعات على مقاعد الدراسة والخريجين في مختلف التخصصات الإعلامية، وقد نفّذ المركز خلال عام 2023م أكثر من (150) برنامجًا تدريبيًّا تخرج منها أكثر من (2000) متدرب ومتدربة، في عدة مجالات منها: الاتصال والإعلام، والأخبار، والهندسة، وصناعة المحتوى الرقمي، وصناعة البودكاست المتقدم، والإدارة الإعلامية للأزمات، والمتحدث الرسمي، والإعلام الاقتصادي والمالي، والصحافة الاستقصائية.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة نفّذت بالتعاون مع الجهات المعنية برنامجًا تدريبيًّا خاصًّا بالمتحدثين باسم وحدات الجهاز الإداري للدولة، ضمن خطة متكاملة يشتغل عليها مركز التدريب الإعلامي والتواصل الحكومي إلى جانب برنامج خاص بطلبة المدارس وهو برنامج “الإعلامي الصغير” بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لتهيئة الأجيال الإعلامية ودمجهم مبكرًا مع الصناعة الإعلامية المتجددة، وقد شارك فيه (124) طالبًا وطالبة، كما شملت مسارات التدريب الإعلامي تطبيقات عملية لبرامج إذاعية وتلفزيونية مثل: برامج: “القارىء الصغير، نجم الفصاحة، مصباح، عكاسة، نور، دفتري، علم ومرح”.
وقال معالي الدكتور وزير الإعلام: إن وكالة الأنباء العُمانية تعد “المصدر الرسمي للأخبار في سلطنة عُمان”، وتعمل على تقديم خدمة إخبارية وفق السياسة الإعلامية العُمانية التي تتسم بالشفافية والوضوح والحيادية، وتزويد المواطن والمقيم بالخبر الموثوق، وتغطية الأنشطة والفعاليات، وإبراز المواقف والسياسات العُمانية إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، كما تزوِّد المؤسسات الإعلامية والصحفية بالمواد الخبرية والتقارير المتنوعة باللغتين العربية والإنجليزية وجعلها متاحةً على شبكة المعلومات العالمية “الإنترنت”.
وأضاف معاليه أن وكالة الأنباء العُمانية دشّنت نظامًا جديدًا للبث وموقعًا إلكترونيًّا يتواكب مع تطلعات رؤية “عُمان 2040″، وخلال عام 2023م أطلقت “تطبيقها الإلكتروني” لاستخدامات الهواتف الذكية، وقناة عبر تطبيق الواتساب، كما أفردت جهدًا مركزًا في تناولها ومتابعتها الخبرية للبرامج والأولويات المتصلة بمحاور رؤية “عُمان 2040″، وبلغ عدد متصفحي موقعها الإلكتروني أكثر من (9) ملايين متصفح من مختلف دول العالم.
ووضّح معاليه أن هناك تعاونا وثيقا بين وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب في مجال الإعداد والإشراف على معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي أخذ مساحة “بارزة” في منظومة معارض الكتاب العربية والعالمية، في محتوى فكري وثقافي بكل اللغات ووسائط النهل الثقافي والمعرفي.
وبيّن معاليه أن معرض مسقط للكتاب – إلى جانب دوره في مجال نشر الكتاب ودعم الناشر وتعزيز قيم القراءة لدى المجتمع – يشكِّل نقطة التقاء وجذب للفعاليات الثقافية، وفضاء واسعا ومتخصصا للتنمية العلمية والمعرفية والثقافية، وقد بلغ عدد زواره في نسخته الـ 28 عام 2024م /394172/ زائرا، فيما بلغ عدد الكتب والمطبوعات أكثر من 600 ألف كتاب، كما نظّم المعرض نحو (280) فعالية في مختلف صنوف العلم والمعرفة والثقافة، من بينها (131) فعالية مخصصة للطفل.
وأفاد معاليه بأن عدد الكتب والمطبوعات المجازة من الوزارة خلال عام 2023م بلغت “1250 مؤلَّفًا”، وخلال شهري يناير وفبراير 2024م تمت إجازة (273) كتابًا؛ ما يعطي مؤشرًا جيدًا عن نمو الحركة الثقافية في سلطنة عُمان، ووجود حاضنة لها للانتشار المحلي العربي والعالمي.
وقال معاليه: إن وزارة الإعلام تتيح للقطاع الخاص العُماني الاستثمار في صناعة الإعلام كغيره من المجالات في إجراءات لا مركزية ميسّرة، وقد استثمر القطاع الخاص في صناعة الإعلام كشريك أساسي في مسيرة النهضة العُمانية الحديثة والمتجددة، مقدمًا “تجربة” إعلامية ثرية، تصبُّ في خدمة الوطن والمواطن، ومادًّا رسالته جسورًا للتواصل والمحبة إلى العالم الخارجي، وقد بلغ إجمالي القنوات الإذاعية والتلفزيونية والصحف الخاصة المرخصة من وزارة الإعلام أكثر من 80 وسيلة إعلامية.
وأضاف معاليه أن الوزارة تقوم بتعزيز صناعة الأفلام السينمائية، من خلال الإنتاج المباشر لأفلام السينما الوثائقية والروائية مثل: “المتحف الوطني، أثر الوجود العُماني في شرق أفريقيا، جزر القمر، أثر، كتم الأنفاس، العُمانيون في بوروندي، العُمانيون في أوغندا، على خطى ثيسجر”، أو من خلال دعم شركات الإنتاج الإعلامي المنتجة لهذا النوع من الأفلام والجمعية العُمانية للسينما، في شراكة مستمرة تبرز سلطنة عُمان، إلى جانب إسناد أعمال إعلامية في مختلف المجالات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع الإنتاج الإعلامي.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة دعمت الإنتاج الدرامي باستمرار وشجّعت المؤسسات على الارتقاء بأعمالها الفنية والدرامية (رسالةً ومحتوى)، مضيفا أن الوزارة تحث باستمرار المُنتجين والفنانين على اتخاذ خطوات ملموسة من أجل تجويد المنتج الدرامي والاشتغال على أعمال ومسلسلات إذاعية وتلفزيونية ذات جودة عالية في المرحلة القادمة والسعي إلى تشجيعهم لتقديم الأفضل للدراما العُمانية، بوصفها شريكًا أساسيًّا في التوعية المجتمعية.
وأوضح معاليه أن الوزارة تضع معايير ثابتة وحازمة في إنتاج الأعمال الدرامية التي تجسِّد الهوية العُمانية بشخصيتها ولباسها ولغتها، وتوظيف مفردات البيئة العُمانية، وإسناد أعمال لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وبيّن معاليه أن إعلام المحافظات يشكل عنصرًا أساسيًّا في منظومة العمل الإعلامي في سلطنة عُمان وأن الوزارة سخّرت أكثر من (120) مراسلًا وصحفيًّا يغذّون مختلف وسائل الإعلام التابعة لها بالمحتوى الإعلامي من جميع المحافظات والولايات، كما تعمل الوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على إنشاء مكاتب في مختلف المحافظات بما يبرز إمكاناتها ومقوماتها المختلفة وخاصة الاقتصادية، فقد بلغ حجم التدفق الإخباري القادم من المكاتب الإعلامية في المحافظات أكثر من (5000) مادة إعلامية متوزعة بين المقروء والمرئي والمسموع والإلكتروني خلال عام 2023م.
وأفاد معاليه بأن مركز التواصل الحكومي عمل خلال الفترة الماضية على رصد العديد من الموضوعات بالتعاون مع المؤسسات المعنية بها، حيث بلغ عدد الموضوعات والقضايا التي تعامل معها خلال الفترة الماضية أكثر من (800) قضية وموضوع عن مختلف اهتمامات الرأي العام وأكثر من (600) موضوع في مجال الدعم الإعلامي والاتصالي في المشروعات الاستراتيجية والحملات الوطنية، والإدارة الإعلامية للمشروعات المشتركة، وتوحيد الجهود وتكامل الرسائل الإعلامية والاستيضاح والتحقق من أي معلومات مغلوطة أو شائعات متداولة وضمان وصول المعلومة الصحيحة للرأي العام.
ولفت معاليه إلى أن الإعلام العُماني يتفاعل مع قضايا مجتمعة مستندًا إلى الفكر السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم – حفظه الله ورعاهُ – الذي يؤكد أن حرية التعبير عن الرأي تقوّي التجربة وتدفع بالعمل إلى آفاق أفضل وتُسهم في تعزيز قيم المشاركة المجتمعية في مسيرة البناء والتنمية.
وذكر معالي الدكتور وزيرُ الإعلام أن عدد المواد والمقالات والصور الصحفيّة المنشورة عن سلطنة عُمان في الخارج تجاوز (2400) عمل خلال العام الماضي، وتعمل الوزارة على دعوة الصحفيين والإعلاميين العرب والأجانب باستمرار وإطلاعهم على واقع التحديث والتطوير الذي تشهده سلطنة عُمان في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية.
وبيّن معاليه أن سلطنة عُمان حصلت على (11) جائزة ذهبية وفضية (8 جوائز لوزارة الإعلام و3 جوائز للإعلام الخاص) في مسابقات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بالجمهورية التونسية عام 2023م؛ ما يعد تجسيدًا للمستوى المتقدم الذي يعكسه المنتج الإعلامي للوزارة بمختلف أدواته ووسائله، ما يدفع إلى السعي لمستويات أعلى من الإنتاج، وتبنّي أحدث تقنيات صناعة الإعلام الحديث لتطوير المنتج الإعلامي العُماني، وتعزيز حضوره وتأثيره على المستويين العربي والعالمي.
كما فازت الوزارة بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الإنتاج التلفزيوني العربي الأوروبي المشترك 2023م، وفازت بجائزة أفضل فيلم وثائقي في الإنتاج التلفزيوني العربي المشترك، وفي فبراير 2024م حصدت الوزارة ممثلة بـ “منصة عين” جائزة الاسكوا (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) للمحتوى الرقمي العربي ضمن المنتدى العربي لعام 2024م؛ تقديرًا لما تقدمه المنصة في مجال الإعلام الرقمي وتعزيز الوعي والتوعية بقضايا التنمية المستدامة في المنطقة العربية، كما نالت جائزة اقتصاديات الذكاء الاصطناعي لعام 2024م.
واختتم معالي الدكتور وزير الإعلام بأن سلطنة عُمان حققت تقدّمًا في مؤشر الإعلام للعام الثاني على التوالي لتحلّ في المرتبة الـ 40 عالميًّا بعد تقدّمها (6) مراتب ضمن مؤشر القوة الناعمة العالمي الصادر عن مؤسسة “براند فاينانس” البريطانية لعام 2024م، بعد أن كانت بالمرتبة الـ 46 في عام 2023م.
حضر الجلسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى وأصحاب السعادة الأعضاء والأمين العام لمجلس الشورى.