Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“لماذا تحضر الجماهير؟” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

عناصر مهمة جدا تعد أدوات جذب لحضور الجماهير لأي محفل رياضي ، أبرزها قوة وجودة وشهرة المسابقة بتواجد نجوم مميزين محليين أو دوليين ،و سمعة وجاهزية المرافق التي تقام عليها الفعاليات، ثم الحوافز التي تقدم للجماهير سعيا لإستقطابها ، ويتمثل ذلك في الجوائز وغيرها.
في العقود الأخيرة الماضية عانى دورينا بكل درجاته من العزوف الجماهيري الذي فاجأ الجميع بغيابه عن الملاعب وعدم حضوره لدعم أنديته رغم أنه بالمقارنة مع السنوات الأولى شكل علامة فارقة في السبعينيات وحتى نهاية التسعينيات ،حيث كانت الجماهير تحضر لمؤازرة فرقها رغم صعوبة الحال آنذاك من خلال صعوبة التنقل لقلة المواصلات وحتى الظروف عامة،ومع ذلك كانت تزحف الجماهير خلف أنديتها من محافظة إلى أخرى.

ظاهرة العزوف التي تعيشها كرتنا لم تظهر فجأة ،بل جاءت بالتدرج بعد أن فقد الشغف في دورينا الذي تراجع مستواه وغاب عنه النجوم وأفتقد إلى صفقات اللاعبين الأجانب الكبيرة ، مقارنة أيضا عما كان عليه في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات،عندما سجل الدوري العماني صفقات ملفتة ، فقد تواجد أكثر من لاعب عربي كبير أمثال المغربيان التيمومي وعبدالرزاق خيري في نادي السويق ، وطاهر أبو زيد في صحار وشوقي غريب في ظفار والسوري الناصر في العروبة والتونسي الصنهاجي في النصر والسوداني عمر العلمين في السيب ،وعدد من اللاعبين الأفارقة في فنجاء ونادي عمان ولاعبين برازيليين في الأهلي .
هذه الأسماء شكلت أداة جذب للجماهير إلى جانب الأسماء المحلية في تلك الحقبة التي يصعب حصرها لأن الأندية كانت مدججة بالنجوم ، هذه الصفقات إنحسرت ومضت علينا مواسم لايبرز خلالها أي لاعب أجنبي لضعف مستواه ، كما أن عدم إستقرار اللاعبين المحليين في ناد معين وتنقلهم من نادي لآخر أفقدهم النجومية وحب الجماهير ،فهو اليوم نجمهم وغدا خصمهم !

وكما ذكرنا في البداية بأن قوة وجودة الدوري لها أثر كبير في إستقطاب الجماهير، وهذا ما كان عليه سابقا بوجود (الديربيات) الشيقة والمثيرة والجماهيرية ليست لمشجعي الناديين،بل لكل عاشق للكرة الجميلة وعرفت وقتها (ديربيات) العروبة وصور ،والأهلي وفنجاء، والنصر وظفار، والسيب ونادي عمان.
للأسف الشديد غابت هذه (الديربيات) وغابت إثارتها معها وغابت معها الجماهير.
من الأمور الأخرى التي ساهمت في عزوف الجماهير إقامة المباريات على ملاعب المجمعات الرياضية بعيدا عن ملعب النادي مقره بالولاية ، فأصبحت المسافات عائقا على الجماهير ،فليس من السهل أن يقطع طالب مدرسة أو مشجع بسيط الحال مسافة من السويق إلى صحار .. مثلا ، أو من بركاء إلى الرستاق ،وأمثلة كثيرة .
سبب آخر للعزوف عدم وجود حوافز للجماهير فقد ظهرت من فترة لأخرى وبصورة غير منتظمة بعض الحوافر ، وأفقدها عدم الإنتظام الجدية وغياب الهدف.

حقيقة من المؤسف أن تنطلق جولة كاملة شارك فيها ١٤ ناديا لم يصل جمهور جميع المباريات ١٠٠٠ متفرج ، ومن المؤسف أيضا أن تلعب مباراة يحضرها ما يقارب من ٢٠ متفرجا .
إذا فكرنا في إستقطاب الجمهور لابد أن نضع في الحسبان الجمهاهير عنصر أساسي مهم وضلع من أضلاع المسابقة ، ويجب على الأندية أن تنظم روابط تشجيعية وتدعمها ماديا ، وقبلها توثيق العلاقة مع جماهير النادي، كما على الاتحاد أيضا أن يولي الجمهور أهمية من خلال توفير عروض وجوائز فردية وجماعية لأفضل رابطة سواء على مستوى كل جولة أو نهاية الموسم .

محزن أن نشاهد مباريات أعلى فئة لمسابقات كرة القدم( دوري النخبة)، يسمع فيها صدأ صراخ اللاعبين والمدرب وكأنهم في حصة تدريبة، بينما المفترض أن تستمع أهازيج وضجيج الجماهير تطغى على الملعب .
لذا إذا ظل الحال على ما هو عليه ،فكيف لنا أن نطالب الجمهور بالحضور ، لأنه ببساطة لماذا تحضر !

Exit mobile version