لا مجال للجدال كلنا عُمان في الشدة والرخاء نقطة حمراء آخر السطر ، سنين طويلة وأنا أتعايش مع الشعب العُماني حتى أصبحت جزءًا من هذا المجتمع البسيط المتواضع المِضْياف والمُحِب .
بعيداً عن ماقيل ويُقال فالصالح والطالح في كل مكان حول العالم ولكن هنا تظهر أكبر الفروقات عندما ترى أن الصالح طغى على الطالح وبقوة ، كيف لا ومن يحكم هذه الأرض رجل عظيم وهو أحد حكام عظماء الإنسانية المسلمين ويكاد يكون الأوحد بينهم والذي نشعر بثقة عمياء عندما نثني على شخصه فمنذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق “حفظه الله” مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير ٢٠٢١ وهو يسطر صفحات مشرقة في تاريخ سلطنة عُمان حقق من خلالها المزيد من الإنجازات في شتى ميادين العطاء، وتجسدت في شخصيته جميع سمات الانسانية والمحبة والطموح إلى إسعاد هذا الشعب دون كلل أو ملل، هنا لست أثني ولا أُبالغ ، لقد مررنا بالصعاب معاً وخاصة خلال جائحة كورونا التي قلبت موازين الحياة وأثرت بشكل سلبي على جميع سُبل الحياة الطبيعية وفي المقابل ضحكنا معاً في الأعياد وأكلنا أطيب الأطباق العُمانية وأشهرها الشواء العُماني والقلاي والعرسية واحتفلنا معاً ولبسنا الأزياء العُمانية التقليدية في المناسبات الرسمية لقد جمعتنا الأفراح والأحزان وغمرتنا الأحضان لم نشعر بالغربة بقدر شعورنا أننا أصبحنا نحن الغرباء في الأوطان .
لا أطمح ولا أطمع من خلال هذا الثناء لأي غاية دنيوية بقدر إلتزامي الانساني والمهني أمام هذا الشعب الطيب .
الفضيلة والأمانة والمصداقية والكلمة الجريئة لطالما غلبتني في سرد الأحداث وقراءة الأخبار في كل مقال وتغريدة ولقاء .
وهنا سبقتني العاطفة والمشاعر المتأججة عند رؤية جنائز الأطفال في ليلة حزينة وكانت لي دافع قوي لأكتب المقال بحزن وبصبر على هذا المصاب ، فعندما يدق قلبي يضطرب كل شيء من حولي لدرجة أنني أكتب دون توقف ودون الرجوع إلى السطر المكتوب أعلاه مرة أخرى لأن ماكُتب كان واضح وصريح ونابع من قلب فُجّع وكُسر وتألم اثر فاجعة فقدان الطلبة الأطفال خلال المنخفض الجوي المطير الذي تأثرت خلاله بعض المناطق في السلطنة ومنها سمد الشأن وولاية المضيبي وغيرها والذي راح ضحيته أطفال بعمر الزهور ورجال كرماء عرفوا كأخوة في الحياة ورحلوا كأخوة إلى مثواهم الأخير ، وأرواح أخرى غرقت في الوديان ، فاجعة كبيرة قد يختلف معي البعض في تسميتها أو وصفها ولكن فقدان روح واحدة تعني لنا الكثير في سلطنة عُمان فكيف وإن كانت مجموعة أرواح جميلة بريئة فارقتنا .
عندها مسكت هاتفي وغردت على منصة تويتر من خلال حسابي الشخصي والخاص قلت :
“لا كلمة عزاء تجبر قلب أم فقدت أحد أولادها ولا كلمة مواساة تقيم ظهر والد انحنى بعد أن شيع فلذة كبده بنفسه وواراه تحت الثرى يارب امسح على قلوبهم مسحاً يزيل وجع الفراق ، اللهم ثبّت صبرهم و قوّي إيمانهم وهون حزنهم”
وكانت إحدى التعليقات على هذه التغريدة من احد الأخوة العمانيين حيث كتب : ” أشكرك على موقفك النبيل اتجاه عُمان، والله يعزك يا بنت الاجاويد نبيله والله”
فكان الرد من طرفي : “انتم اهلي ومصابكم مصابي”
هنا وقفت جميع كلمات البلاغة اتجاه بلد أعطاني الكثير وكان له الفضل الأكبر في مسيرتي الصحفية والإعلامية، فكيف لي لا أكتب وأشاركهم الأحزان وهنا اندفعت مرة أخرى وغردت بكل صدق وبسرعة ودون حتى التفكير في كلمات النص :
كلنا #عُمان في الشدة وفي الرخاء
#نقطةحمراء آخر السطر لا مجال للجدال هكذا نحن نعيش على أرض #سلطنةعمان