طالبت دولة قطر جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بضرورة تضافر الجهود في إطار خطة عمل اليونسكو لقرار المجلس التنفيذي لحماية التعليم من الهجمات، وحماية هذا الحق الأساسي حيث لا يوجد مستقبل آمن دون التعليم.
جاء ذلك في كلمة سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب المندوب الدائم لدولة قطر لدى “اليونسكو” اليوم أمام الجلسة العامة للمجلس التنفيذي للمنظمة والذي تستمر أعماله حتى 23 من الشهر الجاري.
وقال سعادته إن العالم يشهد أكبر كارثة إنسانية، في قطاع غزة، فقد حصد العدوان الإسرائيلي أكثر من 41 ألف إنسان والعدد في ازدياد، بينهم 17 ألف طفل و11 ألف امرأة، بالإضافة إلى تدمير المدارس والجامعات بشكل كامل، ومواقع التراث والمتاحف، و177 صحفيا، منوها باتساع العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق، فقد فشل المجتمع الدولي في أن يضع حدا لهذه الانتهاكات الصارخة للإنسانية، حيث تسبب العدوان على لبنان بتشريد الأطفال وحرمانهم من حقهم في التعليم.
وأكد المندوب الدائم لدولة قطر لدى “اليونسكو” أن قطر تواصل العمل المشترك مع جميع الدول الأعضاء ومنظمة اليونسكو بقطاعاتها المختلفة، وبذل المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف النبيلة للمنظمة، ولاسيما تحقيق أهداف استراتيجية المنظمة 2026 – 2029 في ظل الظروف الحرجة والتي يشهدها العالم أجمع، مؤكدا ضرورة تعزيز مبدأ الشفافية والإدارة الحكيمة في تنفيذ استراتيجية اليونسكو.
وسلط الدكتور ناصر الحنزاب الضوء على جهود دولة قطر في سياق حماية الحق في التعليم، حيث اجتمع الشركاء الدوليون من المنظمات الدولية والدول ومؤسسات المجتمع المدني في الدوحة تحت عنوان “التعليم في خطر؛ التكلفة الإنسانية للحرب”، بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات في سبتمبر الماضي، حيث تمت مناقشة آثار الحروب على الأطفال، مع التأكيد على الحاجة الماسة والوقفة المتحدة نحو حماية التعليم في وقت الحروب والنزاعات، ومواجهة التحديات التي تهدد سلامة وإمكانية الوصول إلى التعليم، لاسيما في مناطق العالم التي دمرتها النزاعات.
كما نوه سعادته بجهود قطر من خلال توقيعها مع كندا على مذكرة تفاهم في مجال التعاون الإنمائي، واتفاقية إطارية أخرى للتعاون الدولي في مجال التعليم والتنمية بقيمة إجمالية 95 مليون دولار أمريكي، لتعزيز توظيف الشباب وتمكينهم، حيث تعهدت مؤسسة التعليم فوق الجميع بتقديم 40 مليون دولار أمريكي لمبادرات مختلفة، بهدف الوصول إلى الشباب والأطفال من خلال التعليم والتوظيف، مع تمكين الشباب وتعزيز مهاراتهم وتوفير فرص العمل لتطوير التنمية البشرية والاقتصادية في المجتمعات.
وأضاف أن دولة قطر أطلقت في يونيو الماضي مبادرتها لتخفيف الديون من أجل التعليم بالتعاون مع البنك الدولي والتعليم فوق الجميع، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون السيادية واستكشاف الأساليب والأطر المناسبة لمعالجة القضايا الناشئة عن الديون، مشيرا إلى أن قطر على الصعيد الوطني أطلقت استراتيجيتها الوطنية للتعليم 2024 – 2030، تماشيا مع تحقيق أهداف ركيزة التنمية البشرية للرؤية الوطنية 2030، والتي تساهم في تحديد الفرص واجتياز التحديات في السنوات القادمة من خلال الابتكار والتميز في التعليم، وتعزيز مهارات المعلمين وتطويرهم مهنيا، وإعداد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وأكد أن دولة قطر انتهجت سياسة وطنية فاعلة لضمان أن يكون الحوار الثقافي حجر الزاوية في سياسة بلدنا، وعلاقته مع العالم أجمع والحث على تبني نهج استشرافي يعالج تحديات التنمية البشرية وتطلعات الأجيال القادمة، وذلك من خلال تعزيز الحوار بين الأديان وتحالف الحضارات، وكلاهما أمران بالغا الأهمية في العالم اليوم، الذي يشهد تنامي التعصب والتطرف، سعيا إلى بناء الجسور مع الدول والثقافات الأخرى، وتعزيز التعاون والتفاهم العالمي.
وأكد الدكتور ناصر الحنزاب، مواصلة دولة قطر دورها الحيوي على الساحة الدولية لدعم السلام والاستقرار والمساهمة في التسوية السلمية للصراعات والنزاعات، من خلال تعزيز العملية التعليمية وتعزيز التعاون والتضامن الدولي في الجهود متعددة الأطراف وتعزيز التعاون والحوار لمواجهة التحديات العالمية.