شاركت دولة قطر في المؤتمر الدولي من أجل دعم شعب لبنان وسيادته، الذي انعقد اليوم في العاصمة الفرنسية باريس.
مثل دولة قطر في المؤتمر سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.
ولفت سعادته، في كلمة دولة قطر أمام المؤتمر، إلى التحديات الجسيمة التي يواجهها لبنان على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية. وقال إن دولة قطر تقف اليوم بجانب شركاء لبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الرئيسية من جميع أنحاء العالم، لمواصلة دعم الشعب اللبناني.
ورأى سعادته أن الحملة الإسرائيلية على لبنان تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي، والتي يجب فيها احترام الحدود الدولية والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وكرامة جميع الشعوب، مؤكدا أنه لا يمكن النظر إلى العمليات الأخيرة على طول الحدود باعتبارها مجرد عمليات عسكرية معزولة، بل إنها تمثل استهتارا مقلقا بالقانون الدولي.
وذكر أن هذه الإجراءات تتحدى المبادئ الأساسية للكرامة الإنسانية واحترام السيادة، وتقوض الالتزامات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي صمم لتعزيز السلام والاستقرار في لبنان.
وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية أن هذه الهجمات تتجاوز العمليات العسكرية البحتة، وتهدد سلامة أراضي لبنان واستقلاله السياسي، وأضاف أنها “لا تهدد بجر المنطقة إلى حرب أوسع نطاقا فحسب، بل إنها تشكل عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار العالميين”، ودعا المجتمع الدولي إلى القيام بواجباته والإيفاء بها تجاه الخروقات المتصلة بالقانون الدولي، والدفع نحو اتخاذ إجراءات فعالة لخفض التصعيد.
وأعرب سعادته عن قلق دولة قطر إزاء الأحداث الأخيرة التي تعرضت لها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، مشيرا إلى أن أي تصرفات من شأنها المساس بسلامة قوات حفظ السلام تثير قلقا بالغا، ولا بد من التعامل معها بأقصى قدر من الجدية.
وأشار وزير الدولة بوزارة الخارجية إلى أن دولة قطر أطلقت جسرا جويا إلى لبنان، في إطار جهودها المستمرة لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية، موضحا أنه تم تسليم أكثر من 150 طنا من المساعدات، بما في ذلك المعدات الطبية والمواد الأساسية، كما لفت إلى تعاون قطر مع فرنسا لإرسال مساعدات إنسانية مشتركة إلى لبنان.
وأضاف: “قدمت دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية مساعدات للبنان والتزمت بها، شملت دعم عمليات القوات المسلحة اللبنانية، بالإضافة إلى دعم الوقود لمستشفى (الكرنتينا)، بما يساعد في استمرار الخدمات الأساسية، وذلك بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”.
وذكر سعادته أن دولة قطر تؤمن بضرورة ضمان استمرارية التعليم في الأزمات، ومن خلال “مؤسسة التعليم فوق الجميع”، نحرص على دعم استمرارية التعليم في لبنان، وحماية الصحة النفسية للأطفال والشباب المتضررين من الحرب على المدى الطويل، ومعظمها مساهمات عينية من إرث مونديال كأس العالم في قطر، والتي تهدف لإبراز حلول مبتكرة ومتعددة لدعم التعليم في حالات الطوارئ.
وشدد سعادته على تأييد دولة قطر الكامل الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل دبلوماسي لهذا الصراع، وقال إنها ستستمر في دعم الجهود الرامية إلى ضمان العودة الآمنة للنازحين في لبنان إلى مساكنهم، كما جدد التزام دولة قطر بالتنسيق مع الشركاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق دولي يعزز السلام والاستقرار في لبنان.
وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية، في ختام الكلمة، دعم دولة قطر للمؤسسات اللبنانية في جهودها الرامية إلى حماية سيادة وطنها وصون حقوق شعبها، داعيا إلى الاستفادة من هذه الجهود بشكل عاجل لمعالجة الفراغ السياسي الذي تشهده البلاد.