تعيش كرة القدم في السلطنة الآونة الأخيرة فترة محبطة للجماهير العمانية العاشقة للمستديرة ، بعد أن أصبحت تتلقى بعض اللطمات التي قد تؤثر على مستوى اللعبة عامة ومنتخباتنا الوطنية التي تعكس قوة ومستوى مسابقاتنا المحلية خاصة.
فدورينا وبالتحديد الدوري الممتاز – عمانتل- يشهد إنسحابات بالجملة غير معهودة في دورينا على مر العقود الخمسة الماضية ومن قبل أندية شكلت عموده الفقري في السنوات الأخيرة وقدمت العديد من النجوم للمنتخبات الوطنية.
حالة التجميد والإعتذرات وهي بمصطلح آخر إنسحابات نتيجة تأكيد الأندية مشاركتها ، ليست بجديدة على دورينا فقد سبق أن جمدت عدد من الأندية نشاطها الكروي خصوصا في الدرجات الأعلى والأدنى، لكن الجديد والمثير في الأمر أن أكثر من ناد أعلن إنسحابه وآخر يلوح بالإنسحاب وناد تمنعه الرخصة الآسيوية من المشاركة ، وجميعها من دوري عمانتل أعلى درجات المسابقات الكروية ، ما يعني أن تجميد نشاط الفريق الكروي الأول الغياب عن مسابقتي كأس صاحب الجلالة وكأس الإتحاد، الأمر الذي أربك الاتحاد وأجبره على التريث في إطلاق جدول الدوري والمسابقات الأخرى منتظرا الموقف النهائي للأندية التي تتعرض بعضها لضغوط من أجل العدول عن القرار والعودة للمشاركة ولو بفرق الفئات السنية الأولمبي والشباب ، وأيضا ينتظر الاتحاد إتضاح الصورة النهائية الأمر الذي يساعده على إعتماد الأندية المشاركة في الدوري أو إحلال الفرق البديلة لها .
هذه الزوبعة الحادة التي ضربت كرتنا أحدثت فوضى كبيرة يسعى الاتحاد والجهات المسؤولة عن الرياضة في التصدي لها أو الخروج بأقل الأضرار منها.
يتساءل كل مهتم بكرة القدم عن الأسباب التي آلت إليها كرة القدم بالسلطنة وإلى المسببات التي دعت الأندية مثل السويق والمصنعة- اللذان أعلنا رسميا تجميد فرقهما- وإلى تلويح أندية أخرى بالإنسحاب.
فوفق البيانات التي صدرت من الأندية عزت السبب الرئيسي إلى إرتفاع فاتورة الصرف على فرق كرة القدم وإرهاق موازناتها وعجزها عن تحمل المصاريف التي يقابلها مداخيل ضعيفة ، كما عزا نادي السويق السبب إلى الاهتمام بالإستثمار لتأمين مداخيل ثابتة تدر على خزينة النادي وتعينه على تسييره وتؤمن مشاركاته مستقبلا ، ومن المبررات أيضا لوم الاتحاد بعدم تطوير المسابقات ، بينما ذهب المصنعة إلى عدم انتظام المسابقات وطول مدتها.
أسباب ومبررات قد تكون مقنعة لكن خلفها أسباب أعمق من أن تكون مسابقات طويلة وغير متجددة.
إن أبرز سبب مباشر لكل ما يحصل لرياضتنا عامة وكرة القدم خاصة هو شح المادة (الفلوس)، فالأندية لا تملك ما يغطي نفقات صرفها على الفرق من تعاقدات للاعبين المحليين والأجانب والأجهزة الفنية والمصاريف اللوجستية الأخرى مقابل الدخل الضعيف ، حتى تلك الاندية التي أمّنت دخل دائم تأن وتصرخ من الفاتورة الكبيرة التي تدفعها لفريق كرة القدم الأول بالنادي لأن الدعم الحكومي لا يكاد يعينها على تنفيذ برامجها لأن الدعم يتوزع على المصاريف الإدارية والفنية والصيانة والمناشط الأخرى ، فبرغم محاولات عدد الأندية إلا أن غالبيتها لم تنجح والإستثمارات التي أقامها البعض لم تفلح في ظل المتغيرات التي يعيشها واقعنا الرياضي الذي لم يعد ذلك الواقع الذي عشناه منذ عشرين عاما أو قبل إطلاق فكرة الإحتراف بداية العقد الماضي.
ياترى هل من بارقة أمل تخرج كرتنا من هذا المأزق وتعيد بريق اللعبة الأكثر شعبية والمحبوبة لدى الجمهور العماني العاشق لكرة القدم ، أم أنها تواصل سيرها نحو منحدر عميق يكلف الكثير للعودة إلى المسار الصحيح والطبيعي؟
بعض الحلول التي تطرح في النقاشات الدائرة حاليا بين الرياضيين والمهتمين بكرة القدم بالسلطنة، أن تحظى الأندية بدعم حكومي مباشر ودعمها بمبالغ كبيرة ومقننة تعين الأندية على الوقوف على قدمها والسير بإستقامة ، ومقترح آخر هو دفع القطاع الخاص بتبني أندية الصفوة أو أندية دوري عمانتل وضخ مبالغ مالية في خزانتها على أن تشرف على صرف تلك المبالغ وبالتالي تساعدها على التخلص من المعاناة التي تعانيها.أملنا أن تتكاتف الجهود في العودة للمسار الصحيح ، وأملنا في أن نعيش صبحا مملوء بالتفاؤل والأخبار السعيدة المفرحة لرياضتنا بالسلطنة وكرة القدم بوجه الخصوص لأننا مقبلون على مشاركات مهمة على مستوى كأس العرب ونهائيات آسيا وتصفيات كأس العالم.