Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“علينا إستثمار تأهل(الأحمر الصغير)” بقلم : فاضل المزروعي

إذا عدنا 24 سنة إلى الوراء وبالتحديد نحو شرق القارة الآسيوية وإلى مدينة دا نانغ الفيتنامية ، نستذكر آخر حضور قوي لنا في نهائيات كأس آسيا للناشئين ، وكانت تلك البطولة هي آخر البطولات التي تأهلنا منها إلى كأس العالم للناشئين والتي أقيمت في ترينيداد وتوباجو عام 2001 ,ولم نكتف بالتأهل من تلك البطولة بل توج منتخبنا بلقبها.

بطبيعة الحال لم يكن تواجدنا في مونديال الناشئين بترينداد وتوباجو الأول ،فقد سبقته مشاركتان الأولى كانت في عام 1995 في الإكوادور والتي لازالت ذكرياتها عالقة في الأذهان حتى الآن ،حيث قارع الأحمر الصغير فيها السامبا والألمان وتأهل إلى دور نصف النهائي وحقق المركز الرابع وقتها، ثم تلتها مشاركة ثانية كانت في الإسكندرية المصرية وإلتقى يومها نجومنا مع رونالدينهو ورفاقه وخرج المنتخب من الدور الثاني،فيما لم يوفق في ترينداد.

أستحضر الماضي والعودة إلى ربع قرن تقريبا إلى الخلف بعد أن نجح منتخب الناشئين الأسبوع الماضي في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في إبريل من العام المقبل وهي البطولة التي تؤهل إلى مونديال الناشئين الذي تستضيفة قطر في في نفس العام 2025 .

إن إستحضار الماضي ،في هذا التوقيت يأخذنا إلى بدايات بناء المنتخب الوطني ،المنتخب الذي نجح في مقارعة كبار آسيا وقدم لنا جيلا ذهبيا نتغنى بإبداعاته إلى اليوم ونردد أبرز أسماءه حتى الآن ، فرغم أن ذلك الجيل لم يكتب له أن يصعد إلى المونديال أو الأولمبياد رغم أنه من خلاله تواجدنا لأول مرة في نهائيات آسيا بالصين 2004 , وفزنا بكأس الخليج لأول مرة 2009 , بعد أن كان قاب قوسين من الظفر بنسختي 17و18 لكأس الخليج بعد اللعب في نهائييهما.

نعود إلى أبرز عوامل ظهور الجيل الذهبي في ذلك التوقيت وتحديدا بعد عام 2001 , وبروز نتائجه في عامي 2002و2003 هو النجاح في تجميع أبرز عناصر المنتخبات الثلاثة التي تأهلت إلى نهائيات آسيا بقطر وتايلند وفيتنام ، وهي عناصر حظيت بوقت كبير من الإعداد من مباريات ودية ورسمية وتدريبات أسهمت في صقل قدراتها الفنية ورفع مستواها الفني والبدني وحتى الفكري .

أطرح ذلك على أمل أن نعيد التجربة مع منتخب الناشئين الحالي الذي سيتواجد في نهائيات آسيا العام المقبل على آمل المنافسة على إحدى بطاقات التأهل لكأس العالم بقطر ، لكن ذلك لن يتأتى إلا إذا وضعت برامج وخطط واضحة تشمل إعدادا قويا ومكثفا إذا ما أردنا أن ننافس على بطاقات التأهل، أما إذا بقينا على التعلل بالظروف مهما كانت نوعها فلن نذهب بعيدا في آسيا ولن نحقق منانا بالعودة إلى كأس العالم مجددا.

الفريق الذي شارك في تصفيات سنغافورة منتخب يملك مواهب مجيدة ومدرب خبير بقدراتهم وإمكانياتهم ،أي هناك إنسجام بينهم ، مع العلم أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب ،لكن يبقى العمل من الآن وعدم إهدار الوقت بوضع خطة واضحة المعالم حتى موعد نهائيات آسيا بالسعودية، فلعلنا نكسب من هذا المنتخب الواعد مجموعة متميزة تخدم المنتخبات الوطنية مستقبلا بعد أن بات البحث عن المواهب في غاية الصعوبة ،فدوريات المسابقات العمرية لا تفي بالغرض لأن عمرها لا يتعدى الشهر والتنقيب عن المواهب أو حتى صقلها بات صعب للغاية .

شكرا للأحمر الصغير الذي أعاد شيئا من الأمل .

Exit mobile version