لطالما كنت أبدي إعجابي بمسيرة الشيخ عبدالمحسن الحكير وأبنائه، والأمر ليس فقط بالنجاح الذي برهنه وأثبته على أرض الواقع، بل أيضًا من حيث نوعية النجاحات والإضافات التي يحققها، وأهم ما يمكن وصف هذه الإنجازات بأنها رائدة وسابقة لعصرها، خاصة في مجال المسؤولية الاجتماعية وقطاع الأعمال الخيرية غير الربحية، فالحكير مؤسسة وأفرادًا عملوا منذ عقود على نقل نوعية العمل الإنساني المجتمعي من حيث المشاركة الى الإنجاز وتحقيق أهداف وطنية عالية المستوى، خاصة أيضا في شؤون ذوي الإعاقة، فللحكير باع طويل ممتد في هذا الملف، دعمًا وتمكينًا ودمجًا.
مؤخرًا المعهد الفندقي التابع للحكير، يطلق برنامج رائع جدًا متمثل في تمكين ذوي الإعاقة من المصابين بمرض التوحد، تأهيلا وتدريبا وذلك لغاية توظيفهم في الفنادق التابعة لهم، وهذا هو جوهر الدمج والتمكين لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، و لمصابي التوحد بشكل خاص، خاصة وأن هذا النوع من الإعاقة له خصوصية معينة إذ أثبتت الدراسات والأبحاث إمكانية تأهيلهم وتدريبهم ومن ثم توظفيهم، مع توفير البيئة المناسبة بطبيعة الحال لهم في مكان عملهم، وهذا هو ما يقوم به معهد الحكير الفندقي.
الحكير فتح البوابة وأطلق الريادة، ونتج عن ذلك طلب العديد من الفنادق العالمية لخريجي المعهد من مصابي التوحد، وهذا دليل على نجاح التجربة وتحقيق الأهداف السامية، هذه الأهداف التي سطرها ورسمها وعمل على تنفيذها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ويرعاه، ومنذ أمد طويل أيضا وملف ذوي الإعاقة لدى أبو فهد له الأولوية القصوى، واكبر نتاج لهذا الاهتمام ان رؤية المملكة 2030، تضمنت العديد من البرامج العاملة على دمج ذوي الإعاقة في المجتمع وتمكينهم، وسيدي ولي العهد يحفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، يحمل راية التمكين والتطوير والدمج.
ما نريده الآن أن يعمل الجميع ويقتدون بمنهجية الفكر والعمل كما هي لدى الحكير، والأبواب والأفكار كثيرة لا تنضب حين يكون الهدف مصلحة الوطن كله، وكذلك نتمنى على الشيخ ماجد الحكير وهو القلب النابض لمجموعة الحكير ان يبدأ بعملية تناقل الخبرات وانسيابها، لهذا ندعوه إلى عمل مؤتمر عن كافة التجارب السابقة في مجال دمج وتمكين ذوي عاقة وخاصة الأخير في ملف مصابي التوحد، نريد التحفيز والتشجيع، ونريد من الشيخ ماجد ان يبين للمجتمع والاقتصادي منه على وجه الخصوص، إن العمل فيم مجال ذوي الإعاقة ليس فقط عمل إنساني وطني، بل أيضًا استثماري إنتاجي ناجح.