لطالما اعتبر الإيطاليون أن وضع الأناناس على البيتزا جريمة ضد الطعام. والآن يواجه المتشددون صدمة أخرى، فقد أخذ صانع البيتزا الأكثر شهرة في البلاد مزاج الطهي إلى أقصى حد، بعد أن أضاف إليه البطيخ. اعتاد جينو سوربيلو، الذي يرأس سلسلة عالمية من مطاعم البيتزا، إثارة الجدل في نابولي، موطنه وقلب البيتزا، فقد أثارت «البيتزا الأناناس المكرمل» التي كشف عنها في مطعمه النابولي الرائد في ديسمبر غضباً على الإنترنت.
وكانت «بيتزا الموز» التي ابتكرها بعد شهرين من ذلك صادمة بالقدر ذاته للمدرسة القديمة. لكن البطيخ، على قاعدة من جبن بروفولا الأبيض، يبدو أكثر استفزازاً، ربما بسبب استخدامه للأحمر والأبيض، وهما لونان في العلم الإيطالي.
قال سوربيلو، الأسبوع الماضي وهو يحمل عينة خارج مطعمه الشهير في شارع فيا دي تريبيونالي، شارع البيتزا الصاخب البارز في المدينة، «إنها لذيذة وطازجة وصحية». ولكن السؤال هو: هل سيتناولها الإيطاليون عندما يتم طرحها على قائمة الطعام الأسبوع المقبل بسعر 9 يورو (7.60 جنيهات إسترلينية) للطبق؟
لم يستسلم ألبرتو كانجيالوسي (35 عاماً) وهو جالس على طاولة في المطعم، للإغراء، قائلاً إنها تبدو «مثل الكابوس». في غضون ذلك، لا يبدو أن عرض الأناناس له الكثير من المتابعين حتى بين الزوّار الأجانب. يقول دومينيك (57 عاماً) من مرسيليا، «لا أريد تجربة ذلك، أعتقد أن علينا التوقف، وعدم صنع البيتزا بأشياء مثل نوتيلا».
لم يجرب سوربيلو هذه الوصفة بعد، إلا أن المتمسكين بالتقاليد النابولية غاضبون من ابتكاراته «يجب إزالة الفاكهة من البيتزا»، هذا ما قاله ماسيمو دي بورزيو، نائب رئيس جمعية «البيتزا النابولية الحقيقية». ويقول إن مطاعم سوربيلو هي أماكن «للشباب وكبار الشخصيات الذين يريدون التقاط صور سيلفي»، مضيفاً: «إذا تمكن من بيع بيتزا البطيخ، فسأرفع له قبعتي، لكنه منتج مختلف، لا ينبغي الخلط بينه وبين البيتزا».
وكان أنطونيو بيس، رئيس الجمعية نفسها، حازماً بالقدر ذاته، «لا يوضع الأناناس والبطيخ على البيتزا التقليدية، هل تضع الأناناس في المعكرونة الفورنو أم في النيوكي آلا سورينتينا؟» الكثيرون يتهمون سوربيلو بإثارة الجدل، لكسب الشهرة، ما أضر بتقاليد البيتزا النابولية. ويصف سوربيلو، البالغ من العمر (50 عاماً)، وهو شخصية تلفزيونية معروفة بابتسامة باهرة، نفسه بأنه متمرد ولديه دعوة للتحرر من التقاليد. عن «التايمز» اللندنية