يتميز الشباب العماني بالطموح العالي جدا والسعي إلى التميز دائما رغم كل الظروف المحيطة، وأثبت ذلك من خلال تواجده القوي والمتميز في كثير من المحافل وفي شتى المجالات التي تواجد بها.
فكثير ما يطالعنا الإعلام المحلي أو حتى يفاجئنا الإعلام الخارجي بإنجاز لأحد الشباب أوالشابات العمانيات ،وهي أخبار تبعث الفخر لكل شباب البلد وتثلج الصدور .
إن ما أرمي إليه هي مبادرات فردية لشباب وشابات عمانيات أكدوا وجودهم من خلال عدة محافل إقليمية ودولية وعالمية ،ممثلة في مبادرات شخصية لأولئك الشباب يدفعهم شغفهم وطموحهم ،كل في مجاله.
فكثير ما سمعنا وقرأنا عن شاب نجح في تسلق أعلى قمة في العالم ، وشابة تسلقت أعلى قمة في أفريقيا ، وأخر فاز بماراثون في آسيا وأوربا وشابة أخرى انهت سباقا صحراويا لمسافة أكثر من ١٠٠ كيلو متر وأخر ينافس في أقاصي العالم في سباقات الصيد.
إن تلك الأمثلة التي ذكرت وهي كأمثلة وليست حصرا ،مثلت مبادرات شخصية لأولئك الشباب ، وشاركوا بأنفسهم وتكفلوا بمصاريف كل صغيرة وكبيرة دون أدنى دعم أو رعاية رغم أن بعضهم تكررت مشاركاتهم ونجاحاتهم معا ،ورغم ذلك يفتقرون ويفتقدون الدعم الذي يدفعهم للإستمرار والمواصلة .
كثير ما إلتقينا ببعض من أصحاب هذه المبادرات وكان هاجسهم وشكواهم الدائم والمتكرر عدم وجود دعم مادي أو حتى عيني يغطي تكلفة المشاركة لا أكثر، وتحدث بعضهم بأنه صرف مبالغ طائلة من أجل لحظة مجد لا تكتب له فقط بل لبلده، موضحا أن لحظة تحقيقنا الإنجاز أول ما نفكر به هو رفع علم السلطنة ، وأحيانا نلفه على أجسادنا أو يرى على القبعة أو القميص طوال الحدث ، لكن للأسف لا نجد التقدير المناسب وهو تغطية تكاليف المشاركات كأقل تقدير وأحدهم ذكر بأنه رغم خطورة المهمات والمغامرات التي فقد خلالها عدد من المشاركين جراء سقوط أو ماشابه إلا أن ذلك لا يقابل بالتقدير الذي يوازي، وكثير ما تم طرق أبواب القطاع العام والخاص للحصول على الدعم لكن دون فائدة ما دفع كثير من الشباب في التنحي والتوقف بعد أن إنطفأ لديهم الشغف وحب المغامرة.
هناك مقترح نتمنى أن تتبناه إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة بإنشاء صندوق لدعم المبادرات الفردية ، يتم من خلاله تحصيل مبالغ من مصادر مختلفة يعنى هذا الصندوق بدعم هذه المبادرات الشبابية الفردية وفق معايير محددة وواضحة ، ومن خلاله يتم أيضا تكريم صاحب الإنجاز وفق تقييم علمي ومنهجي لحجمه وتقديم الدعم والتكريم الذي يوازية، كما يستطيع الصندوق أن يعمل وفق جدول زمني سنوي لدعم مبادرات محددة سلفا يتقدم بها المشارك ويتم رصدها ومتابعتها ثم دعهما.
إن وجود صندوق لدعم المبادرات الفردية في مختلف المجالات وليس فقط الرياضات والمغامرات بل حتى الإختراعات والمجالات التنافسية الأخرى يجعل منه ملاذا ومتكأ لهؤلاء الشغوفون في تحقيق الإنجازات ويمثل لهم دافعا، لأن كثيرا منهم رغم قدراته البدنية والفكرية يتردد في المشاركة بسبب قلة الحيلة.
أملنا في نرى هذا الصندوق واقعا في المستقبل ، وأن تتبنى إحدى الجهات إشهاره وإدارته .