رأت صحيفة “الغارديان” بأن صيف باريس الذي يأمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن يكون مليئًا بالفخر الرياضي، ستعكره غيوم الصراعات والاضطرابات السياسية.
وكان ماكرون يأمل أن يكون هذا الصيف احتفالًا رياضيًا لفرنسا، التي تستعد لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية الأولى في باريس منذ قرن من الزمان.
وبدلا من الاستمرار في الإعداد للأولمبياد، التي يفصلنا عنها الآن أقل من 50 يومًا، يُتوقع أن تطغى الاضطرابات السياسية في الأحداث، على أرض الملعب، خصوصًا في أعقاب قرار ماكرون بالدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة.
وجاءت دعوة ماكرون لإجراء الانتخابات المبكرة في أعقاب ما أسمته الصحيفة “هزيمته المذلة” على يد اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية التي جرت نهاية هذا الأسبوع.
وأشارت الصحيفة إلى أن انعقاد الأولمبياد يترافق مع هواجس اقتصادية وأمنية كبيرة يرددها اليمين الفرنسي بشكل كبير لإضعاف شعبية ماكرون.
وفي الجانب الاقتصادي، شككت زعيمة المعارضة لوبان وحلفاؤها في اليمين المتطرف في قدرة الحكومة على استعادة 10 مليارات يورو، وهي الكلفة المتوقعة للحدث، معتبرة بأن خطط الحكومة وبرامجها في هذا السياق “لا تزال فاترة إلى حدّ الآن”.
وأوضحت الصحيفة، بأنه على الرغم من الاضطرابات السياسية المتوقع أن تشهدها فرنسا في الأيام القادمة، يتفاءل المنظمون بأن أولمبياد باريس ستحقق النجاح، كما فعلت فرنسا قبل 100 عام عندما كان العالم يخرج من ويلات الحرب العالمية الأولى.
وبينما يسعى الرئيس الفرنسي لإنقاذ فترة ولاية ثانية تبدو في خطر الانتهاء بشكل مخزٍ، يحتاج ماكرون بشكل عاجل إلى إحياء روح عام 1924، فيما يحتاج، بشكل كبير إلى لحظة وطنية تضاهي النشوة غير المتوقعة التي شهدتها لندن بعد النجاح منقطع النظير لأولمبياد عام 2012.
لكن في الوقت الحالي، وبسبب العاصفة السياسية التي تمر بها فرنسا وتدني شعبية ماكرون وائتلافه؛ يبدو أن هذا غير مرجح، وفق الصحيفة أيضًا.
وفي الجانب الأمني، تتزايد المخاوف من تجدد التهديد الإرهابي بفعل تداعيات الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ففي الأسبوع الماضي، ألقي القبض على مراهق شيشاني، فيما قالت وزارة الداخلية أنه “أول هجوم إرهابي محبط” يتعلق بالألعاب.