أ ف ب – العربي
ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء، بتردد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي المجتمعة في قمة في فيلنيوس، والتي تواجه صعوبة في التوصل إلى صيغة حول مستقبل انضمام كييف إلى الحلف، وترفض تحديد جدول زمني.
وكتب زيلينسكي الذي سيشارك في القمة التي تستمر يومين، على تويتر “يبدو أن ليس هناك أي نية لمنح أوكرانيا دعوة إلى حلف شمال الأطلسي ولا لجعلها عضواً في الحلف”، وشدد على أن “التردد هو ضعف”، معتبراً أن “عدم تحديد أي جدول زمني للدعوة أو لانضمام أوكرانيا إلى الحلف هو أمر غير مسبوق وعبثي”.
وحذّر من أن ذلك “يعني أن ثمة نافذة ما زالت مفتوحة للمساومة على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في مفاوضات مع روسيا، ما سيشجع موسكو على مواصلة إرهابها بحق كييف”.
وبدأ قادة الحلف اليوم قمة في فيلنيوس، على مسافة 35 كيلومتر من الحدود مع بيلاروسيا حليفة روسيا، وغير بعيد من جيب كالينينغراد الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، ووعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بأن الحلف “سيوجه رسالة واضحة، رسالة إيجابية حول الطريق الواجب اتباعه” في معرض حديثه عن انضمام أوكرانيا مستقبلاً.
ولكن الجدل بين الحلفاء يشتد حول كيفية صياغة هذا الوعد بالانضمام وما إذا سيكون: “كييف لها مكانتها في الحلف”، أو “كييف يجب أن يكون لديها طريق نحو الانضمام حين تتوافر الظروف”، ومنذ أسابيع يبحث الدبلوماسيون عن صيغة ترضي جميع الأطراف بما يشمل كييف. ينتظر أن يصدر البيان الختامي لاحقاً.
وتبدو دول البلطيق أكثر حماسة، وقال الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا: “لن يكون هناك أمن واستقرار في أوروبا إذا لم يحدد مستقبل أوكرانيا بشكل واضح. علينا واجب تحديد طريق واضح لأوكرانيا نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي”.
ومن جهته، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان إن “حلف الأطلسي سيرسم طريق الإصلاحات لأوكرانيا لكي تتمكن من الانضمام إلى الحلف لكن بدون جدول زمني”، ومن جهته حذر الكرملين حلف الأطلسي من تداعيات “سلبية جداً” على الأمن الأوروبي في حال انضمام أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: “هي بشكل واضح قمة للحلف لها طابع مناهض لروسيا تم التعبير عنه بقوة”.
وفيما كان صريحاً جداً بتقديم مساعدة عسكرية كبيرة لكييف، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر تحفظاً بشأن وعود أوكرانيا بالعضوية في الحلف، وتحدث الرئيس الأمريكي حتى الآن عن اتفاق مماثل لذلك الذي يربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تتلقى الدولة العبرية سنوياً مليارات الدولارات من واشنطن كمساعدات عسكرية.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن مجموعة السبع (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا)، ستصدر بياناً مشتركاً حول “الالتزامات الأمنية” لأوكرانيا، وعلم من مصادر حكومية ألمانية أن برلين ستسلم حوالي 700 مليون يورو من الأسلحة الإضافية إلى أوكرانيا.
ومن جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تسليم صواريخ بعيدة المدى من نوع “سكالب” إلى أوكرانيا. وصاروخ “سكالب” هو النسخة الفرنسية من صاروخ “ستورم شادو” البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كيلومتر، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها دول غربية لأوكرانيا.
وقمة فيلنيوس هي الأولى لفنلندا التي أصبحت في أبريل(نيسان) الماضي، الدولة الـ31 التي تنضم إلى الحلف العسكري.، ودفعت أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية الناتو إلى أكبر عمليات إصلاح لدفاعاته منذ نهاية الحرب الباردة، ويفترض أن يوقّع قادة الحلف خططاً إقليمية جديدة للحماية من أي هجوم روسي محتمل، والموافقة على تعزيز أهداف الإنفاق الدفاعي.
وقال رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينس: “على جانبنا من السياج، علينا أن نواصل الاستعداد وأن نبقي أعيننا مفتوحة”، لكن البعض يعتقد أن السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الحلف ما زال خطوة بعيدة جداً في الوقت الحالي.
وكان الدبلوماسيون يبحثون في الصياغة الدقيقة للبيان الختامي في إطار سعيهم لإقناع أوكرانيا بأنها تمضي قدماً، وفي العام 2008، ترك الناتو أوكرانيا في منطقة رمادية من خلال تعهده أنها ستصبح عضواً فيه لكنه لم يدعم ذلك بأي تقدم ملموس، وأثارت محاولة كييف الانضمام إلى التكتل الغربي غضب فلاديمير بوتين الذي استخدم ذلك ذريعة لتبرير حربه.