Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“رمضان أتانا وبنفحاته والانا” بقلم: أ. فتحية منديلي

أتانا شهر رمضان خشعاً وبنفحاته والانا حبواً ليجربنا من الرب جزيل أجراً ؛

إن من نعم الله على عباده وفضله ومنحِه وعطائه أن شرع لهم مواسم للخير والطاعات ليضاعف لهم فيها أجراً وثواباً على العبادات لمفروضة والطاعات المحدودة وحثهم على اغتنام الفرص وإعمار الأوقات والتعرض خبيئة للنفحات والمسارعة إلى الطاعات فاستبقوا الخيرات قال تعالى ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْض أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) آل عمران (133)

فعن محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لايشقى بعدها أبداً فإن العبد إذا أدى هذه العبادات المشروعة طائعاً قانتاً مخلصاً لله يجزيه بها عنده مكانة مرموقة ومنزلة مرفوعة وسريرةُ مكرومة يدخل بمشيئة جنانه محفوفة.

ومن فضائل العبادات المشروعة في شهر رمضان أن لها مردود إيجابي على النفس البشرية لما لها من علاج يبري ومن غفلة قلب تصحي تصلح النفس بتهديب روحها تخفيف آلامها من توتر وقلق يضجي وتهدئة قلب يدني وسكون وجدان يسجي بما يقلله من إكتئاب يضني وإحباط يهذي فهي تدخل إلى القلب راحة وتروم في الروح سماحة وتطوف في النفس فلاحة تبعد وطأة غضب تحط صحة جسد تبث ثواباً عن كثب في ظل انشغال العبد بطاعات روحانية تقربه للرب كتابة من صيام وقيام وصدقات وفعل خيرات إدانة وتقارب بإحسان سلاما بين ذوي القربة وصالا ماينجم منه مجتمع متماسك قوي تشده غلبة وتؤزره وقرة ولا تميل به كسرة عند كل صعبة، فالصوم جنة وفوائده جمة وتأثيره عظمة وعلى الحالة النفسية للعبد الناسك يقظة يدفع به وقوفاً بين يدي الله مع نفسه هونة يحاسبها حساباً قصوه يعيد فيها نظره فيما فعله مع ربه طوال عمره نهجا ليضع به النقاط على الحروف ويضبط بها نفسه ويسترجع حساباته فيما قدمه لربه سيرا منها ما هو متصل بالعبادات الروحانية شرعاً ومنها ماهو متصل بالأخلاق الإنسانية صفة تجديداً لعهده مع الله توبة وامتثالاً لمرضاته وداً ؛ لبيدأ معه عهداً جديداً مخلصاً لعبادته فعلاً وخصوعاً له ذلاً والقيام بكل مأمرتنا
به طوعاً :

Exit mobile version