الحياة ملئها جمال ولطفها أقدار ويقينها قرار والجمال يحويها بصفة ربانية ومزية قدرية وروح صفية ورونق حتمية يرتع بين ثناياها بهجاً يشدو في جنباتها فرحاً به تُسر الخواطر وبه تجدو المآثر وبه تبهو المفاتن حطه الله في الحياة نعمة وأرسله للناس متعة ومن تحلى به تغرده الحياة غبطة .
فجمال الحياة ميثاق يعكس جمال النفوس ورهان يرسل بهاء إلى القلوب فترتقي القلوب برونق يحوم ورقي يحور فالقلوب ماهي إلا مرافئ تطل على أعماق النفوس ومرآة تهمس مافي الشعور تستمد من النفوس طاقتها وتستضيء بشعاعها رونقها فتسمو القلوب رفعة وتجلو روعة وتصبح شعلة وهاجة وسياجا لماعة فالقلوب مفتاتيح لمغاليق النفوس تكشف مافي واقع الشعور وتترجم مافي مكنون الصدور بها تحظى بجمالاً الماضي ومتعة الحاضر وروعة المستقبل .
فرقي القلوب يمنح النفوس سلطاناً ويهديها إجلالاً ويلبسها احتراماً ويكسوها جمالاً ويبثها سلاما ؛ فما أروع الحياة إذا احتوتها تلكم القلوب الراقية السابحة على أرض هذه الحياة الصاخبة تبث بنواياها عطراً تفوح بنقائها عبقاً تحط بشذاها سحراً تزهو بأدائها فخرا تسير بخطاها ثقة تقدم للناس حسناً تنطق بألفاظها دررا تهدي الخير حباً تبتغي به مرضاة الله قرباً ؛ هؤلاء هم صفوة الأنام وجُل الكرام يمتلكون القلب وداً ويدنون يالمشاعر زهواً ﺻﻮﺭهم تلوح في أفق الخيال دوماً لقائهم سعد رؤياهم بهج غيابهم شوق تهب علينا نسائم ودهم يجوب فينا صدى ذكرهم يمورنا سلام طلعهم قربهم جمال لقائهم حسان رؤياهم هيام تحلق ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ فوق سحب عنان مشاعرنا تناديهم أحساسنا يميل إليهم وجداننا تهفو عليهم يناشد قلوبنا فيهم هاجس معلناً ﺃﻥ ﺍﻟﺪنيا ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ يغمرها أمن ويعتريها أمان بما حباها الله بقلوب أتخذت من تقوى الله درب ومن الإحسان إلى الناس طبع ومن التعامل معهم قدر :
“أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان”
تحية من زهرة القلب ومن صفوة النفس إلى كل قلب يرتقي وإلى كل نفس تنتقي بروح شدية ومشاعر نرجسية وأحاسيس استقراطية أن يجتبيها الله وفقاً لحياة هنية وعيش أمنية ومآل رضية يراوده سعد يداهمه فرح يصافحه أنس فما
أنبل جمال الحياة حينما تبديها تلكم القلوب التي تعامل بعضها البعض بعلاقات ندية وروابط قلبية صادقة المكامن ساجية المكارم سالمة المعالم نواياها شفافة أخلاقها براقة تتنافس في صناعة فرح وتقديم عون وإهداء حب للغير لتبهو في علاقات شدية وتجدو في الحياة إستمرارية فهنيئاً لقلوب راقية تصبح وتمسي لاتحمل للغير إلا خيراً ولا تكن لهم بنواياها إلا وداً ولا تبدي سرائرها بهم إلا حبا.