دشن رئيس الوزراء الإثيوبي ابي أحمد اليوم الثلاثاء رسميا العمل في (سد النهضة) على مجرى النيل الأزرق غربي البلاد والذي بدأ بناؤه عام 2011 بميزانية بلغت نحو خمسة مليارات دولار.
وحضر حفل التدشين عدد من القادة الأفارقة منهم رؤساء جيبوتي إسماعيل عم جيله وجنوب السودان سلفا كير ميارديت والصومال حسن شيخ محمود وكينيا وليام ساموي روتو ورئيسا وزراء بربادوس ميا أمور موتلي وإيسواتيني راسل دلاميني.
كما حضره رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود يوسف ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة كلافر جاتيتي بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين إثيوبيين رفيعي المستوى.
ويعتبر (سد النهضة) أكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا إذ يبلغ عرضه 8ر1 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا في حين تصل سعته إلى 74 مليار متر مكعب من المياه ويوفر عند اكتمال طاقته القصوى نحو 6 آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية.
وبحسب الحكومة الإثيوبية فإن “سد النهضة الإثيوبي مول بالكامل تقريبا من قبل الشعب الإثيوبي على عكس العديد من المشاريع الأفريقية الضخمة التي تعتمد على الديون الخارجية”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في كلمته أمام البرلمان في يوليو الماضي إن “سد النهضة ليس تهديدا بل فرصة مشتركة” مؤكدا أن “الطاقة التي سيولدها السد لن تنهض بإثيوبيا وحدها”.
ويواجه المشروع انتقادات شديدة من مصر والسودان اذ وصفته الدولتان في بيان مشترك عقب اجتماع لوزيري الخارجية والري قبل أيام بأنه “مخالف للقانون الدولي وتترتب عليه آثار جسيمة على دولتي المصب ويمثل تهديدا مستمرا لاستقرار الوضع في حوض النيل”.
وأشار البيان إلى المخاطر الجدية المترتبة على الخطوات الأحادية الإثيوبية لملء وتشغيل السد وتلك المتعلقة بأمانه والتصريفات المائية غير المنضبطة ومواجهة حالات الجفاف مؤكدا ضرورة تعديل إثيوبيا لسياستها لاستعادة التعاون بين دول حوض النيل الشرقي.
وتعتمد مصر بشكل شبه كامل على مياه نهر النيل إذ تبلغ مواردها المائية حوالي 60 مليار متر مكعب سنويا يأتي معظمها 55 مليار متر مكعب (حوالي 90 في المئة) من النيل فيما تقدر الموارد المائية للسودان بحوالي 38 مليار متر مكعب عبارة عن 5ر18 في المئة من النيل الأزرق والباقي من الأنهار الأخرى والسيول بالإضافة إلى المياه الجوفية.