ينطلق في السابع عشر من شهر أغسطس الجاري دوري عام السلطنة لكرة القدم (عمانتل) للموسم الرياضي ٢٠٢٤/٢٠٢٣ وهو دوري النخبة أو الدوري الممتاز في السلطنة بمشاركة ١٢ فريقا بعد فترة مخاض شهدتها الساحة الكروية من تجميد وإنسحابات وقضايا أسفرت عما هي عليه الآن ليستقر العدد على ١٢ ناديا بدلا من ١٤ ناديا .
فناديا السويق والمصنعة إنسحبا رسميا ونادي صور كسب قضيته وأنصفته المحكمة الرياضية وأعلنت إستمراره في دوري عمانتل وكذلك منحه الفرصة لإستكمال إستخراج الرخصة الآسيوية التي كادت تحرمه من التواجد في دوري عمانتل وهبوطه إلى الأولى.
ينطلق الدوري ولا جديد يذكر ولا قديم يعاد، ينطلق بلا إعداد مميز كالعادة ،حيث مرت فترات التحضير سريعا لأنها بدأت متأخرة للكل بلا إستثناء ، حيث إكتفت الاندية باللعب مباريات ودية لا تتعدى أربع مباريات، فهل ثلاث أو أربع مباريات تكفي للإعداد الفرق لموسم كامل بعد توقف شهرين تقريبا!
الأندية لم تقم أي معسكرات داخلية ناهيك عن المعسكرات الخارجية عدا نادي النهضة الذي قاد حافلته إلى إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة ولعب عدة مباريات ودية أولها كانت مع الرياض ، والكل يدرك مدى أهمية المعسكرات للفريق في فترة التحضير للموسم حيث يسهم في رفع الجانب البدني الفريق وأيضا تجانس أعضاء الفريق خصوصا إذا كانت هناك إنتدابات جديدة على مستوى الأجهزة الفنية واللاعبين .
شتان بين الماضي والحاضر، كانت بعض أنديتنا تعسكر في بعض الدول الشقيقة والصديقة ولفترة مقبولة إستعدادا للموسم ، لكن ذلك تلاشى في الوقت الراهن.
على مستوى التعاقدات برز ناديا النهضة والسيب اللذان تعاقدا مع عدد من اللاعبين المحليين (السوبر) في دورينا أمثال اليحيائي وفواز وحارب والصبحي في النهضة وأمجد والخميسي ويزيد وعودة الأغبري بالنسبة للسيب ، بينما تعاقدات الأندية الأخرى تعد تعاقدات في الظل إستهدفت لاعبي الفرق الهابطة من دوري عمانتل والفرق المجمدة التي توزع لاعبوها على عدة أندية، بينما التعاقدات على مستوى الأجهزة الفنية الدولية أو الأجنبية ضعيفة جدا ، فأبرزها الوافدين البرازيلي فييرا الذي قدم لنادي السيب والمصري حمادة صدقي لنادي ظفار وعودة التونسي لطفي العياري مجددا إلى الرستاق ، بينما البقية إعتمدت على مدربي الدوري من المحليين والأجانب الذين ينتقلون من نادي لآخر في حالة أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية .
يتوقع الجميع من خلال المعطيات أن يكون السباق ثنائي بين السيب والنهضة الأكثر عدة وعتادا ، بينما سيتنافس البقية على المراكز الأخرى مع توقع بعض المفاجئات خصوصا في مسابقة الكأس التي عادة ما تشهد مفاجئات في النتائج .
السؤال الذي يطرح نفسه ، هل نتوقع دوري قوي هذا الموسم ؟
الإجابة لن تكون صعبة ، لأن المستوى القوي يحتاج إلى عمل وتحضير قوي وإلى وجود منافسين كثر يرفعون من مستوى التنافسية التي تتولد من المباريات القوية.
لعل الجديد في دورينا هو دخول تقنية (الفار) التي أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم تطبيقها جزئيا هذا الموسم دون معرفة موعد تطبيقها إلى الآن ، ودخول تقنية الفار لدورينا ستسهم في تطوير اللعبة ، وتعد مواكبة للتطور الكروي الذي تشهده المسابقات المحلية والدولية في العالم ،حيث أطلقت هذه التقنية منذ عدة مواسم ، وكما يقال: “أن تأتي متأخرا خير من لا تأتي أبدا”.
كم كنا نتوق أن نشهد مسابقة قوية وتنافسية تسهم في إفراز مواهب كروية ترفد المنتخبات الوطنية التي خلت في الآونة الأخيرة من بروز لاعبين مميزين ومجيدين ، ومن خلال معادلة بسيطة جدا نعود إلى قائمة المنتخب الوطني الأخيرة فنراها تخلو من لاعبين جدد كإفراز لدوري العام المنصرم ، فالقائمة نفس القائمة التي لعبت تصفيات كأس العالم بقطر وكأس العرب وكأس الخليج الماضية مع تغيير طفيف لعناصر لم تشد الأنظار لها ، فمعضلة الهجوم العقيم لم تحل بعد والبحث عن مهاجم قناص جاريا حتى الساعة.
نعود إلى بعض الأسباب الجوهرية التي تجعل من دورينا متواضعا وجميعها يدور على محور الإمكانيات المادية ، فأبرزها قلة الإعداد الذي يسبق الدوري سواء على المستوى البدني أو الفني ، والإنتدابات الضعيفة جدا للاعبين الأجانب فجميع الأجانب في دورينا مغمورون ، ومن الأسباب أيضا غياب الأجهزة الفنية المتكاملة في الأندية وفقدنا لأسماء تدريبة رنانة ومعروفة في الساحة الكروية العربية والخليجية على أقل تقدير ، وغياب المرافق المتكاملة في الأندية من غرف علاج وتقوية وصالات للإجتماعات ، حتى يكاد بعض الأندية لا يملك ملعبا جيدا صالحا للتدريب وذلك سببه قلة إمكانيات الأندية ماديا، وأخيرا وليس أخرا ضعف حوافز الفوز التي يحصل عليها أبطال المسابقات والمراكز الأولى مقابل ما تصرفه من مصاريف كبيرة للمشاركة في الموسم .