وكالات – العربي
يستعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لبدء جولة جديدة إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، لعقد مباحثات بشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، بحسب ما أورد موقع “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وستكون هذه الزيارة الرابعة لبلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط، والخامسة إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة. وتعد هذه الزيارة جزءاً من سلسلة زيارات يجريها كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى المنطقة، من أجل التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية والشركاء الإقليميين بشأن الأزمة.
ورجحت مصادر “أكسيوس”، أن يبدأ بلينكن زيارته إلى إسرائيل، الجمعة، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه “ليس لديها أي إعلان بشأن هذه الزيارة”.
وأشار مسؤول أميركي، إلى أن قائمة الدول التي ستشملها جولة بلينكن غير نهائية، وقد تطالها بعض التغييرات.
والتقى بلينكن، الثلاثاء، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الذي أجرى كذلك محادثات مع مستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض جيك سوليفان، ركزت على التخطيط للانتقال من المعارك عالية الكثافة في غزة إلى مرحلة أخرى من الحرب يتم فيها التركيز على الأهداف عالية الأهمية التابعة لحركة “حماس”، حسب ما نقل “أكسيوس”.
وأضاف الموقع أن سوليفان وديرمر ناقشا “خطوات عملية” لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وجهود إعادة باقي المحتجزين.
ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، مسألة انتقال إسرائيل إلى “مرحلة مختلفة” من الحرب على قطاع غزة.
وشملت هذه المحادثات كذلك، التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، بما فيها الحكومة والأمن في غزة، والآفاق السياسية للشعب الفلسطيني، ومواصلة العمل على التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة.
هجوم موسع
يأتي هذا فيما أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق عملياته البرية في قطاع غزة ليشمل المناطق الأكثر كثافة بالسكان الواقعة بين مدينة غزة وخان يونس، حيث يوجد عدد كبير من مخيمات اللاجئين.
وفي وقت سابق قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، إن الحرب التي اندلعت قبل أكثر من 80 يوماً “ستستمر عدة أشهر أخرى”.
وأضاف أن الجيش “يقترب من استكمال تفكيك الكتائب التابعة لحماس في شمال قطاع غزة.. والآن نركز جهودنا في جنوب” القطاع.
وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف مكثف على هذه المناطق، ويرجح موقع “أكسيوس” أن يكون التوغل البري في هذه المنطقة “آخر جهد كبير في المرحلة عالية الكثافة من القتال” وذلك في ظل تقارير إسرائيلية تفيد بأن هذه المرحلة ستنتهي بنهاية يناير المقبل.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي لـ”وكالة أنباء العالم العربي” AWP، هذا التوجه، وقال إن أهداف إسرائيل في قطاع غزة “ضرورية ومعقدة” واعتبر أنها “تحتاج المزيد من الوقت من أجل تحقيقها”.
وأصدر الجيش أمر إخلاء لسكان مخيم البريج ومحيطه، وكان بعض السكان فروا في وقت سابق إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر حيث وصلوا ووضعوا أمتعتهم على سطوح سياراتهم، حسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
جهود دبلوماسية
وبعد تبني مجلس الأمن الأسبوع الماضي، قراراً يدعو إلى زيادة المساعدات للقطاع، أعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء، تعيين الوزيرة الهولندية سيجريد كاج منسّقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تسلّم 41 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية و7 سيارات إسعاف جديدة عبر معبر رفح الحدودي الثلاثاء، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من حاجات قطاع غزة وفق منظمة الصحة العالمية.
وأعربت فرنسا عن “قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده”، وجدّدت “دعوتها إلى هدنة فورية تؤدّي إلى وقف لإطلاق النار”.
وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأربعاء، عن ترحيبه بـ”المبادرة المصرية المعدلة” لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
وقال خلال كلمة في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية: “نرحب بكل جهد عربي ودولي لوقف العدوان على شعبنا، بالمبادرة المصرية المعدلة”، مؤكداً أن “مصر حتماً حريصة كل الحرص على وحدانية التمثيل الفلسطيني، وأن أي ترتيب إقليمي أو دولي يمر فقط من خلال الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية”.
وتحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن “لبحث التطورات في غزة وجهود الوساطة المشتركة الحالية لتهدئة الأوضاع في القطاع المحاصر، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار” بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.
ونهاية نوفمبر، أتاحت هدنة استمرت أسبوعاً إطلاق سراح 105 رهائن من الإسرائيليين والأجانب، مقابل 240 أسيراً فلسطينياً ودخول كميات أكبر من المساعدات إلى غزة.
لكن جهود الوسطاء، لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى هدنة إنسانية جديدة.