ضمن جهود السلطنة في مواجهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد19)؛ جندت وزارة الصحة كل طاقاتها البشرية والمادية لمُحاربة تفشي هذا الوباء. وتبذل الوزارة بجميع مؤسساتها جهودا مجيدة لإيقاف انتشاره في المُجتمع العُماني حفاظا على سلامته.
وحول هذه الجهود اوضحت الدكتورة زكية الرحبية -أختصاصية فيزيائية طبية أولى ومشرفة الحماية من الاشعاع بالمركز الوطني للأورام بالمستشفى السلطاني- بأن قسم علاج الاشعاعي لعب دورا مهما في عملية مكافحة هذه الجانحة ، حيث عمل القسم بكل طاقته كفريق واحد في مكافحة انتشار هذا الفيروس وتقليص تأثيره على متلقي ومقدمي الرعاية الصحية.
وكغيره من المهن الصحية التي تقف في الصفوف الأولى لمكافحتها؛ يعتبر فريق الفيزيائيين الطبيين جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية. فهم يلعبون دورا رائدا في تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
حيث قام فريق الفيزيائيين الطبيين في قسم العلاج الإشعاعي بالمركز الوطني لعلاج الأورام باعتماد خطة تضمن سلامة الموظفين والمرضى وتؤكد على الإجراءات والاحترازات الوقائية في ظل جائحة كورونا. وتضمنت الخطة الاحترازية تقسيم فريق الفيزيائيين الطبيين إلى قسمين. حيث يضم كل قسم عددا من اختصاصيي الفيزياء الطبية، بواقع ثلاثة أيام عمل في الأسبوع لكل قسم، وذلك حفاظاً على استمرارية الخدمات المقدمة وعدم التأثير على سير وجودة العمل بشكل عام. حيث عمل كل قسم كفريق مساند أثناء حالات الطوارئ أو النقص الشديد للقسم الآخر من الفريق.
كذلك تضمن عمل الفيزيائيين الطبيين خلال الجائحة وضع خطط العلاج الإشعاعي للمرضى، ومتابعة الجرعات الإشعاعية وتنظيمها، والتأكد من معايير الجودة للأجهزة الإشعاعية وعمل معايرة لبعض العلاجات الخاصة. ومتابعة الحماية الإشعاعية في القسم للمرضى والموظفين.
إضافة لذلك تضمنت خطة عمل الفيزيائيين الطبيين العمل على توفير قاعدة للعمل عن بعد، حيث يمكن لهؤلاء الاختصاصيين متابعة سير بعض الأعمال الفنية من منازلهم. كما عقد فريق الفيزيائيين الطبيين عدة لقاءات عبر الاتصال المرئي لمناقشة العديد من الأمور المستجدة والخاصة بالمرضى الجدد المراجعين للقسم، وجداول العلاج الإشعاعي ومهام اختصاصيي الفيزياء الطبية.
وحفاظاً على التباعد الاجتماعي، وحرصا على المحافظة على أفضل مستوى للخدمات المقدمة؛ فإن موظفي قسم العلاج الإشعاعي حضروا عددا كبيرا من الأنشطة التعليمية عن بعد، مما ساهم في إبقاء المستوى العلمي والمهاري عالياً لديهم.
كما قام قسم العلاج الإشعاعي بالمركز قام بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية الوقائية مثل الحفاظ على مسافة لا تقل عن مترين بين كل فيزيائي وآخر، والتشديد على نظافة وتعقيم اليدين بشكل مستمر وارتداء الكمامة الطبية في كل الأوقات.
جدير بالذكر بأن الفترة الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا شكلت فرصة كبيرة لإعادة تخطيط عمليات القسم ومعايير الجودة الخاصة بالرعاية الشاملة لمرضى الاورام.