وكالات – العربي
رأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إلى أن هناك دفئاً غير معتاد في العلاقات بين إسرائيل وكل من تركمانستان وأذربيجان، ما يثير قلق إيران.
فعلى الرغم من ضغوط إيران، يتوقع وصول وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى العاصمة التركمانية عشق أباد التي لا تبعد سوى 20 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، وقبل ذلك، سيزور أذربيجان، التي تستضيف الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في نهاية مايو (أيار) المقبل.
وذكرت “يديعوت أحرونوت” أن طهران ترى في تلك التحركات الإسرائيلية محاولة لخنقها عبر محيطها، وهي تمارس ضغوطاً على تركمانستان في محاولة لمنع الزيارة المتوقعة لوزير الخارجية إيلي كوهين إلى عشق آباد، بعد زيارة لأذربيجان، الدولة الإسلامية الشيعية الأولى التي فتحت سفارة في إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن زيارة كوهين المقررة إلى تركمانستان هي أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى البلاد منذ ما يقرب من 30 عاماً، بعد زيارة وزير الصحة آنذاك عام 1995، وقبلها زيارة لوزير الخارجية شيمون بيريز، لافتة إلى أن تركمانستان تعد تاني أكثر دول العالم انغلاقاً، بعد كوريا الشمالية.
محادثة هاتفية
وعلمت الصحيفة الإسرائيلية أنه قبل وصول كوهين، كانت هناك محادثة هاتفية استثنائية بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس تركمانستان سردار بردي محمدوف، هاجم فيها رئيسي “جرائم النظام الصهيوني”، مشدداً على ضرورة تكاتف الدول الإسلامية، ومواصلة توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال بردي محمدوف لرئيسي إن “تركمانستان عازمة على تطوير العلاقات مع إيران في جميع المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين”. وذكرت الصحيفة: “مع ذلك، تعتزم تركمانستان السماح لكوهين بزيارة البلاد، حيث سيلتقي قيادات ويفتح المقر الدائم للسفارة الإسرائيلية في عشق أباد”.
قبل تركمانستان، سيزور كوهين أذربيجان على رأس وفد من رجال الأعمال، في أحدث خطوة في تطور العلاقات بين البلدين التي وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. والشهر الماضي قام وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف بزيارة لإسرائيل وافتتح سفارة بلاده.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل كانت واحدة من أوائل الدول في العالم، التي اعترفت باستقلال أذربيجان في ديسمبر (كانون الأول) 1991، وفتحت سفارة هناك عام 1993.
زيارة للرئيس الإسرائيلي
وعلمت “يديعوت أحرونوت” أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ باكو الشهر المقبل بدعوة من رئيس أذربيجان. وقالت: “إيران طالبت بتوضيح من باكو، وحذرت من أنها لن تظل غير مبالية بما تسميه (الجبهة الموحدة لإسرائيل وأذربيجان في مواجهة إيران)”.
وجدير بالذكر أن الحدود المشتركة بين إيران وأذربيجان تبلغ حوالي 765 كيلومتراً، وعشرات الملايين من الأذريين يعيشون في إيران.
غضب إيراني
لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الإيرانيين غضبوا بشكل خاص من كلمات وزير الخارجية الإسرائيلي في بيان مشترك مع ضيفه الشهر الماضي، وقال كوهين حينها: “اتفقت مع وزير الخارجية جيحون بيراموف على تشكيل جبهة موحدة ضد إيران وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد وأمن الطاقة والابتكار، نحن بحاجة إلى العمل معا لمنع إيران من الحصول على القدرات النووية باستخدام الأدوات السياسية والاقتصادية، وفي نفس الوقت إنشاء تهديد عسكري موثوق به”.
ونددت إيران بشدة، بتصريحات كوهين بشأن “تشكيل جبهة موحدة”، وقالت إنها “لن تظل غير مبالية بهذه المؤامرة”.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية في طهران، ناصر الكناني، إن هذه الكلمات تظهر “نوايا إسرائيل الشريرة” لتحويل أراضي أذربيجان إلى تهديد للأمن القومي لإيران”.