Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“تعليمية شمال الباطنة تودع الجيل التربوي الأول” بقلم : د.حميد بن فاضل الشبلي

تداولت مجموعات التواصل الاجتماعي مساء الأمس صور مشاعل النور من الجيل التربوي الأول ، في الحفل التكريمي لهذه الكوادر التربوية التي بادرت تعليمية شمال الباطنة بتوديعهم وتكريمهم ، عرفانًا وتقديرًا لهذه الفئة التي أخلصت في خدمة الوطن طوال السنوات الطويلة المنصرمة ، وكنا نمّني النفس في حضور هذه الفعالية لما نَكُنه من احترام وتقدير لكل الأسماء التي شملها قرار من أكملوا ٣٠ عامًا في الخدمة ، إلا أن الظروف الحالية التي تعصف بالعالم مع هذا الفيروس الذي أجهد جميع المجتمعات العالمية ، أُجبرنا في الالتزام نحو تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية من خلال عدم المشاركة التي اقتصرت في حضور فقط من شملهم التكريم ، وداعٌ وتكريم تستحقه تلك الأسماء التي خدمت الحقل التربوي سواءً كانت في المدارس أو بديوان عام المحافظة ، والحقيقة كانت تستحق أكثر من هذه الفعالية التي تشكر عليها القيادة التربوية في المحافظة ، ولكن الظروف الحالية هي من ألغت جميع الخطط والأفكار الموضوعة لتكريم هذه الفئة المخلصة من أبناء الوطن ، لقد ودعت هذه الكوادر حياة الوظيفة بمثل اليوم الأول الذي تسّلمت فيه العمل ، الإخلاص والتفاني والابتسامة والتواضع سمات ظلت ترافق شخصيتها من بدايات التعيين حتى الوداع المشّرف لحياة العمل ، وشخصيًا منذ مرحلة التربية العملية بالكلية المتوسطة للمعلمين التي كنا نذهب فيها للتدريب في المدارس ، كان من ضمن هذه الفئة التي شملها قرار التقاعد بعض المعلمين وكذلك الإدارات المدرسية التي أخذت بأيدينا نحو مهنة التدريس ، ومنها من تعرفنا عليها بعد انتقالنا للعمل بديوان المحافطة أو التي عرفناها أثناء زياراتنا الإشرافية لمدارس المحافطة سواءً مدارس الذكور أو الإناث ، لم نرى منهم جميعًا إلا الود والاحترام والتقدير والتمّيز في المحافطة على رسالة العلم ، جهودٌ جبارة بذلتها تلك الكوادر في سبيل توفير مناخ يسعد فيه الطالب وكذلك المعلم ، كم هي الساعات التي قضتها تلك الكوادر تسهر في تجهيز فعالية ولو تطلب الأمر العودة في أوقات بعد الدوام ، وكم هي المناسبات التي ساهمت في إنجاحها من خلال دعمها المادي والمعنوي والبدني وبلا تذمر ، هذه الفئة تختلف عن الفئات التي تعينت من بعدها ، لأنها عاصرت ظروف مختلفة ابتداءً من المدارس المبنية من السعف واستخدام الطباشير ، والحياة اليومية الصعبة كندرة وجود الكهرباء والتهوية ومياه الشرب النظيفة حتى وصولاً للعهد الزاهر من التطور والنقلة النوعية في المبنى المدرسي ، نعم هذه الأسماء غادرت حياة الدوام والوظيفة ولكنها لم تغادر قلوبنا حبًا واحترامًا ، لن ننسى اللحظات السعيدة والمواقف الجميلة التي جمعتنا خلال مسيرة العمل المنصرمة ، كم تعلمنا منها ما هو مفيد لحياتنا العملية وكذلك الشخصية ، التي ندعو الله العلي القدير أن ينعم عليها بموفور الصحة ودوام العافية والحياة السعيدة ، والاحترام والتقدير والدعوات الطيبة نُوجهها كذلك لجميع الإخوة والأخوات الذين شملهم قرار التقاعد من المحافظات التعليمية وكذلك من مختلف مؤسسات الدولة الأخرى ، وختامًا نقول لهم جميعًا كفّيتم ووفّيتم والوطن والمجتمع يفخر ويفاخر بما بذلتموه من جهد وعطاء طوال مسيرتكم العملية المجيدة ، سائلين الله أن يجزيكم خير الجزاء .. آمين.

Humaid.fadhil@yahoo.com

Exit mobile version