Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

” تشيلهافي مر من هنا! ” بقم : فاضل المزروعي

أكثر المدربين الذين أثاروا جدلا واسعا في الوسط الرياضي العماني منذ إعلان التعاقد معه بداية العام الجاري بعد أن حل خليفة للكرواتي برانكو،
بدءا من إسمه وطريقة وآلية تعاقده والسيرة الذاتية المتواضعة ثم عمله ونهاية بنتائجه.

فالمدرب التشيكي ميرسلاف تشيلهافي قد يكون أسرع مدرب يمر على الإشراف على منتخبنا الوطني الأول حيث تم الإعلان عن التعاقد معه بتاريخ 1 يناير 2024 وإقيل في ١٦ سبتمبر وأعلن عن الإقالة رسميا في ١٩ من ذات الشهر ، أي بعد ثلاثة أيام مخلفا خلفه نتائج غير مرضية للوسط الرياضي العاشق للأحمر ، فقد فاز المدرب مع المنتخب في ثلاث مباريات كانت أمام تايبيه وماليزيا في تصفيات المرحلة الثانية للتصفيات المشتركة وتعادل مع قرقيزستان ، وفي المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 إستهل التصفيات بخسارتين من العراق وكوريا الجنوبية ما حدا بالاتحاد باتخاذ قرار الإقالة وسط سخط كبير من الإعلام والجماهير.

السؤال الذي يطرح نفسه ،هل السبب الرئيسي في ما آلت إليه نتائج المنتخب في التصفيات هي المدرب تشيلهافي وطاقمه الفني؟
قد يكون الجواب الأقرب والمباشر ،نعم، لأن المدرب يتحمل مسئولية إختيار العناصر المجيدة وتوظيفها في الملعب ومسؤول عن مرحلة الإعداد والتحضير للمباريات وإدارتها وبالتالي يتحمل نتائجها ، لكن لا يمكن أن نتجاهل العناصر الأخرى المحيطة بمهمة المنتخب من أداء وحضور ذهني وبدني للاعبين والدعم الفني والإداري للاتحاد والعمل الإداري الخاص بإدارة المنتخب،
الحقيقة إذا تم تفنيد الفترة الماضية ،نجد أن أسباب عدة ساهمت في هذا التدهور من أبرزها الإنتقاء المتسرع والخاطيء لجهاز فني لا يملك أبسط المعايير الرئيسة منها، فالسيرة الذاتية ضعيفة و الشخصية ضعيغة أيضا ولغة التواصل معدومة وغياب خبرة العمل في المنطقة وعامل السن.
جل هذه الأسباب ،وأسباب أخرى أو تفاصيل شابت المعسكر الخارجي من جوانب إدارية ولوجستية وضعف في المباريات الودية التي كانت إحداها مخجلة لم يتم الإعلان عنها وقد كسبها المنتخب بأكثر من ١٠ أهداف وتفاصيل أخرى لن نتطرق لها في هذا المقال.
قد يرى البعض أن هذه التفاصيل الصغيرة غير مؤثرة لكنها في الحقيقة تلقي بظلالها على المنتخب تنظيما وأداء ،وهذا ما شاهدناه خلال فترة تشيلهافي القصيرة التي لا نكاد نتذكر حسنة ننسبها له وطاقمه الفني .

فقدنا ٦ نقاط في بداية المشوار ، ولازالت الفرصة قائمة أمام المنتخب في التعويض والدخول في خضم المنافسة مع المدرب الوطني رشيد جابر الذي يأتي لخلافة تشيلهافي في ما تبقى من مشوار التصفيات ،حيث تعول الجماهير عليه كثيرا في إستعادة توازن المنتخب رغم أنه يأتي في مرحلة حرجة وفترة ضيقة من إنطلاق الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات أمام كل من الكويت والأردن.
تغييرات متوقعة على مستوى برنامح تحضير المنتخب وكذلك على مستوى العناصر التي يتوقع أن يستدعيها جابر للمرحلة القادمة مع الاحتفاظ بأبرز دعامات الفريق ، لكن يتبادر لنا سؤال، هل سينجح رشيد جابر في إنتشال المنتخب ،ليرد على السؤال إذا ما كان المدرب هو السبب، أم تتبين لنا مجددا أن الأسباب ليست في المدرب وإنما عناصر وجوانب أخرى أكبر وأشمل يجب تصحيحها والعمل عليها على مدى بعيد، خوفا من أن يكون التصحيح الحالي وقتي ومجرد تخدير كما في السابق.

Exit mobile version