وكالات – العربي
إلى جانب عبء إزالة ملايين الأطنان من النفايات ومخلفات المباني المهدمة إثر زلزال 6 فبراير، تواجه تركيا عبئا أكبر يتمثل بالأمراض الخطيرة التي قد تنشرها هذه النفايات على المدى المتوسط والطويل، ومن بينها مرض السرطان.
وتشير التقديرات إلى أن النفايات تزيد عن 170 مليون طن، يستغرق نقلها أكثر من 3-4 سنوات.
وفي دراسة أعدها قسم الهندسة البيئية في معهد إزمير للتكنولوجيا ، بشأن “تقييم إدارة النفايات بعد الكوارث”، جاء أن أحد أهم القضايا التي يجب تقييمها فيما يخص البيئة، هي إدارة النفايات الناجمة عن الزلزال.
ووفقا لموقع “سكاي نيوز عربية”، أوضح المشرف على الدراسة، الدكتور محمد علي كوجكر، مجموعة من الحقائق المهمة، قائلا: إن “الغبار الموجود في الأنقاض يمكن أن ينتشر في الهواء كمواد جسيمية ويسبب مشاكل عند استنشاقه”، محذرا من أن “مادة الأسبستوس التي كانت تستخدم كمادة عازلة في البناء، يمكن أن تسبب السرطان”.
وأضاف إن “الأسبستوس قد يبقى في الهواء لأيام، ويمكن أن يؤدي الغبار إلى إصابة الأشخاص على بعد أميال، أو تلوث موارد المياه الجوفية والسطحية أثناء النقل والتخزين والتحميل”.
وتابع، إن “الموظفين والأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي توجد بها المباني القديمة، يحتاجون لارتداء معدات الحماية الشخصية؛ لأنه لا تتم ملاحظة آثار هذه العناصر على صحة الإنسان فورا”.
وقال: “يستغرق مراقبة السرطان الناجم عن الأسبستوس من 10 إلى 15 سنة، ومع ذلك، قد يكون هناك زيادة في السرطان في تلك المنطقة خلال السنوات المقبلة”.
وفيما يتعلق بالمخلفات التي سيضطر الأتراك إلى التعامل معها، يقول كوجكر: “نتيجة لدراساتنا في ضوء المعطيات التي لدينا، سنضطر إلى التعامل مع أكثر من 170 مليون طن من مخلفات الأنقاض في 212 ألف مبنى”.
وأضاف: “هذه المخلفات ليست فقط ناجمة عن البناء، بل هناك أثاث وسلع مختلفة وأجهزة إلكترونية في المنازل، وهذا قد يعادل ربع مليون طن من الكتلة”.
وأوضح: “من الضروري إزالة الأنقاض بطريقة منتظمة ومخطط لها وطويلة الأجل، للتخلص منها دون وقوع كارثة بيئية”، مشددا على أنه لابد من وضع خطة طوية الأمد للتعامل مع تبعات الكارثة”.
وأشار: “عندما نعتقد أن هذه أكبر كارثة في تاريخ جمهورية تركيا، فلن تحدث هذه العملية بشكل سريع، إذ تضرر أكثر من 80 في المائة من المدن التي ضربها الزلزال، ومن الصعب جدا التعامل معها جميعا مرة واحدة”.
وقال “بدأت حكومتنا العمل على هذه الأمور، وتحاول الحكومات المحلية التخلص من نفايات الأنقاض… نحن نتحدث عن 170 مليون طن، مما يعني أن الأمر سيستغرق ما بين 3 إلى 4 سنوات، إذا اعتمدنا على تقدير أن شاحنة قلاب يمكن أن تحمل 20 إلى 25 طنا”.
من جانبه، قال مدير الإدارة العامة للمنشآت الزراعية، حسن جزجينتش، بإنه “تمت إزالة 468 ألف طن من الأنقاض في ولاية كهرمان مرعش، وتواصل الفرق المعنية أعمال إزالة الأنقاض بعد انتهاء أعمال البحث والإنقاذ، وتم الانتهاء من رفع الأنقاض في 118 موقعا، فيما يتواصل العمل لرفع الأنقاض في 70 موقعا في كهرمان مرعش”.
وفي إحصاء السلطات التركية، فإن ما لا يقل عن 156 ألفا من المباني إما انهارت أو لحقت بها أضرار لدرجة تستلزم الهدم.
ويقول برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن كارثة الزلزال خلفت أنقاضا تعادل عل الأقل 10 أمثال الأنقاض الناتجة عن الزلزال المدمر الذي شهدته تركيا عام 1999.
والزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأجزاء من سوريا في 6 فبراير، وتبعته هزات أرضية بعضها عنيف، أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في البلدين، بخلاف عشرات آلاف المصابين.