Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“تدوين الصورة و الفيديو والصوت يتفوق على الكلمة” بقلم الكاتب: حسام الطائي

الكاتب : حسام الطائي -إعلامي لندن

لطالما كانت الكلمة المكتوبة افضل اسلوب لتدوين اي موضوع سياحي تاريخي تعليمي وغيرها، وقد كانت الكلمة بمعانيها المتنوعة وطريقة بناء النص المكتوب ترسم وتوصل الصورة المطلوبة للقارئ، لتجعلهم يتخيلون الصورة في اذهانهم، وكان تاثير الوصف عن طريق الكلمة يعتمد على خبرة الكاتب واستخدامه الدقيق للكلمات التي تؤثر بالجمهور وتوصل رسالته.

بداية جديدة بعد الف عام من التدوين المكتوب

لاول مرة بتاريخ البشرية الذي اعتمد على التدوين بالكلمات في وصف الاشكال و الاحداث، تحول الى التدوين عن طريق ” الصوت والصورة والفيديو” الذي غير مفهوم التدوين جذريا، هذا النوع الجديد يمكن ان يصنف الى مراحل هي:

اولا: اختراع الكاميرا والفيديو واجهزة التسجيل الصوتي كان اول ظهور للتدوين المصور

ثانيا: مع اختراع اجهزة البث والاستقبال مثل الراديو والتلفزيون وتشغيل الاشرطة الصوتية وانتشار كاميرات التصوير الخاصة، انتشر التدوين المصور اكثر بين الافراد.ء
ثالثا: انتشار خدمة الانترنت لعامة الناس ساهم في نشر التدوين الصوري والفيديوي والصوتي ليشمل طبقات اكثر من المجتمع، وقد وفر الانترنت خيارات اوسع تخدم متطلبات الافراد اكثر من وسائل الاعلام التقليدية المتمثلة بالتلفزيون والراديو واجهزة التسجيل، فقد اتاح الانترنت مساحة للافراد ليساهموا بالتدوين في المواقع الكترونية المتخصصة بالتدوين بكل اشكاله مثل اليوتيوب و الفيس بك و فلكر المتخصص بالصور و مواقع البودكاست للتدوين الصوتي.

رابعا: ثورة الموبايل والتطبيقات التي بدات عام ٢٠٠٧ بظهور هاتف الايفون وبعده باقي شركات صناعة الهواتف الذكية التي وفرت وسائل تسهل التدوين المصور والفيديوي والصوتي، التطبيقات بدورها دعمت كثيرا التدوين المصور وساهمت بتحسين الصورة والفيديو والصوت وسهلت عملية المونتاج والنشر الى شبكات تواصل متنوعة والارسال الى افراد اخرين ليشاهدوا التدوينات المصورة.

اجهزة تسهل التدوين المصور ورغبة كبيرة للمشاهدة

قبل اكثر من مائة عام كانت الصحافة المطبوعة عنصر اساسي لنشر الاخبار والتقارير والمواضيع العامة بانواعها وكان الجمهور يدفع لكي يقرا المادة المكتوبة ويشبع رغباته بالاطلاع عليها، فقد كانت حاجات الجمهور تضغط على الصحافة لكي تقدم مواد اكثر، ومع انتشار التدوين المصور تضاءل وترك جمهور ‏التدوين المكتوب بالصحف ليتجه الى التدوين المصور، وبدات تظهر حاجات جماهيرية تدفع المدونين لانتاج تدوينات مصورة اكثر،تشمل مواضيع واسعة لارضاء الجمهور.

وظائف جديد بظهور الانترنت والهواتف والتطبيقات

انتج الانترنت والهواتف والتطبيقات نوع جديد من المهن الداعمة للتدوين المصور لم تكن موجودة سابقا وان وجدت فقد تكون محدودة جدا وهي:

اولا: مدونو التصوير، ويطلق عليهم انفلونسر او “يوتيوبر، انستغرامر، تيكتوكر، بودكاستر، وغيرها الكثير” هؤلاء امتهنوا التصوير والنشر لمواد منوعة لايمكن حصرها منها “تدوين اليوميات، تدوين معلومات الاماكن التاريخية، تدوين المعلومات العامة، تدوين المتاحف والكثير غيرها، ان كل ماذكر هو “تدوين مصور” هؤلاء “المؤثرون” او الانفلونسر اصبحت مهنتهم “المجانية او المدفوعة” هي التدوين بالصورة والفيديو والصوت.

ثانيا: المواطن الصحفي، حيث وفرت الوسائل الحديثة للمواطن العادي كل وسائل الصحفي الاحترافي وكل وسائل النشر التقليدية “التلفزيون والراديو والتسجيل الصوتي” فبدأ الكثيرون بالتدوين بشكل دوري “يومي او اسبوعي او شهري” ‏للأخبار والتقارير والوثائقيات المصورة والمسجلة صوتيا وهذا التدوين يعتمد حسب رغبات الافراد وخبراتهم.

الصورة بالف كلمة فكيف ان كان فيديو

كان ولازال للتدوين المكتوب بالكلمة دور في التعليم والتثقيف ونشر المعلومات بابسط حالة، لكن في العقد الاخير بدا للتدوين المصور “فيديو وصورة وصوت” دور في رفع مستوى الثقافة والمعرفة بشكل كبير ومتسارع بل يمكن القول انه شمل نوعين من المجتمع الاول الطبقة المتعلمة التي فضلت التدوين المصور للسهولة والسرعة والطبقة غير المتعلمة “اميون او من لا يحبون القراءة” اتجهوا الى التدوين المصور الذي يختصر الكثير من الوقت والجهد في ايصال المعلومة وبشكل واضح ومباشر.

خلاصة التدوين المصور

ان التدوين المصور اخذ مكانه واسعة لدى الجمهور وساهم في توفير معلومات منوعة قد لايمكن كتابتها وان كتبت لا تصل بشكل مثالي وشامل، حتى ان التدوين المصور وحده يقدم شرح لنفسه دون اي تعليق من المصور نفسه، فاصورة بالف كلمة والفيديو بمليون كلمة، كما ان الجمهور بشكل عام وخاصة الاجيال الحالية تفضل المشاهدة والاستماع على القراءة، فهي تريد اختصار المعلومة وسرعة ايصالها بشكل مباشر وسريع، بالتالي صار التدوين المصور له الافضلية لدى الجمهور على التدوين المكتوب الذي اتجه نحو الاضمحلال بشكل متسارع وكبير.

Exit mobile version