وكالات – العربي
دخلت إلى قطاع غزة أمس، أولى شاحنات الإغاثة الإنسانية التي كانت عالقة في مصر، عبر معبر رفح البري، بعد أيام من المشاحنات الدبلوماسية بشأن شروط تسليم المساعدات، لكنها خلت من الوقود وسط تحذير أممي من كارثة إنسانية إذا لم يصل الوقود إلى المستشفيات.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، أمس، إن عدم إدخال الوقود فوراً إلى مستشفيات قطاع غزة سيشكل خطراً حقيقياً على الجرحى والمرضى. وأكدت وزارة الصحة في غزة خروج 7 مستشفيات و25 مركزاً صحياً عن الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود، وفقاً لـ«سكاي نيوز عربية».
وأضافت: «مستشفيات قطاع غزة جفت مواردها تماماً بسبب افتقاد أبسط المقومات العلاجية الطارئة بما فيها الوقود، نناشد المجتمع الدولي ومصر العمل الفوري على إدخال الوقود والاحتياجات الصحية الطارئة قبل فقدان المزيد من الضحايا داخل المستشفيات». وعرض التلفزيون المصري لقطات تظهر دخول شاحنات إلى المنطقة الحدودية لمعبر رفح من الجانب المصري، وهو الطريق الرئيسي للدخول والخروج من قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وحذرت الأمم المتحدة من «كارثة إنسانية» في غزة إذا لم تصل إمدادات الوقود اللازمة لاستمرار تشغيل مولدات الطاقة في المستشفيات إلى مستويات منخفضة خطرة. وزار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الحدود، الجمعة، للدفع بدخول المساعدات، قائلاً إن العمل لا يزال جارياً على آلية لتفتيش المساعدات طلبتها إسرائيل.
وتحركت شاحنات تحمل إمدادات مساعدات، إلى قطاع غزة. وهي أولى الشاحنات منذ اندلاع الحرب قبل أسبوعين بين إسرائيل وحركة حماس. وكانت الشاحنات تحمل مساعدات طبية ومساعدات إنسانية أخرى برفقة فرق طبية مصرية، على حد قول مسؤولين مصريين وأمميين. وفتحت الحدود صباح أمس.
وأغلقت بعد الظهر بعد أن انتهت 20 شاحنة من تفريغ بضائعها على الجانب الفلسطيني وعادت، وفقاً لمصدر أمني مصري. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) شريطة عدم الكشف عن هويته: «تم إغلاق المعبر مرة أخرى في انتظار تعليمات جديدة لإعادة فتحه».
وتمت إدخال الشاحنات بموجب اتفاق بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، وفقاً لما قاله خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري في شمال سيناء لوكالة الأنباء الألمانية.
وحسب المقرر، تسلم المساعدات إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي تقوم بدورها بتوزيعها على سكان غزة. ويتوقع منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث أن تتبع القافلة الإنسانية الأولى المكونة من 20 شاحنة قافلة أخرى بسرعة.
حيث من المتوقع أن يعاد فتح المعبر اليوم الأحد لمرور المزيد من شاحنات الإغاثة. وقال جريفيث في القاهرة: «أنا واثق من أن هذا التسليم سيكون بداية لجهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والوقود لسكان غزة، بطريقة آمنة ويمكن الاعتماد عليها وغير مشروطة ودون عوائق». وقالت منظمة الصحة العالمية إن أربع شاحنات من المنظمة التابعة للأمم المتحدة كانت في طريقها أيضاً إلى غزة.
وكانت تحمل الأدوية والإمدادات للجرحى والمصابين بأمراض مزمنة. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن لديه 60 طناً من المواد الغذائية في قافلة أمس. وكانت الولايات المتحدة ووكالات الأمم المتحدة تتوقع أن يفتح معبر رفح أبوابه للمساعدات الأربعاء. وأشار مسؤولون مصريون وأمريكيون إلى الحاجة إلى إصلاح الطرق كأحد أسباب التأخير. كما ألقى المصريون باللوم على القصف الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من الحدود باعتبار أن ذلك يجعل المهمة غير آمنة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه لم يتم جلب أي وقود إلى غزة ضمن أول قافلة مساعدات إنسانية دخلت القطاع. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجري إنه لم يتم إدخال سوى مياه ومواد غذائية وأدوية للفلسطينيين في الجزء الجنوبي من القطاع الساحلي. وحذرت وزارة الصحة في غزة من «خطر حقيقي على المصابين والمرضى» بالمستشفيات، إذا لم يتم إدخال الوقود، اللازم لتشغيل المولدات، على الفور.
واعتبرت «حماس» أن الحديث عن إدخال 20 شاحنة فقط من المساعدات إلى جنوب غزة فقط هو «محاولة أمريكية إسرائيلية لذر الرماد في العيون ولخداع الرأي العام بحل الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة». وشددت على أن قطاع غزة بحاجة إلى كميات أكبر من ذلك بكثير من المواد الطبية والأغذية، وأنه كان يدخل القطاع قرابة الـ 500 شاحنة يومياً وهو دون الحد الأدنى الطبيعي والمطلوب في ظل الحصار الإسرائيلي.