وكالات – العربي
شن جيش جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند)، المعلنة من جانب واحد، هجوما جديدا على مليشيات العشائر في مدينة “لاس عانود” بعد انسحاب قوات أرض الصومال من المنطقة يوم السبت الماضي.
وتتهم أرض الصومال، مليشيات العشائر المحلية بأنها مدعومة من “بونتلاند”، التي تتمتع بحكم ذاتي والموالية للحكومة المركزية في مقديشيو.
يأتي هذا الهجوم بعد مضي أكثر من أسبوعين على اندلاع الاشتباكات المسلحة بين جيش أرض الصومال والمليشيات، وفقا لما أوردت وسائل إعلام محلية اليوم.
وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي انفجارات عنيفة في وقت مبكر من صباح يوم أمس جراء سقوط قذائف الهاون على جبهتي القتال شرق وغرب مدينة “لاس عانود”، بينما أكد مسؤولون في المستشفى الحكومي للمدينة إن مختبرها وغرفة العمليات وقسم طب الأطفال قد دمرت، وهو ما نفته حكومة هرجيسيا (عاصمة أرض الصومال).
وأكدت حكومة أرض الصومال أن جيشها شن هجوما يوم أمس ضد من أسمتهم بـ”الجماعات المناهضة للسلام” و”الإرهابيين” وبونتلاند التي تزعم أنها تحتفظ بمركبات وجنود أسرى من أرض الصومال.
من جهتها، نفت سلطات “بونتلاند” مشاركتها في المعارك الأخيرة بمدينة “لاس عانود”، ووصفت وزارة الداخلية في “بونتلاند” ما يحدث في “لاس عانود” بأنه “ثورة مدنية” و”ليست جزءا من الحرب”، واتهمت أرض الصومال بالسعي، من خلال توجيه أصابع الاتهام إليها، إلى “تسييس وإخفاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها في المنطقة”، على حد قولها.
واندلعت اشتباكات مسلحة بين جيش جمهورية أرض الصومال (صوماليلاند) ومليشيات العشائر في “لاس عانود” وميليشيات موالية للحكومة المركزية بمقديشو في 6 فبراير الماضي.
وفي العاشر من فبراير الماضي توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنهما لم يلتزما به.
وفي 16 فبراير 2023، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بأن أكثر من 185 ألف شخص فروا من أعمال القتال في “لاس عانود” وغالبيتهم من النساء والأطفال.
ووفقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن الاشتباكات بين قوات أرض الصومال ومليشيات العشائر خلفت أكثر من 150 قتيلا وأكثر من 600 مصاب بالإضافة إلى نزوح الآلاف من منازلهم منذ اندلاع الاشتباكات في 6 فبراير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة “لاس عانود” متنازع عليها من جانب جمهورية أرض الصومال، المعلنة من جانب واحد عام 1991، وبونتلاند، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وموالية للحكومة المركزية في مقديشيو، واستولت قوات أرض الصومال على المدينة في معركة “لاس عانود” عام 2007 وأطاحت بقوات “بونتلاند” التي كانت تسيطر على المدينة.
وبسطت قوات أرض الصومال سيطرتها الكاملة على المدينة منذ ذلك الحين، وأدت عمليات الاغتيالات المنتظمة وغير المعلومة إلى تدهور الوضع الأمني في المدينة.