(أ ف ب) – استقبل قادة مجموعة السبع فولوديمير زيلينسكي بحفاوة في إيطاليا، حيث أعلنوا عن اتفاق بشأن استخدام الأصول الروسية المجمّدة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها، بينما دعاهم الرئيس الأوكراني إلى تسريع عمليات تسليم الأسلحة وتدريب الطيارين على مقاتلات “إف 16”.
وانضم زيلينسكي إلى قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا واليابان) الذين اجتمعوا برئاسة إيطاليا في منتجع بروغو إنيازيا الساحلي في منطقة بوليا في جنوب البلاد.
والتقى الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ونظراؤهم في هذا المنتجع الفخم، لمناقشة المساعدات الجديدة وآلية الدعم المالي التي تسمح بالاستفادة من الأصول الروسية المجمّدة من قبل الدول الغربية لصالح أوكرانيا.
ووقع الرئيسان جو بايدن وفولوديمير زيلينسكي الخميس اتفاقا امنيا بين الولايات المتحدة واوكرانيا، مع توجيه الرئيس الاميركي تحذيرا الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن حلفاء اوكرانيا “لا يتراجعون”.
واذ رحب بالاتفاق الثنائي وتوافق دول مجموعة السبع على دعم كييف بخمسين مليار دولار مصدرها الأصول الروسية المجمدة، اكد بايدن أن المجموعة “تظهر لبوتين في شكل جماعي أنه لا يستطيع أن يقسمنا”.
وبعد باريس وبرلين، أعلنت واشنطن الخميس التوصل إلى “اتفاق سياسي” في هذا الملف المعقّد. ووصف شولتس الاتفاق بـ”التاريخي”.
من جهته، قال زيلينسكي خلال الاجتماع مع قادة مجموعة السبع، “من الصحيح أن تكون روسيا هي التي تدفع”، مطالباً بالمصادرة التامّة لأصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو التي جمّدها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، الأمر الذي يواجَه بالرفض حالياً لأسباب قانونية.
وأمام احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وانعدام اليقين بشأن تداعيات انتخابه على أوكرانيا، تسعى مجموعة السبع إلى ضمان تمويل مساعداتها العسكرية لكييف.
وبمبادرة من الولايات المتحدة، اعتمد القادة الموجودون في إيطاليا منح قرض بقيمة 50 مليار دولار لكييف، بضمان الفوائد المستقبلية الناتجة عن الأصول الروسية المجمّدة.
وقال البيت الأبيض الخميس، إنّه “عبارة عن قرض تضامني” لم تُعرف الحصّة التي تتحمّلها كلّ دولة منه بعد.
كما وقّع زيلينسكي الخميس اتفاقين أمنيين ثنائيين، الأول مع واشنطن والثاني مع طوكيو.
وجاء في بيان أميركي مصاحب للاتفاق الأمني، “اليوم، ترسل الولايات المتحدة إشارة قوية حول دعمنا القوي لأوكرانيا الآن وفي المستقبل”.
– تسريع تسليم الاسلحة –
في سياق متصل، أعلنت واشنطن الأربعاء فرض عقوبات جديدة للجم جهود الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال استهداف كيانات واقعة في روسيا أو في دول مثل الصين وتركيا والإمارات العربية المتحدة.
وشكر زيلينسكي حلفاءه على هذه المساعدات، داعياً إياهم إلى “تسريع” تسليم الأسلحة والذخيرة.
وقال “نسعى دائماً للحصول على (أنظمة دفاع جوي) باتريوت إضافية”، مضيفاً “أطلب منكم أيضاً أن تفعلوا ما في وسعكم لتسريع انتقالنا إلى (المقاتلات الأميركية) اف 16، وهو ما يعني تسريع تدريب الطيارين”.
غير أنّ حلف شمال الأطلسي اعترف الخميس بأنّه يجد صعوبة في العثور على أنظمة دفاع جوي جديدة لتسليمها إلى كييف. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على هامش اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الناتو “ليس لدي أيّ إعلان بشأن أنظمة باتريوت اليوم (الخميس)”.
– الخطة حول غزة –
وعلى صعيد الحرب في غزة، اعلن المستشار الالماني اولاف شولتس الخميس ان قادة المجموعة يدعمون الخطة الاميركية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا حماس الى الموافقة عليها.
كذلك، اكدت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني “تأييدا بالاجماع لاقتراح الولايات المتحدة الهادف الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة والافراج عن جميع الرهائن وزيادة ملحوظة في المساعدة الانسانية للسكان المدنيين في غزة”.
وفيما دخل النزاع بين إسرائيل وحركة حماس شهره التاسع، أجرى وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن جولة في الشرق الأوسط في محاولة للتوصل إلى هدنة على أساس المقترح الذي كشف عنه بايدن في نهاية أيار/مايو.
وسبق لمجموعة السبع ان أعلنت تأييدها لهذا المقترح إلا ان حماس طرحت تعديلات عليه اعتبرها بلينكن الأربعاء “قابلة للتنفيذ”.
من جهتها لم تكشف إسرائيل رسميا عن موقفها وتواصل حملتها العسكرية العنيفة دونما هوادة في قطاع غزة ردا على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ومن المتوقّع أن يركز قادة مجموعة السبع الجمعة على التوترات التجارية والسياسية مع الصين الداعمة لروسيا، والتي يندّد الأميركيون والأوروبيون بطاقتها الصناعية الفائضة التي تؤدي إلى إغراق أسواقهم بالمنتجات المدعومة المنخفضة التكلفة.
وهددت المفوضية الأوروبية الأربعاء بفرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية متهمة بكين بتوفير دعم غير قانوني لصانعي هذه السيارات محليا. وهددت الصين الخميس بأنها قد ترفع شكوى إلى منظمة التجارة العالمية بهذا الشان.
وقال مسؤول أوروبي إن قمة بوليا ستكون مناسبة “لتنسيق” استراتيجية مجموعة السبع حول هذا الملف الذي سيطرح للنقاش الجمعة.