د ب أ – العربي
حذرت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، من أن الدول الأفريقية ستواجه عواقب طويلة الأمد، بعد إيقاف اتفاق الحبوب الأوكرانية، رغم الوعد الذي قطعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نفسه بدعم دول في القارة بآلاف الأطنان من الحبوب مجاناً، خلال الشهور القليلة المقبلة.
وقالت الوزارة في تحديثها اليومي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” :”من شبه المؤكد أن تأثير الحرب في أوكرانيا سيضاعف من انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا، في غضون العامين المقبلين على أقل تقدير”.
ويشار إلى أن الاتفاق الذي انتهت صلاحيته، ساعد في السابق في نقل نحو 30 مليون طناً من الحبوب الأوكرانية إلى دول أخرى عبر البحر الأسود.
وقال بيان وزارة الدفاع أيضاً إن “الحصار الذي تفرضه روسيا على أوكرانيا” عطّل تسليم الإمدادات الغذائية الأساسية إلى دول مثل إثيوبيا وكينيا والصومال والسودان ، الأمر الذي أدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار الحبوب.
ووعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرغ، الجمعة، بتزويد زيمبابوي ومالي وبوركينا فاسو والصومال وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى بما يتراوح بين 25 و50 ألف طن من الحبوب مجاناً، في غضون الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة.
ومن ناحية أخرى أعلن بوتين أن بلاده وقعت اتفاقات للتعاون العسكري مع أكثر من 40 دولة أفريقية، وأضاف:” نعمل على تطوير شراكات في التعاون العسكري والعسكري التقني مع أكثر من 40 دولة أفريقية، وذلك لتعزيز القدرات الدفاعية لدول القارة”.
وأوضح بوتين أن الدول الأفريقية تلقت كميات كبيرة من الأسلحة والتكنولوجيا، بعضها بلا مقابل.
وشدد بوتين على أن :”بعض هذه الشحنات يتم توفيرها بدون مقابل مادي أو معنوي، بهدف تعزيز أمن وسيادة تلك الدول”.
وتم دعوة ممثلين من البلدان الأفريقية إلى المشاركة بفعالية في المنتديات العسكرية التي تنظمها روسيا، والتي تتناول الجوانب التقنية للأسلحة، وكذلك المناورات للتعرف على تلك المعدات و كيفية استخدامها.
كما أعلن بوتين، الخميس، أن روسيا ستقدم المساعدة للدول في جهودها لتحرير نفسها من “بقايا الاستعمار”.
وأكد زعيم الكرملين مجدداً أن روسيا ستظل مورداً موثوقاً للحبوب إلى دول القارة.
وتهدف روسيا أيضا إلى توسيع وجودها في أفريقيا، عبر فتح قنصليات وسفارات جديدة وزيادة عدد الموظفين في التمثيل الدبلوماسي الحالي. ولدى البلاد فائض من الأفراد المتاحين بعد أن أجبر نحو 600 دبلوماسي روسي على مغادرة الدول الغربية بسبب ارتفاع حدة التوتر، ويرجع ذلك جزئيا إلى شكوك دول الاتحاد الأوروبي في قيامهم بالتجسس.
وخلال الاجتماعات مع رؤساء الدول والحكومات الأفريقية في المؤتمر، سعى بوتين إلى إثبات أنه ليس معزولاً دولياً.
وبعد مناشدات من أجل السلام في أوكرانيا في القمة، كرر بوتين، الجمعة، استعداده للتفاوض بشأن أوكرانيا. وقال: “لقد قلنا عدة مرات، لقد أبلغتهم رسميا، بأننا مستعدون لهذه المفاوضات”، مؤكداً أنه رغم ذلك، لم يكن لدى روسيا أي وسيلة لإجبار أي طرف على إجراء مثل هذه المحادثات .
ومن جانبه، انتقد المستشار السياسي للرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أسلوب التفاوض الروسي التقليدي. وقال إنه “من غير المنطقي” أن تتفاوض أوكرانيا حالياً مع روسيا.
وأضاف بودولياك في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إذا أرادت موسكو التفاوض فإن الطريق واضح، أولا الخروج من أوكرانيا، ثانيا تغيير النخبة السياسية، ثالثاً، الاعتراف بارتكاب جرائم الحرب، رابعاً تسليم من تسببوا في الحرب إلى المحكمة”.