انطلقت في الرياض اليوم أعمال النسخة الأولى من “الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024″، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية تحت شعار “من الالتزام إلى التأثير”.
ويشارك في الملتقى عدد من الوزراء ونخبة من الرؤساء التنفيذيين في القطاع الخاص والمختصين والخبراء الدوليين، وصنّاع القرار في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات على الصعيدين المحلي والدولي.
ورحب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالمشاركين في افتتاح أعمال الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية 2024م في نسخته الأولى، مبينا ان المملكة تهدف من خلال تنظيم هذا الملتقى بأن يكون مناسبة عالمية ومنصة للحوار في مجال المسؤولية الاجتماعية، من خلال مشاركة التجارب والرؤى ومناقشة التحديات وطرح الحلول والممكنات لتوسيع مشاركة القطاع الخاص في التنمية المستدامة.
واستعرض المهندس الراجحي، مراحل التطور التي مرت بها المسؤولية الاجتماعية وما وصلت إليه، والاتجاهات المتوقعة للمسؤولية الاجتماعية التي تركز على الممارسات المبتكرة والرقمنة المستدامة، والابتكار، والتوجه نحو تطوير ممكنات التحول الاستراتيجي للمسؤولية الاجتماعية للشركات من خلال استخدام التقنية والتدوير والاقتصاد الدائري، ودمجها مع العمليات اليومية للشركات واستخدام الطاقة المتجددة للمحافظة على استدامة الكوكب، وتنمية الإنسان، وتطوير المجتمعات بشكل متوازن مع بيئتها، وكيف أصبح للقطاع الخاص دورًا بالغ الأهمية في جعل العالم مكانًا أفضل اليوم.
وأكد ، أن إنجازات المملكة في المسؤولية الاجتماعية “قصة تحول وتمكين ملهمة”، حيث أولت المملكة اهتماماً بتمكين المسؤولية الاجتماعية ووضعها كهدف استراتيجي في رؤية المملكة 2030، يتمثل في “تعزيز قيام الشركات بمسؤوليتها الاجتماعية”، موضحا ان ذلك انعكس ذلك على تطوير ممكنات وأدوات التحول الاستراتيجي للمسؤولية الاجتماعية للشركات التي كان ابرزها تشكيل لجنة للمسؤولية الاجتماعية بقرار من مجلس الوزراء، وبناء استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية، وإطلاق المنصة الوطنية للمسؤولية الاجتماعية لقيادة التحول في الإفصاح عن المسؤولية الاجتماعية، وإعلان يوم 23 مارس من كل عام يومًا للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة، وإصدار دليل الشركات للمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى تحديد هوية وطنية مشتركة للمسؤولية الاجتماعية.
وبين المهندس الراجحي أن تلك الجهود انعكست على نمو نسبة مساهمات الشركات من إجمالي الإنفاق الاجتماعي من 19ر1 بالمئة في عام 2019 لتحقق 15ر4 في المئة بنهاية عام 2023 وارتفاع نسبة عدد الشركات الكبرى التي تقدم برامج ومبادرات للمسؤولية الاجتماعية من 30 بالمئة في عام 2019 إلى 65 في المئة بنهاية عام 2023.
وتسعى المملكة، من خلال المُلتقى، إلى تمكين صُنَّاع القرار في القطاع الخاص وممثلي الحكومات والمنظمات الإنمائية والخبراء في المسؤولية الاجتماعية والاستدامة من الحوار ومناقشة التحديات وفرص التنمية، وتحفيز الابتكار، والإسهام في تشكيل مستقبل المسؤولية الاجتماعية على المستوى العالمي.
ويأتي الملتقى الذي تنظمه الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالوزارة في إطار رؤية المملكة 2030، ووفق استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية من خلال النهـوض بالقطـاع التنمـوي فـي المملكـة، وبنـاء وتطويـر الشـراكات الاقتصادية التنمويــة للوصول إلــى مجتمــع حيــوي تشاركي، وضمن جهود المملكة لتعزيز دورها في المسؤولية الاجتماعية، ويعكس تصاعد مكانتها الدولية كأحد أكبر وأسرع الاقتصاديات العالمية نموًا.