وكالات – العربي
اتخذت الحكومة الهندية خطوة أسرع وأكثر جرأة لضمان الأمن الغذائي مع الإقتناع التام بأن الإبتكار في قطاع الزراعة امر بالغ الأهمية من اجل تحقيق الأمن الغذائي مستقبلاً حيث قامت بعثة آتال للإبتكار (AIM ) بالتعاون مع كل من مؤسسة (NITI Aayog ) وصندوق الأمم المتحدة للتنمية الرأسمالية (UNCDF ) بإطلاق ورقة بيضاء والتي تهدف إلى جعل الهند رائدة عالمياً في الإبتكارات الزراعية وكذلك توسيع هذه الإبتكارات إلى الدول أقل نمواً في آسيا وأفريقيا .
وقالت مؤسسة (NITI Aayog ) في بيان لها أصدرته مؤخراً مشيرة إلى أن الورقة البيضاء التي اعدت بعناية شديدة من قبل كل من بعثة آتال للإبتكار (AIM ) و مؤسسة (NITI Aayog ) وصندوق الأمم المتحدة للتنمية الرأسمالية (UNCDF ) تقدم خطوات عملية للتغلب على التحديات التي تواجهها الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية وتسهيل نموها على الصعيدين الوطني والدولي ” على حد قولهم . ووفقاً لمقال في مجلة ” Forbes India ” انه من المتوقع أن يتجاوز اقتصاد الأغذية الهندي ( الإستهلاك المحلي والتجارة الدولية) الذي يقدر حالياً حوالي 800 مليار دولار أمريكي إلى تريليون دولار خلال السنوات الثلاثة إلى الأربعة القادمة .
وفي الحقيقة أن الطبقة الأساسية للإقتصاد الغذائي هي ميزة الإنتاج الكبيرة للهند في الزراعة حيث يتم انتاج واستهلاك حوالي مليار طن من الغذاء سنوياً في الهند مع ذلك لا تزال حصة المزارع في الأسعار الإستهلاكية منخفضة وهي تتراوح ما بين 35% إلى 40% ( يقدر انتاج المزارعين للمنتجات الزراعية والغذائية عند الباب بنحو 300 مليار دولار إلى 350 مليار دولار) حيث يذهب الجزء الكبير من الإقتصاد الغذائي إلى المشاركين في سلسلة القيمة ما بعد الحصاد بما في ذلك المعالجين والموزعين والتجار والبائعين بالتجزئة .
ويلاحظ أنه غض النظر عن الحجم، تكمن أهمية الإقتصاد الغذائي في الهندي أنه يعتبر من القطاعات القليلة التي تربط ” بهارت” بالهند حيث يقوم اكثر من 150 مليون مزارع من حوالي 600 ألف قرية بإنتاج الغذاء لإطعام أكثر من 1.3 مليار للمستهلكين الهنود بالداخل ثم يقوم بتصدير الغذاء لبقية العالم بقيمة حوالي 50 مليار دولار أمريكي مع العلم أنه مع امتلاك الزراعة حصة 20% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للهند ( GDP )، وهي لا تزال المصدر الرئيسي لكسب العيش حوالي 800 مليون شخص في المناطق الريفية بحسب التقرير .
كما توضح الورقة البيضاء الملاحظات والتوصيات الهامة المطلوبة من أجل مواجهة التحديات القادمة في قطاع الزراعة وتعزيز الممارسات المستدامة التي تساعد المزارعين الصغار في الإقتصادات النامية ويعتقد أن الإبتكارات التكنولوجية في مجال الزراعة ستساعد على معالجة قضايا الأمن الغذائي والقصور وعدم كفاءة في سلسلة التوريد ومخاوف تغير المناخ.
وفي سياق متصل، صرح صامويل برافين كومار، الأمين المشترك في وزارة الزراعة ورعاية المزارعين الهندية ” بأن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية في الهند قد ظهرت كمغير لقواعد اللعبة في قطاع الزراعة وهي تقدم حولاً مبتكراً للتحديات الناشئة في الزراعة مثل تغير المناخ وتحسين الإنتاجية وما إلى ذلك” حيث تقول بعثة آتال للإبتكار (AIM ) وصندوق الأمم المتحدة للتنمية الرأسمالية (UNCDF ) “أن تحديات في مجال الزراعة كشفت الإمكانية الهائلة في السوق ونحن متحمسون لنرى ما يحمله المستقبل ” على حد اعتبارهم .
ومن جانب آخر، قال الدكتور/ شنتان فايشناف ، مدير بعثة آتال للإبتكار (AIM ) ” أن قطاع الزراعة مهم للغاية بالنسبة للأمن الغذائي وتعزيز كفاءة سلسلة التوريد والحد من آثار من تغير المناخ مضيفاً أن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية في الهند قدمت حلولاً كبيرة لتلك التحديات علماً أنه من خلال الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهي تهدف إلى تسهيل التواصل بين الحدود وتبادل المعرفة والإستثمارات لدعم الإبتكار عالية التأثير وجعل الممارسات الرزاعية فعالية ومستدامة للمزارعين الصغار في الإقتصادات النامية ونحن نتطلع إلى العمل مع شركائنا من اجل تحقيق هذه الرؤية ” على حد وصفه .
مع اعتبار أكثر من 70% من القوى العاملة الزراعية في الهند تتكون من المزارعين الصغار حيث ظهرت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجية الزراعية كحل للتحديات التي تواجهها المزارعون وتهدف بعثة آتال للإبتكار (AIM ) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية إلى خلق بيئة تعاون بين بلدان الجنوب مع الجنوب حتي يمكن للشركات الناشئة من آسيا وأفريقيا تبادل الأفكار وتوليد الفرص في بلدانهم.