Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“النصر على حافة المفترق” بقلم : د. طلال بن سليمان الحربي

عندما تمتلك فريقا مكونا من لاعبين ومدرب نظريا يكون الأقوى والأفضل، ولكن على أرض الواقع تكون النتائج مختلفة تماما عن التوقعات، فإنك أمام حالة ليست بجديدة على كرة القدم، والمنتصر فيها دائما من يتحلى بالصبر وطول النفس والدعم المعنوي، ولكن عنما تكون هنالك فترة من النتائج الرائعة والقوية، ثم تبدأ النتائج بالهبوط، فهذا مؤشر حقيقي على أن هنالك خللا لا بد من معالجته وعدم اتباع نظرية ترحيل الأزمات، سواء من فترة إلى فترة أو من إدارة إلى إدارة، ومن وجهة نظري فإن هذا هو الحال مع نادي النصر، الذي خلال الأعوام السابقة كان فريقا بحجم ما نعرفه عن النصر، بطولة دوري الموسم قبل الماضي، ندا عنيدا للهلال في الموسم الماضي، ولكن العودة ما بعد كورونا كانت تحمل العديد من علامات الاستفهام.

مباريات العودة ما بعد كورونا في الدوري النصر أضاع فرصة المنافسة المباشرة واكتفى بمشاهدة الهلال يمضي قدما نحو اللقب، وفي المشاركة الآسيوية الخروج غير المتوقع بالمباراة نصف النهائية، خسارة مباراة الجولة الأولى أمام الفتح، لا يمكن أن نهضم حق الفتح وأنه قدم مباراة رائعة جدا، ولكن بلسان إدارة الفتح التي قالت إن الفوز على النصر يعكس حقيقة مستوى الفتح، وهذه إشارة واضحة أن الفتح عرف أن النصر ليس في مستواه ولعب على هذا الأساس وحقق المطلوب الثلاث نقاط في الجولة الأولى، بينما النصر في قرار غريب جدا بعد الخسارة، رئيس النادي يمدد إجازة حمدالله لثلاثة أيام.

واضح جدا أن هنالك تخبطات ومشكلات في إدارة النادي، تصريحات مدير أعمال حمد الله حول رغبة اللاعب بالرحيل لعدم حصوله على مستحقاته، وهنا لا بد أن نعلم أن الكثير من اللاعبين الأجانب حين يدخلون الدوري السعودي أو الخليجي عموما هدفهم مادي بحت، وليس بالأمر السيئ، ولكن السيئ حين يعلم النادي ذلك ويسهل الأمور للاعب أثناء عملية التعاقد وهو يعلم أن الأمور المالية ستظهر لاحقا كمشكلة حقيقية توقف تقدم النادي، ولكن بالنسبة للنصر من وجهة نظري الخاصة أيضا، المشكلة ليست مادية وفقط، فكلنا نعلم أن هنالك داعمين للنادي قادرين على حل مشكلاته كلها، لكن المشكلة الحقيقية أن الفريق شكل وبني لتحقيق غاية واحدة فقط، وحين تتحقق هذه الغاية أو يصعب تحقيقها فإن الفريق يصبح من دون غاية وتبدأ مرحلة التخبط.

ما زلنا نتذكر سنين الضياع التي عاشها النصر، ونتذكر معها عودته إلى الأضواء وحصد الألقاب على المستوى المحلي، لكن اليوم نجد أن النصر يقف على أعتاب مرحلة حاسمة، مرحلة الاستقرار والثبات، أو مرحلة فقدان التوازن والمنافسة على منتصف تصنيف الجدول، واللعب على تحقيق الفوز على أندية الهلال والأهلي والاتحاد والشباب، وهذه مرحلة لا نتمناها أبدا، ولا نريدها، ليس فقط للنصر بل لكل الأندية، ولكن الحديث هنا عن النصر، نصر التاريخ والبطولات والإنجازات.

لا أعلم ما هو الحل المثالي لمشكلة النصر، وليس من الغريب أن يتمسك النادي بلاعب مثل حمد الله، ولكن حين يريد الانتقال أو لا يرغب في البقاء فإن عطاءه حتما سيكون أقل من عادي، فليرحل حمد الله فالنصر يجب أن يبقى كبيرا بمن حضر، والمحاولات التي يقوم بها رئيس النادي كما يشاع خلف الكواليس، لا بد وأن تتوقف فورا، وأن يظهر الرئيس أمام الجمهور النصراوي وأمام الرأي العام الرياضي، ويتحدث بكل شفافية ووضوح، فأن نعرف أسباب المشكلة وما يحدث لحلها من لسان رئيس النادي، أفضل بكثير من معرفتها من خلال نتائج المباريات.

Exit mobile version