بعد الفوز الأخير للمنتخب الأخضر على شقيقه الفلسطيني، وبنتيجة خمسة أهداف دون رد، شاهدنا فرحًا كثيرًا بهذه النتيجة، حقيقةً الفرحة مُستحقة، الفوز دائمًا جميل، النتيجة النهائية هو متصدر مجموعته الحالية بفارق نقطتين عن المنافس المنتخب الأوزبكي، ومتبقي له ثلاث مباريات، ويلزمنا التأهل كمتصدر للمجموعة إلى المرحلة الثانية مرحلة الحسم في التأهل المباشر لنهائي كأس العالم 2022 في الدوحة-قطر، ولكي نكون أكثر منطقية وتحليلنا أقرب إلى الدقة والواقع، فإن هنالك مشكلة حقيقية تواجه المنتخب الأخضر، وهي أنه لم يصل للمستوى الذي يجعلنا نطمئن على مسيرته نحو النهائيات.
كافة مباريات كرة القدم سواءً في الدوريات أو التصفيات لكافة البطولات العالمية أو القاريّة، والتي أتت بعد فترة الحظر والحجر جراء جائحة كورونا، كلها أتت بنوع ونمط مختلف عما كانت عليه قبل الجائحة، تقلبت النتائج وتغير الترتيب، وفقد العديد من الفرق حجم الزّخم الجماهيري أو ميزة اللعب أرضًا، وبالتالي فإن العودة بعد الجائحة لم تكن مستقرة، وإن كان هذا الأمر ينطبق واقعًا على الفرق الكبيرة وذات الإمكانيات العالية، فكيف تكون على فرق ضعيفة المستوى كالمنتخب الفلسطيني، الذي حقيقة ولظروفه الخاصة في الوطن الفلسطيني فهو من حيث الأرقام الأضعف على مستوى العالم، لكنه من حيث الإرادة والتصميم ذو همة عالية، ويكفي أن نعلم أننا تعادلنا معه في الذهاب.
فوز المنتخب على شقيقه الفلسطيني وبهذه النتيجة، أبدًا ليست مؤشر على صحة المنتخب وعافيته، وأبدًا ليست مؤشرات تطمئن وتؤكد جاهزية الفريق، ولا نريد أن تخدعنا الأهداف الخمسة، لأن المواجهات القادمة مفترضين بكل الأمل أننا سنستمر بالصدّارة، لن تكون مواجهات سهلة أبدًا، وهذا يقودنا إلى السؤال، هل منتخبنا يحتاج إلى الكثير من العمل؟ هل نحتاج إلى المزيد من فترة الأعداد؟ هل ينقصنا النجوم القادرون على تأمين الفوز وتحقيق النصر وقلب أي نتيجة في أي لحظة وفي أي وقت؟
ليس تقليلاً من نجوم المنتخب الحاليين، وليس انتقاصًا مما قدّموه، ولكنه مجرد تنويه وتنبيه، فمن جهة لدينا مشكلة حقيقية في التشكيلة الدفاعية، ورغم أن المواجهات السابقة لم تشكل اختبارًا حقيقيًا لها، ولكن بالمُجمل ومن نتائج فِرق اللعبيين في الدوري، فإن نظرية الدفاع الحديدي القوي ليست موجودة لدينا، والأمر نفسه ينطبق على منطقة العمليات في الوسط، وإن كان الهجوم لدينا يشكل نوعًا ما من التقدم بوجود الدوسري وصالح الشهري، لكن أبدًا لا يكفي لتحقيق الفوز وتأمين مسيرة التأهل.
ضغط الدوري كبير لدينا، وعوامل الإرهاق والإصابة تشكل تهديدًا حقيقيًا، وبالتالي نحن فعليًا في دائرة الخطر، نعم الوقت الآن لا يكفي لإجراء تعديل عام شامل، ونعم جائحة كورونا لم تكن أبدًا في الحُسبان، ولكن المسؤولية الآن على عاتق اتحاد كرة القدم والمسؤولين عن المنتخب، في تحديد ما إذا كانت الإدارة الفنية للمنتخب هي الأمثل حاليًا لقيادته تحت الضغوط وفي المواجهات الصعبة والحساسة مستقبلاً، مبروك الفوز بالخمسة، لكن لن نرفع عقال على نتيجة لم نكن لنقبل بأقل منها.
لست أشكك في الإدارة الفنية والمدرب، ولكني من خشيتي وخوفي أن نندم وقت لا ينفع الندم، لهذا ما أتمناه فعليًا هو أن يقوم الاتحاد بتأمين مباريات قوية جِدية تكشف لنا مواطن الضعف والخّلل، والأهم في هذه المباريات الوِّدية أن نجد الحل، وفق هذا كله علينا كإعلام أن لا نرفع مستوى سقف التوقعات ونُّهيج الجماهير ونشحنها، فجمهور الأخضر يعشق منتخبه ويسير خلفه أينما ذهب، ولكن الحقيقة هي دائمًا الأفضل والأنسب.