Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“المخاوف… وما أدراك ما المخاوف” بقلم : سعيد الحوسني

لكلٍ منّا مخاوفه، منها ما هو ثابت كرهبة المرتفعات، ومنها ما يُولد مع كل تجربة جديدة. فكم من مرة خفت من ركوب الطائرة، ومع ذلك تضطر إلى السفر لمسافات طويلة، تحلق بك الطائرة لساعات قد تتجاوز الأربع عشرة، متحديًا هذا الخوف بكل شجاعة.
وقِس على ذلك باقي المخاوف، فلكل إنسان رهبة ثابتة تسكنه، لكنه يتعامل معها بطريقته الخاصة.

وهناك نوع آخر من المخاوف… تلك التي تصاحب كل بداية: وظيفة جديدة، مشروع غير مألوف، أو حتى مرحلة مفصلية في حياتك.
تبدأ التوقعات بالتسلل إلى ذهنك، فتُرهقك بالسيناريوهات السلبية، وتُثقل عقلك بأسئلة “ماذا لو؟”. رغم أنك لست متأكدًا مما سيحدث، إلا أن الخوف يسيطر على تفاصيل تفكيرك.
لكن ما إن تتقدم خطوة، حتى تكتشف أن الأمر لم يكن بتلك الصعوبة. بل تجد نفسك تتجاوز الخوف بنتائج مشرقة، يصفق لك من حولك، ويرون فيك قدوة تُحتذى.

فلماذا إذًا نُطيل التفكير؟
نعم، هناك من يُفرط في التفكير ويُظهر قلقه، وهناك من يبدو هادئًا رغم وجود خوف دفين لا نراه إلا إذا اقتربنا منه وسألناه.

أنا شخصيًا أعاني من فوبيا المرتفعات. وها أنا الآن، أكتب هذه الكلمات وأنا جالس بجانب نافذة الطائرة، وهي تحلق على ارتفاع شاهق.
أحاول ألا أستمع لصوت الخوف في داخلي، فقررت أن أكتب… علّ الكتابة تُلهيني عما أشعر به. قد يبدو الأمر مضحكًا للبعض، لكنه خوف تعايشت معه، ولا أتجاوزه إلا حين تكون الحاجة ماسة، كالسفر.

أما المخاوف التي ترافق التحديات الجديدة، فقد علمتني خبرتي أنها تحتاج إلى:
• الكثير من التخطيط
• قليل من التفاؤل والأمل
• أن تكون محاطا بذوي الخبرة

عندما ننظر إلى مخاوفنا من زاوية إيجابية، نجد أنها تدفعنا لبذل جهد أكبر، والاستعداد بشكل أعمق، فتكون سببًا في جاهزيتنا وتألقنا.
ولا بأس أبدًا من أن نتجنب ما نعلم أنه يؤذينا، كالمخاوف الثابتة، ونواجه فقط ما يستحق المواجهة.

Exit mobile version