أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض عبدالعزيز الجارالله اليوم الخميس ضرورة توحيد مواقف الدول الإسلامية ومضاعفة جهودها من أجل استنهاض المسؤولية الدولية نحو وضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته.
جاء ذلك في كلمة وفد دولة الكويت في اجتماعات الدورة ال50 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أعمالها بوقت سابق اليوم في العاصمة الكاميرونية (ياوندي).
وأضاف الجارالله الذي يرأس وفد دولة الكويت في الاجتماع الوزاري أن اجتماع اليوم يأتي في وقت تواجه فيه الأمة الإسلامية العديد من التحديات الجسيمة أبرزها استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق وسط عجز المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته ووقوعه في فشل فاضح أمام أكبر اختبار للقيم والمبادئ.
وأكد ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وتأمين ممرات لوصول الفرق الطبية والمساعدات الإغاثية بصفة عاجلة للمحاصرين في قطاع غزة فضلا عن مساءلة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
وقال الجارالله إن القضية الفلسطينية ستبقى دائما وأبدا راسخة في الوجدان العربي والإسلامي مضيفا أن دولة الكويت حذرت مرارا من مغبة تهاون المجتمع الدولي في التصدي لانتهاكات القوة القائمة بالاحتلال لقرارات الشرعية الدولية ولمبادئ القانون الدولي.
وذكر أنه لا مجال بأن تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى حدود الرابع من يونيو لعام 1967 بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوب الأمة الإسلامية بأسرها.
وأكد التزام دولة الكويت بالوقوف مع السودان ودعم وحدته واستقراره وسلامة أراضيه لإدراكها أن استقرار السودان يمثل أهمية قصوى للمنطقة بأكملها.
وأشار الجارالله إلى إشادة دولة الكويت بما جاء في البيان الصادر عن مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان» وجهود الشركاء الدوليين والإقليميين في محادثات جنيف.
كما أشار إلى ترحيب دولة الكويت باتفاق فتح المعابر وتأمين الطرق لضمان إيصال المساعدات الإنسانية الدولية والالتزام بإعلان جدة الصادر في شهر مايو من العام الماضي.
وأكد الوقوف بجانب الشعب السوداني الشقيق من خلال الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية ضمن الجسر الجوي الكويتي الذي بلغ حوالي 22 طائرة محملة بمساعدات إنسانية وتحتوي على مواد غذائية وطبية ودوائية وإيوائية وسيارات إسعاف.
وأعرب الجارالله عن تقدير دولة الكويت للجهود المبذولة من قبل المنظمة والتي توجت بإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلان منتصف شهر مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة ظاهرة (الإسلاموفوبيا).
وأضاف أن هذا القرار يأتي كخطوة هامة نحو تعزيز الوعي ومحاربة التمييز والتحريض ضد الإسلام والمسلمين ومواجهة ما يتعرض له دين الاسلام الحنيف من حملات متعمدة تهدف إلى النيل منه ومن منهجه السمح ومبادئه الداعية إلى الاعتدال والسلام وقبول الآخر.
وقال الجارالله «نحن في أمس الحاجة اليوم إلى إعلاء مضامين منظمة التعاون الإسلامي في توحيد الصفوف وترتيب الأولويات ودفع آفاق التضامن لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية».
وأشار إلى تأكيد دولة الكويت في هذا السياق ودعمها لجميع الجهود الرامية لإصلاح عمل المنظمة وتحسين أدائها بما يؤهلها للاضطلاع بدورها ويعزز العمل الإسلامي المشترك ويحقق آمال وتطلعات الدول الأعضاء وشعوبها.
وأعرب الجارالله عن خالص التقدير وجزيل الشكر للكاميرون على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعن بالغ الامتنان للأمين العام للمنظمة حسين طه وكوادر المنظمة كافة على حسن التنظيم والاعداد.
كما أعرب عن صادق الدعوات بالتوفيق والنجاح لأعمال هذه الدورة ولكل ما من شأنه تعزيز روابط التعاون وأواصر التضامن في العالم الإسلامي.
وتبحث الدورة التي تختتم أعمالها غدا الجمعة تحت شعار (تطوير البنية التحتية للنقل والمواصلات في إطار منظمة التعاون الإسلامي: أداة رئيسية في مكافحة الفقر وانعدام الأمن) العديد من الموضوعات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والقضايا الثقافية والاجتماعية والمرأة والشباب وكبار السن والشؤون الإنسانية والمسائل الإعلامية والقانونية والتأسيسية والتنظيمية.