أعداد – نورة محمد خميس العريمية
مع ارتفاع استخدام الكمامات على نحو غير مسبوق منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، انتشرت في الآونة الأخيرة مشكلة رمي الكمامات بعد استخدامها في الأماكن العامة وخاصة على جانبي الشواطئ، مما يشكل خطرًا على صحة الإنسان باعتبارها وسيلة من وسائل انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) حيث أظهرت دراسات قدرة الفيروس على الصمود على بعض الأسطح لأيام عدة ما يعني أن الكمامات والقفازات المرمية تشكل خطرًا على أي شخص يلامسها، فضلاً على أنها تشكل تهديدًا على البيئة.
وفي هذا الصدد سلطت صحيفة العربي الضوء على مشكلة رمي الكمامات في الشواطئ والمنتزهات والشوارع وغيرها من الأماكن العامة، واستمعت لآراء مجموعة من المواطنين حول المشكلة واضعين مقترحات وحلول للتصدي لها.
وتحدث يحيى سالم خلفان المعشري عضو في فريق نظف عمان عن رأيه في هذا الشأن قائلاً: أن رمي المخلفات وتلويث البيئة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة من الظواهر التي تعكر صفو الأفراد والحكومات وتعكر استدامة الحياة البيئية والفطرية وتؤثر على الكائنات، أما المتسبب الرئيس فهو الإنسان نفسه؛ نتيجة إما قلة الثقافة أو عدم المسؤولية واللامبالاة وأستثني الأولى وهنا يختلف البعض في تعريف مثل هذه السلوكيات التي تقوض راحة الذين يرغبون في رؤية البيئة على طبيعتها، وقد بدأت المشكلة مع بداية الجائحة وبداية توفير الكمامات في الأسواق بشكلٍ واسع، ومسألة تفاقم المشكلة من عدمها يعتمد على بقاء الجائحة من انتهائها ويمكن حل هذه الإشكالية وغيرها من خلال فرض رقابة صارمة وتطبيق العقوبة والغرامات، أما فيما يتعلق بالتوعية فأي شيء بتصوري في الحياة بحاجة إلى تذكير وإعادة؛ لأننا نعيش مع ثقافات متنوعة من مختلف الأجناس والأقطار؛ فيها الفئات المتعلمة والغير متعلمة.
ويضيف المعشري: لا يمكن الجزم على أنَّها مشكلة مستقبلية بعينها؛ طالما وجدت الإجراءات وطالما تنوعت الثقافات فمع وجود المخالفين توجد العقوبات وهذا الأمر يسوقنا إلى أنه عندما تستند الدول أو الجهات المعنية للتوعية مشفوعة ببنود الجزاءات والعقوبات وتبرر ذلك من خلال وقائع ونماذج تم تجريمها؛ بذلك يمكننا القول أنَّ هناك رادع وهناك حديث بين القاطنين أنَّ من يقوم برمي المخلفات بأنواعها ومنها الكمامات جريمة يعاقب عليها القانون وعلينا أن نكون أكثر حرصًا للحفاظ على البيئة والصحة وتفادي العقوبات.
وتقول المواطنة فاطمة محمد ناصر الرواحية: في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة رمي النفايات بشكل كبير وخاصة عند ظهور جائحة فيروس كورونا مما تسبب بتلوث البيئة البرية والبحرية، ويعد الإنسان المتسبب الأساسي لهذه المشكلات نتيجة رمي المخلفات والكمامات في الأماكن العامة مما يسهم في انتشار الأمراض ويصبح الفرد أكثر عرضة للإصابة بالفيروس والبيئة للتلوث، ويستطيع الفرد أن يقي نفسه وعائلته باتباع الإرشادات والتعليمات في المرافق العامة ويكون أكثر وعيًا وحرصًا للاهتمام بالبيئة لتقليل المخاطر البيئية والصحية، ورمي الكمامات بعد استخدامها في الأماكن المخصصة لرمي النفايات ليقلل من فرصة إصابته بالفيروس.
ومن جانبها، تقول المواطنة سارة الكثيرية: البعض وخاصة فئة الشباب لا يتخلصون من الكمامات بالطرق الصحيحة والسليمة، ويقومون برميها على الأرض في الأماكن العامة وفي الشواطئ، مما يشكل خطرًا على صحة الفرد حيث تعد الكمامة أحد وسائل انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد بين الأفراد، وخاصة عمّال النظافة الذين يتعاملون مع هذه النفايات بشكل مباشر.
وترى مهرة عبدالله المرزوقية: أن المتسبب الرئيسي لرمي الكمامات هي فئة المراهقين تحديدًا وممكن أن يسهم في هذه المشكلة التربية، فنجد أن هؤلاء المراهقين منازلهم نظيفة ولكن في الخارج يرمون النفايات على الأرض دون التخلص منها؛ فالوالدين لم يغرسوا فيهم أن قيمة النظافة في كل مكان وكوننا مسلمين لا تقتصر النظافة على منازلنا فقط!.
في حين يرى حمد محمد العريمي: أن التربية ليست سبب رئيسي في تسبب المشكلة، فالمراهقين يتأثرون بتصرفات أصدقائهم كثيرًا، فمثلاً إذا رمى شخص منهم الكمامة في نهاية رحلتهم على الأرض ورمى الآخر نفسه، بينما تخلص الثالث من الكمامة في سلة المهملات ضحك عليه الآخرين، مما يجعله في المرات القادمة يرمي الكمامة معهم لكي لا يصبح شخص مختلف عنهم، فهنا الأصدقاء لهم دور كبير في التسبب بهذه المشكلة فلا يقتصر السبب على تربية الوالدين فقط.
وتقول المواطنة نعيمة يوسف سالم القلهاتية أن الكمامات تعد أحد التدابير الرئيسية لوقف انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح، ولكن بعدما فرضت بعض الدول ارتداء الكمامات على كافة الأفراد في الدولة حفاظًا على سلامتهم من تفشي الفيروس، انتشرت مشكلة إلقاء الكمامات والقفازات في الشوارع والمنتزهات والشواطئ بطريقة خاطئة، وهذا يدل على قلة الوعي الكافي لدى الأفراد، مضيفة أن بعض الكمامات مصنوعة من مواد غير قابلة للتحلل وتعد مصدر تلوث خطير على الحياة البحرية وقد تتفاقم مع الوقت، لذلك يجب اتخاذ إجراءات صارمة حيال هذا الأمر.
ومن جانبها ذكرت المواطنة فاطمة محمد خميس العريمية أن البعض يرمون الكمامات والقفازات في الشواطئ وفي الأماكن العامة والأحياء السكنية على الرغم من توعية اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) والمتطوعين في كيفية التخلص منها بطريقة صحية وسليمة، إلا أننا نجد الكثير ممن يرميها دون مبالاة حتى يومنا هذا على الرغم من مرور قرابة السنة على بدء الجائحة، فيجب اتخاذ إجراءات صارمة لهذه الفئة للتخلص الصحيح من الكمامات للحفاظ على عماننا نظيفة.
وحول الحلول المقترحة لتفادي هذه المشكلة يقول المعشري أن الطريقة المثالية للتخلص من الكمامات الملقاة من قِبل المخالفين هي التعامل معها على أنَّها من المخلفات الطبية وتوضع في أفران خاصة أو يتم التخلص منها بطريقة سليمة لا تضر بالبيئة أو الأفراد، وتوعية العاملين في البلديات أو المشرفين عليها على الطريقة الصحيحة للتخلص من هذه المخلفات؛ لأنها ناقلة للفيروسات والمرض.
ومن جانبها، تقول المواطنة راية علي حمد الراسبية: ستتفاقم المشكلة إذا لم نجد لها حل سريع، وممكن تكثيف وضع الحاويات في الأماكن العامة، وزيادة الوعي حول أهمية التخلص السليم من الكمامات في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كما يمكن طمر هذه المخلفات في اماكن مخصصة، واتخاذ إجراءات صارمة لتجنب تفاقم المشكلة وحلها بأسرع وقت.
ويرى المواطن محمد خميس محمد العريمي أنه يجب تكثيف حملات التوعية الإعلامية حول مدى خطورة رمي الكمامة على الشواطئ لتوعية المجتمع والمساهمة في التقليل من حدة المشكلة، مشيرًا إلى أن رمي الكمامات في الشواطئ والأماكن العامة تشوه المنظر العام وتقلل من جاذبية السياح للولاية.
ويشاركنا المواطن علي محمد خميس رأيه قائلا: لابد من اتخاذ تدابير صارمة مثل غرامة مالية أو تحرير مخالفة للأشخاص الذين يرمون الكمامات، مما قد يسهم بشكل كبير بالتزام الناس برميها في المكان المخصص ويقلل من خطورة المشكلة.
وتقول المواطنة أمل عبد الله باعلوي أن: هذه التصرفات غير أخلاقية وتسبب انتشار الأمراض وتلوث البيئة كما تسبب خطرًا على الحيوانات؛ لذلك اقترح بوضع سلة المهملات بألوان جاذبة وبفكرة احترافية قد تسهم في التوعية بالتخلص الصحيح بدلا من رميها على الأرض، فضلاً عن زيادة الحملات التوعوية حول هذه المشكلة في مواقع التواصل الاجتماعي.
في حين ترى المواطنة مرام محمد سالم العريمية أن التوعية كافية فالعديد من التعليمات نُشرت من قبل اللجنة العليا، أما بالنسبة للإجراءات فاقترحت أن تكون أكثر صرامة من الآن وحتى تتوقف وتنتهي المشكلة بشكل نهائي.