دعا مشاركون في مؤتمر بالقاهرة اليوم الاثنين، إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع في غزة وإلى الضغط على إسرائيل لفتح المعابر المؤدية إلى القطاع وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وتستضيف العاصمة المصرية مؤتمرا دوليا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة على المستوى الوزاري بمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين عن منظمات دولية وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في الافتتاح إن الدعوة لهذا المؤتمر جاءت مشتركة من مصر والأمم المتحدة بهدف: “تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية الراهنة في قطاع غزة، فضلا عن دعم جهود التعافي المبكر”.
وأضاف أن الهجوم المستمر على القطاع منذ أكثر من عام “خلف حجما هائلا وغير مسبوق من الدمار الذي يحتاج إلى عقود من الزمن لإصلاحه” مما يتطلب إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل فوري ومستدام وتنفيذ خطط للتعافي المبكر من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية من غذاء وماء ومأوى ورعاية صحية.
وتابع قائلا: “يشجع الداعون لهذا المؤتمر جميع الوفود المشاركة على الإعلان عن تقديم الدعم اللازم لأهل غزة، والإعلان عن تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ الفوري لإنقاذهم (السكان) من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها في القطاع، وبما يمهد الطريق أمام التعافي المبكر ثم إعادة الإعمار، حتى لا نخذلهم إنسانيا كما خذلناهم سياسيا”.
ودعا عبد العاطي المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها التي يحددها القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني “باعتبارها سلطة احتلال” مع الضغط عليها لفتح المعابر وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وأشار إلى أن مصر مستعدة لإدخال أعداد كبيرة من الشاحنات يوميا إلى قطاع غزة “بمجرد أن تسمح الظروف الميدانية اللازمة لضمان النفاذ الآمن للمساعدات، وتوفير المناخ الآمن لعمل وكالات الإغاثة”.
وتقدر السلطات الصحية في قطاع غزة عدد القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بأكثر من 44 ألفا إضافة إلى إصابة نحو 105 آلاف فلسطيني، مع نزوح نحو مليونين بناء على أوامر الإخلاء القسري.
وحذر وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا خلال كلمته أمام المؤتمر من خطورة ازدواجية المعايير على مصداقية المنظومة الدولية، وندد بمساعي إسرائيل لحظر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بما ينتهك القوانين الدولية.
من جانبها، أكدت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أن ما يصل إلى غزة من مساعدات “غير مستقر وغير مستدام، ولا يفي بالحاجات الملحة على الإطلاق”.
وقالت إن المجاعة أصبحت: “أمرا محققا الآن، فغزة بها أعلى نسبة أطفال يعانون من سوء التغذية في العالم… كثيرون يفقدون أطرافهم ويخضعون لعمليات جراحية دون تخدير، وهذه كلها انتهاكات وفق القانون الدولي”.
ونددت بمقتل أكثر من 215 من العاملين لدى الأونروا خلال الحرب.
وبجانب الوفود الرسمية المشاركة من دول عربية وغربية، يشارك في المؤتمر ممثلون عن منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.