بعد مرور إحدى وعشرون عاما تقريبا من إطلاق مشروع الدمج ،ذلك المشروع الذي أطلقته وزارة الشؤون الرياضية ( آنذاك) بهدف الإرتقاء بالأندية وجعلها أندية مثالية ذات بنى أساسية ومقومات رئيسية ومنشئات متنوعة تخدم شريحة من المجتمع وفق الموقع الجغرافي لتلك الأندية .
وشهدت التجربة ميلاد سبع تجارب لعدد من الأندية في محافظات وولايات مختلفة بالسلطنة ، ففي مسقط تم إعلان دمج النادي الأهلي مع نادي سداب تحت مسمى أهلي سداب وكذلك البستان وروي إلى مسمى مسقط رغم أن (البستان) جاء نتيجة دمج ناديا مطرح والنهضة.
وفي الداخلية إندمج نزوى وبركة الموز تحت مسمى نزوى وأدم ومنح تحت مسمى البشائر ، وفي شمال الشرقية تم دمج إبراء والمضيرب تحت مسمى الإتفاق ،وفي شمال الباطنة إندمج ناديا شناص ولوى بمسمى السلام وفي محافظة البريمي تم دمج محضة والبريمي بمسمى النهضة.
هذه التجارب السبع عاشت تباين في الإستقرار ،وتباين بين الإستفادة من الدمج أو التضرر منه ، فكان من المفترض أن تستفيد الأندية من الدعم السنوي المضاعف ومن المرافق وحتى من إستثمار الأراضي التي منحت
كمكرمات في السابق أو إستثمار مباني الناديبن، وهذا للاسف مالم يحدث عند معظمها .
خلال العقدين الماضيين، مضت بعض تلك التجارب بهدوء دون أن يعكرها عاكر ،بينما بعضها عاشت وضع في غاية النفور والشد والجذب ،وظهر ذلك جليا خلال إجتماعات الجمعيات العمومية وما تشهده من مشاحنات تستمر إلى الصباح الباكر دون التوصل إلى إتفاق ،حيث إنعكس ذلك على مسيرة النادي وعدم إستقراره ،إضف إلى ذلك عزوف الأعضاء وهروب الداعمين الذين لم يؤيدوا الدمج وإختفاء إسم الولاية.
الدمج وصفه أحد الذين عملوا في هذا المشروع ،بأن الفكرة جيدة جدا ،لكن للأسف لم تنفذ بالطريقة المثلى المرسومة لها ولم تجد الدعم الكافي لإنجاحها ،فتفاقمت المشاكل في عدد من الأندية المندمجة ووصلت لحد الخصومة بين المنسبين .
لذلك أعطت تلك النماذج مؤشرات لعدم نجاح التجربة ،خصوصا وأن تلك الأندية طالبت بفك الدمج في السنوات الأولى من إطلاقه، إلا أن (وزارة الشؤون الرياضية) متبنية الفكرة راهنت على نجاح الفكرة ، وإن مابحدث مجرد سحابة صيف ستمر سريعة، لكن للأسف السحابة لم تمر وأحدثت تلفا كبيرا صعب إصلاحه.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت مطالبات فك الدمج على السطح مجددا ، يقابلها قبول من قبل الجهات المعنية التي طرحته على الجهات الاستشارية في البلاد لتتدارسه ثم ترفع توصياتها إلى مجلس الوزراء الموقر ،حيث ظهرت بوادر أمل إستبشرت بها جماهير الأندية الدافعة بقوة للإنفصال وفك الدمج ، وتسارعت الخطوات في الفترة الأخيرة بعد أن طالبت وزارة الثقافة والرياضة والشباب من الجمعيات العمومية للأندية الراغبة في فك الدمج بأن تأخذ رأي الجمعية أولا بالموافقة ، وكذلك التفاهم على توزيع أصول النادي وإنهاء المديونية بالتساوي ، وستحصل الأندية على نصف الدعم المقدم للأندية، وألزمت بالمشاركة في لعبة جماعية ولعبتين فرديتين كحد أدنى، وهي شروط وافقت عليها الأندية دون تردد .
خلاصة القول،أن فك الدمج إقترب أن يكون واقعا وعودة أسماء أندية عريقة إلى الواجهة مجددا بات وشيكا، أما مشروع الدمج نجح أو فشل ،فالجواب.. بعض التجارب نجحت لكنها لم تحقق الهدف المنشود لدمجها ، والبعض الأخر لم ينجح لعدم وجود إستقرار داخلي .