Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

العمال الكوردستاني يسلم تركيا ضابطَي استخبارات محتجزان منذ 2017

سلم مقاتلو حزب العمال الكوردستاني، مؤخراً، إلى السلطات التركية ضابطَي استخبارات كانا محتجزين لدى الحزب منذ عام 2017، في خطوة وصفت بأنها بادرة “بناء ثقة”، بحسب تقرير نشره “المونيتور”، اليوم الاثنين.

ووفق الموقع الإخباري الأمريكي، فإن الضابطين، وهما أيدين غونيل وإرهان بيكجيتين، كانا قد اختُطفا في منطقة دوكان بمحافظة السليمانية في إقليم كوردستان، وهي منطقة تخضع لسيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني المقرّب من حزب العمال الكوردستاني، وكان يُشتبه بأنهما كانا يشرفان على شبكة تجسس تستهدف قيادات من الحزب، بينهم جميل بايك، أحد أبرز قادته.

وبحسب ما أكدته مصادر كوردية للموقع، توفي أحد الضابطين، أيدين غونيل، خلال فترة احتجازه بسبب المرض، وتم تسليم جثمانه إلى الجانب التركي، فيما أعيد الآخر إلى أنقرة.

ويأتي هذا التطور في ظل سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إحياء مسار تسوية مع الزعيم الكوردي المسجون عبد الله أوجلان، في محاولة لإقناع حزب الشعوب الديمقراطي، بدعم مساعيه لتمديد فترة رئاسته بعد 2028، رغم القيود الدستورية التي تمنعه من الترشح لولاية ثالثة.

لكن مراقبين، مثل شركة “تينيو” للاستشارات السياسية في لندن، حذروا من أن هدف هذه العملية قد لا يكون تسوية شاملة بقدر ما هو مناورة سياسية من أردوغان لتعزيز نفوذه البرلماني وتقويض خصومه، خصوصًا حزب الشعب الجمهوري.

في سياق موازٍ، تستعد لجنة برلمانية مؤلفة من 51 نائبًا، تضم ممثلين عن حزب العدالة والتنمية وحلفائه القوميين إلى جانب المعارضة، لعقد أول اجتماع لها هذا الأسبوع لوضع خارطة طريق لما تسميه الحكومة “تركيا خالية من الإرهاب”.

وتُطالب المعارضة بأن تركز اللجنة على الإصلاحات الديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم صلاح الدين دميرتاش وأكرم إمام أوغلو، في حين يتوقع أن تتناول أعمال اللجنة مصير آلاف المقاتلين الكورد المتمركزين في جبال إقليم كوردستان، مع احتمال منح بعضهم عفوًا عامًا أو نقلهم إلى دول أخرى.

نجاح هذه الجهود، وفق التقرير، يبقى مشروطًا أيضًا بمصير المسار التفاوضي المتعثر بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في ظل مطالب أنقرة ودمشق بحل نواة القوات المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني، واندماج المقاتلين الكورد ضمن الجيش السوري الجديد كأفراد لا ككيان منظم.

وكان من المقرر عقد اجتماع في باريس منتصف تموز/ يوليو بين قائد (قسد) مظلوم عبدي ووزير الخارجية السوري أسعد الشباني، برعاية أمريكية وفرنسية، إلا أن دمشق ألغته بسبب عدم استعداد (قسد) لتقديم تنازلات مسبقة.

وتبذل واشنطن وباريس جهودًا دبلوماسية لإحياء هذا المسار، إلا أن التوترات الأخيرة بين الجانبين، خاصة في منطقة منبج وسد تشرين، تهدد بإجهاضه مبكرًا.

وكان عشرات المقاتلين من حزب العمال الكوردستاني، أقدموا الشهر الماضي، على إضرام النيران بأسلحتهم في كهف “جاسنة” بين قضاء دوكان ومدينة السليمانية في إقليم كوردستان كخطوة اولية نحو نزع سلاح الحزب، وإنهاء العمليات العسكرية، والتوجه نحو العمل السياسي في تركيا.

وأعلن حزب العمال في 12 أيار/ مايو الماضي حلّ نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من التمرّد ضد الدولة التركية خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.

وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان في شباط/ فبراير الماضي من سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول، حثّ فيها مقاتليه على إلقاء السلاح وحلّ الحزب.

Exit mobile version