Site icon صحيفة العربي الإلكترونية

“الطفولة المسروقة وصوت الألم الذي لا يكف عن الأنين” بقلم: عصماء بنت محمد الكحالية

وجع لا يسكن…
في زاوية من إحدى زوايا هذا العالم المثقل بالحروب والخراب، تنزف فلسطين.
قضية ما زالت شاهدة على عجز العالم، وجرح نازف في قلب الإنسانية.
نحن هنا وفي مكان بعيد لكن قلوبنا تختنق، وأيدينا مكبّلة بالعجز.
ونحسّ بكل جرح يُفتح هناك، بكل دمعة تسقط على خدّ طفل لا يعرف من الحياة إلا الحصار والجوع والتشريد.

الألم الذي لا يُحتمل
يتفطر القلب حين نرى أطفال فلسطين يسيرون بين ركام بيوتهم، يطاردون أمانًا مفقودًا، ويبحثون عن لقمة تسد رمقهم.
المجاعة، التشريد، والضياع… ثلاثية الموت البطيء التي تطاردهم بلا رحمة.

فمتى يستعيد أطفال غزة والقدس حقهم البسيط في الحياة؟
متى يعود الضحك إلى الساحات بدل أصوات الانفجارات؟
متى تُشَم رائحة الخبز لا رائحة البارود؟
متى يُدفنون في بطانيات الدفء والأمان بدلاً من أن تُدفن طفولتهم تحت الأنقاض؟

أية طفولة تلك؟
ماذا سيحمل أطفال فلسطين معهم من ذكريات؟
أصوات القصف بدلاً من ضحكات الأراجيح؟
رائحة الدخان بدلاً من عبق حقول الزيتون؟
مشهد الخيام الممزّقة بدلاً من دفء البيوت الآمنة؟
طفولتهم المسروقة ليست لحظة، بل ندبة في أرواحهم:
رُهاب الأصوات العالية: لأن القصف كان رفيقهم.
اضطرابات القلق والخوف: لأن الأمان كان مجرد حلم.
الانطواء أو العدوانية: لأن البيئة من حولهم كانت معركة يومية للبقاء.
المجاعة تفتك بهم بطونهم تقرقر خاوية، وطفولتهم معذبة ضائعة
لكل طفلٍ حقٌ في الحياة
وحق أطفال فلسطين لا يسقط بالتقادم:
أن يحلم، أن يعيش، أن يبني، أن يحمل قلمًا لا حجرًا، وكتابًا لا خوفًا.
فلسطين ليست مجرد رقعة على خارطة العالم، بل روح تُجلد كل يوم تحت سمع العالم وبصره.

لنشحذ أقلامنا للدفاع عن الحق وإرساء دعائم العدل ليس في فلسطين فقط ؛ بل في كل أصقاع الأرض ، من أجل أن يعم السلام ويحيا أطفال العالم في أمن وٱمان
فلنحمل الرسالة، ونكون صدى صوت الحق في فلسطين وفي كل مكان، حتى لا يغرق العالم في الظلام ونحيا جميعا في طمأنينة وسلام.

“سلامًا على أطفالٍ شتّتتهم الحرب،
وسلامٌ على أرضٍ أكلت الغربة قلبها،
وسلامٌ على فلسطين…

Exit mobile version