إن الطلاق ظاهرة خطيرة ولكن الأخطر منها أن ينفصل الزوجان وهما لا يُحافظان على الحد الأدنى من الاحترام وكأن الطلاق أصبح نقطة بداية للعداوة والانتقام.
إن الحياة لا تتوقف بمجرد انفصال الزوجان قال تعالى: “وإن يتفرقا يغني الله كلًا من سعته” فما بالنا اليوم نشاهد بعض الآباءً قد قست قلوبهم وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة، جعلوا من أولادهم وسائل انتقام وما جعل الطلاق إلى لنهاية علاقة تعيسة غير مستقرة وغير صالحة للاستمرار وعند استحالة العشرة بين أزواج كرها الحياة معًا وفي نفس الوقت هو قرار يصل إليه طرفان راشدان بذلا كل جهدهما لمحاولة تجنبه وبعد محاولات عديدة لتجنب انهيار كيان وهدم أسرة وتشتيت أطفال ولكن وآه من كلمة لكن عندما يبدأ الصراع العنيف على من اختارهم حظهم العاثر ضحية لأقرب الناس لهم فأوقعوا عليهم ظلمًا وفرضوا عليهم أزمات فتكت بطفولتهم وبراءتهم بلا رحمة بعد أن تم استخدام هؤلاء الضحايا كدروع بشرية تخفي ورائها مرارة التجربة ورغبة في الانتقام وتصفية الحسابات انتقامًا وإذلالاً للطرف الآخر فيعاني الأبناء من الضغوط الاجتماعية والمادية والعاطفية وتتعدد المشكلات النفسية والصحية والمظاهر السلبية التي يعانون منها، بدءًا من الخوف الزائد وانتهاءً بالتمرد والعنف والسلبية والإنطوائية والهروب والإنحراف وغيرها نعم إن الضحية الوحيدة الخاسرة في قضايا الطلاق وفي الحرب الدائرة بين الأم والأب هم الأطفال… وما نراه من صور سيئة هو إفراز طبيعي لما استجد على بعض الأسر من سلبيات، فالطفل تائه لا يعلم متى تنتهي هذه الحرب ومتى ينعم بالأمن ويشعر بالحب والاستقرار فهو قد دُمر مرتان، مرة عندما كانت تشتعل الحروب داخل المنزل ووقع بعدها الطلاق ومرة ثانية عندما سيدفع الثمن طوال حياته القادمة المتمثلة في حياة ما بعد الطلاق، على الآباء أن يدركوا بأن مسؤليتهم مضاعفة بعد الطلاق وعليهم تكثيف اهتمامهم ورعايتهم على أن تكون خطواتهم مدروسة بعناية وباتفاق متبادل مع مراعاة عدم تعريض آبنائهم إلى مواقف صعبة أو اجبارهم على اتخاذ قرارات أكبر من أعمارهم ولا أن نُلقي اللوم عليهم ونوبخهم وبأنهم السبب لما وصلت إليه العلاقة أو أن كل ما يقوم به الآباء يُعتبر تضحية من أجلهم ولا يصح أن نضعهم في موقف مؤلم ونخيرهم بين الحياة مع الأب أو مع الأم وعلينا تركهم ليعبروا عن مشاعرهم وأحاسيسهم من غضب وحزن وخوف ومناقشتهم وإقناعهم بأن الطلاق ليس له دخل بهم وأنه لن يؤثر على سير حياتهم على أن يتم الإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم بمنتهى الصراحة والوضوح وبدون إظهار أي نوع من أنواع العداء وتوجيه الإتهامات للطرف الأخر حتى يتقبلوا الوضع الجديد ويتعايشوا معه.
همس الأزاهير …
أرجوكم أفيقوا من غفلتكم أيها الآباء واتقوا الله الذي حذرنا من العقوق فماذا عن عقوق الآباء للأبناء، أرجوكم قبل أن تصلوا إلى هذه المرحلة أنظروا ماذا قدمتم وبماذا ضحيتم وكيف ربيتم وما زرعتم في نفوس أطفالكم.