مسقط – العربي
خصصت السلطنة ممثلة بوزارة الصحة شهر سبتمبر شهرًا وطنيًا توعويًا سنويًا لسلامة المرضى في السلطنة تتخلله عدد من البرامج والأنشطة تستهدف جميع العامليين الصحيين وأفراد المجتمع.
وتعد السلطنة من الدول المتقدمة في مجال سلامة المرضى وتعمل دائمًا على تطوير المعايير والممارسات المتعلقة بهذا الشأن.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة قمراء بنت سعيد السريرية المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة: إن السلطنة ممثلة بالوزارة ستشارك دول العالم الاحتفال باليوم الوطني الرابع والعالمي الثالث لسلامة المرضى لهذا العام 2021 م الذي يصادف السابع عشر من شهر سبتمبر من كل عام والذي يأتي تحت شعار ” الرعاية الآمنة للأم والوليد “.
وأضافت أن الاحتفال بهذا اليوم في السلطنة يأتي لإبراز المنجزات الوطنية التي تحققت في مجال سلامة المرضى وتبادل المعارف ومشاركة الأفضل منها وعرضها على الخبراء المحليين والدوليين بغرض الارتقاء بعمل المنظومة الصحية وزيادة الوعي في هذا الجانب.
وأشارت إلى أن تدشين اليوم العالمي لسلامة المرضى من قبل منظمة الصحة العالمية في عام 2019 م جاء لتعزيز الفهم العالمي لمنظور سلامة المرضى وزيادة إشراك المجتمع في الرعاية الصحية المأمونة، والحد من الأضرار التي قد تلحق بهم .
وذكرت أن تخصيص يوم وطني لسلامة المرضى تم عام 2018م، حيث كانت السلطنة صاحبة السبق بتقديم هذا المقترح أثناء القمة الوزارية لسلامة المرضى في عام 2016 م في المملكة المتحدة، ونظرًا لما تتمتع به السلطنة من ثقة المؤسسات العالمية وخاصة منظمة الصحة العالمية، فقد تم تقديم مقترح أن تتبنى السلطنة تدشين مبادرة يوم لسلامة المرضى لدول شرق المتوسط الذي أقرته منظمة الصحة العالمية خلال اجتماعها في جنيف مايو 2019م وهو ما يجسد التزام المديرية العامة لمركز ضمان الجودة بالقيام بمسؤولياتها للمشاركة في تطوير منظومة الخدمات الصحية بما يتفق مع الرؤية المستقبلية لجعل السلطنة ذات مكانة طبية عالميًا وبالمكانة العلمية لأبنائها من مقدمي الرعاية الصحية.
وأفادت أن السلطنة بدأت في نهاية عام 2015 بتطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة لسلامة المرضى تجسيدًا للجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة والمؤسسات الصحية الأخرى في تطوير المنظومة الصحية والاهتمام بجودة الخدمات الطبية المقدمة وضوابط سلامة المرضى.
ووضحت أن الوزارة تسعى إلى تطبيق هذه المبادرة في جميع مستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة ضمن الخطة الخمسية الصحية التنموية، وقد أنهت 10 مستشفيات حكومية من تطبيق المبادرة ( خولة – نزوى الرستاق – صحار – عبري – صور -سناو – خصب إبراء – البريمي ) وتم تقييمها من قبل منظمة الصحة العالمية.
وذكرت أن 3 من المستشفيات الخاصة أنهت تطبيق المبادرة ( ستار كير – الموالح / بدر السماء – روي / الرفاعة- الغبرة ) ، وتم تقييمها من قبل منظمة الصحة العالمية مشيرة إلى أنه تم تدشين المبادرة في 6 من المستشفيات الحكومية ( السلطان قابوس النهضة -المسرة – مصيرة – جعلان بني بو علي – جعلان بني بو حسن ) ، وتم تقييمها من قبل طاقم العمل بمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة موضحة أن التقييم النهائي لمستشفيي النهضة والسلطان قابوس سيكون في الربع الأخير من 2021 .
وأضافت أن المبادرة دشنت في 7 من المستشفيات الخاصة ( الحياة – مسقط الخاص- كيمز- خط الحياة صحار- برجيل – الخليج – ابولو ) ، وقد تم تدريب طاقم العمل على كيفية تطبيق المبادرة ضمن المعايير الدولية لسلامة المرضى.
وأكدت المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة أن الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لمركز ضمان الجودة تسعى جاهدة لنشر الوعي حول مفهوم سلامة المرضى وكيفية استخدام المعايير العالمية لتحقيق هذا المفهوم وتطبيق كل السبل المؤدية لاستمراريته تماشيًا مع متطلبات أنظمة ضمان وضبط الجودة لتكون رؤية مركز ضمان الجودة مرجعًا وطنيًا ذا مستوى عالمي في مجال جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى.
واعتبرت أن سلامة المرضى تعد الركيزة الأساس لبناء منظومة صحية فاعلة، مبينة أن الهدف الأسمى للرعاية الصحية هو تقديم الخدمة الطبية المتكاملة، وسلامة المرضى مسألة جدية من مسائل الصحة العمومية على نطاق العالم، وهناك اعتراف متزايد بأن سلامة المرضى ونوعية رعايتهم تشكلان بعدًا بالغ الأهمية من أبعاد التغطية الصحية الشاملة.
ولفتت إلى أن نتيجة تلك الجهود التي بذلت والتي ما زالت مستمرة في مجال الجودة وسلامة المرضى؛ فقد حققت السلطنة العديد من الإنجازات منها حصول وزارة الصحة عام 2017م على الجائزة الماسية الدولية للتميز في الجودة من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة في حفل أقيم بمدينة فيينا النمساوية بحضور ممثلي 54 مؤسسة من 43 دولة حول العالم وحققت وزارة الصحة في عام 2018م إنجازًا رياديًا على مستوى العالم بحصولها على جائزة أفضل قيادة في الجودة ( الفئة البلاتينية ) التي تمنحها المؤسسة الأوروبية لبحوث الجودة تقديرًا للجهد الدؤوب للرقي بجودة الخدمات الصحية المقدمة في السلطنة.
وأضافت أن وزارة الصحة شاركت عام 2018 م في تجربة السلطنة لتطبيق مبادرة منظمة الصحة العالمية للمستشفيات المراعية لسلامة المرضى وأثرها الإيجابي والفعال في تحسين جودة الخدمات الصحية في مختلف المستشفيات في السلطنة ، وفازت بجائزة أفضل ملصق علمي في المؤتمر العالمي للمستشفيات والذي عقد في مدينة بريزبين في أستراليا.
واستطردت بالقول : ” مركز ضمان الجودة شارك أيضا في وضع خطة العمل العالمية لسلامة المرضى 2021 – 2030 التي دشنتها منظمة الصحة العالمية مؤخرًا في أغسطس 2021 حيث شاركت السلطنة من ضمن 45 دول أخرى في وضع هذه الخطة الدولية المهمة التي تؤكد على التزام المركز بتطبيق منظومة سلامة المرضى على المستوى المحلي والاقليمي والدولي .
وقالت إن المديرية العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة لدينا أول نظام إلكتروني للإبلاغ عن الحوادث الطبية الضائرة ( نظام أمان ) مرتبط بشبكة الشفاء في جميع المؤسسات الصحية بالوزارة .
أكدت أن نظام تسجيل الأحداث الضائرة والتعلم منها ( أمان ) يعد الخطوة الأحدث ضمن جهود تسجيل ومعالجة الإبلاغ عن الحوادث والتي تقوم بمتابعتها ومعالجتها المديرية العامة لمركز ضمان الجودة بالتعاون مع المديريات والمؤسسات الصحية المعنية في إطار عمليات الوقاية من تكرار حدوثها بما يضمن كفاءة علاجية أفضل في بيئة أكثر أمانًا للمراجعين والعاملين الصحيين بالمؤسسات الصحية في السلطنة.
وأضافت أن المديرية العامة لمركز ضمان الجودة أصدرت عدة سياسات وطنية للإسهام في رفع مستوى الجودة وسلامة المرضى تتمثل في سياسة التوثيق وسياسة مراجعة الإدارة العليا وسياسة إجراء الجراحة الأمنة وسياسة الموافقة على الإجراءات الطبية وسياسية تحديد هوية المري إضافة إلى سياسة الجولة التفقدية للقادة وسياسة وإجراءات التبليغ عن الأحداث الضائرة والخافرة والتعلم منها والدليل الإرشادي لإدارة المخاطر، وسياسة وإجراءات رفض الاعتداء على العامليين الصحيين وقياس رضا الموظفين والمراجعين .
وبينت أن رؤية وزارة الصحة ترتكز على ” تطوير نظام متكامل للرعاية الصحية يقدم خدمات صحية عالية الجودة وفق أفضل المعايير العالمية ” تماشيًا مع متطلبات أنظمة ضمان وضبط الجودة وتعتبر الجودة وأمان الخدمات الصحية أساسًا في تطوير النظام الصحي.
ووضحت أن رؤية المركز تتمثل في أن تكون السلطنة مرجعًا وطنيا ذا مستوى عالمي في مجال جودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى مؤكدة التزام المركز في القيام بمسؤولياته المهنية للمشاركة في تطوير منظومة الخدمات الصحية بما يتفق مع الرؤية المستقبلية لجعل السلطنة ذات مكانة طبية عالميًا وبالمكانة العلمية لأبنائها من مقدمي الرعاية الصحي وحرصًا وتماشيًا مع رؤية غمان 2040 في تجويد الخدمات الحكومية الوزارية المقدمة تحقيقًا لنظام صحي رائد بمعايير عالمية يتسم بالشفافية والجودة .
وأشارت إلى أن الهدف الاسترتيجي الخامس للبرنامج الاستراتيجي لقطاع الصحة في الخطة التنفيذية لرؤية عمان 2040 لقطاع الصحة المتعلق بأنظمة وخدمات طبية تقنية ورعاية صحية وقائية وعلاجية ذات جودة عالية بجميع مستوياتها يرتبط بشكل أساسي في تعزيز ثقافة جودة الرعاية وسلامة المرضى ومقدمي الخدمة بجميع مؤسسات الرعاية الصحية.
وأكدت أن اختيار السلطنة في الربع الأخير من عام 2018 كمركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية في مجال الجودة وسلامة المرضى يعد تكريمًا للتقدم الكبير الذي أحرزته السلطنة خلال السنوات العشر الماضية في مجال الجودة وسلامة المرضى واستمرار التعاون مع منظمة الصحة العالمية من خلال المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، مشيرة إلى أن المركز يعتبر المقر الرئيسي لإعداد وتنفيذ أدوات سلامة المرضى مثل الجراحة المأمونة لإنقاذ الحياة ومكافحة العدوى وإشراك المرضى وتمكينهم من أجل سلامة المرضى ونظم الإبلاغ عن الحوادث الطبية والتعلم منها من أجل رعاية مأمونة.
وأعربت الدكتورة قمراء بنت سعيد السريرية المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة عن شكرها لخط الدفاع الأول من الكوادر الطبية والطبية المساعدة والإداريين والفنيين العامليين في كافة المؤسسات الصحية في السلطنة لما قدموه وما زالوا يقدمونه لمواجهة جائحة كورونا كوفيد 19 .