كشفت منظمة الصحة العالمية أن القدرات المحدودة تقف وراء انخفاض إجراء فحوص مرض جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها من الدول الإفريقية.
وأوضحت الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقاريرها عن تفشي مرض جدري القردة أو “إمبوكس” أن معدل الوفيات بسبب جدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2024 كان 0,5 بالمئة من بين الإصابات المؤكدة، أو 25 وفاة من 5,160 إصابة، و3,3 بالمئة من بين الإصابات المشتبه بها، سواء التي تم اختبارها أو لم يتم اختبارها، أو 717 وفاة من بين 21,835 حالة.
وذكرت المنظمة أنه “بسبب محدودية إجراء فحوص مخبرية في المناطق النائية، تم فحص نحو 40 بالمئة فقط من جميع الحالات المشتبه بها عام 2024 مقابل 9 بالمئة عام 2023، وجاءت نتيجة نحو 55 بالمئة من الاختبارات إيجابية”، بحسب فرانس برس.
وأوضحت المنظمة أن الدول الثلاث التي أبلغت عن أكبر عدد من الإصابات حتى الثامن من سبتمبر هذا العام كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية، تليها بوروندي (1489 حالة مشتبه بها ولا وفيات)، ونيجيريا (935 حالة مشتبه بها ولا وفيات)، لافتة أن هناك سلالتين من فيروس جدري القردة، وكلتاهما تتفرعان إلى سلالتين فرعيتين أ و ب.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن السلالتين وفرعيهما انتشرت في مناطق جغرافية مختلفة وأثرت على مجموعات سكانية مختلفة، وبالتالي كانت هناك حاجة لاستجابات “خاصة” للتفشي يتم تكييفها محلياً.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ دولية بشأن فيروس جدري القردة في 14 أغسطس، على خلفية قلقها من زيادة الإصابات بسلالة “1ب” الجديدة في الكونغو الديمقراطية.
وتم اكتشاف سلالة “1ب” بشكل رئيسي في مقاطعتي جنوب كيفو وشمال كيفو، مع إصابات إضافية في مقاطعة كينشاسا العاصمة، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن انتشار هذه السلالة “قد يكون أوسع مما هو معروف حالياً”.
واكتُشفت إصابات بسلالة “1ب” أيضاً في بوروندي ورواندا وأوغندا وكينيا المجاورة للكونغو الديمقراطية، إضافة إلى حالة واحدة في السويد وأخرى في تايلاند.
وفي ما يتعلق باللقاحات، قالت المنظمة إنه تم التعهد بتقديم أكثر من 3,6 مليون جرعة للاستجابة العالمية، منها 620 ألف جرعة من لقاح “أم في آيه- بي أن” تعهدت بتوفيرها دول أوروبية والولايات المتحدة والشركة المصنعة للقاح “بافاريان نورديك”.
وفي الوقت نفسه، تعهدت اليابان بتقديم ثلاثة ملايين جرعة من لقاح “أل سي 16”.
وحتى الآن، تم تسليم 265 ألف جرعة من لقاح “أم في آيه – بي أن” إلى كينشاسا و10 آلاف جرعة إلى نيجيريا.
جدير بالذكر أن وزير الصحة الكونغولي، روجر كامبا، كشف في نهاية أغسطس الماضي عن ارتفاع حالات الوفاة بفيروس جدري القردة إلى 610 حالات منذ بداية العام الجاري، مشيرا إلى أن أولى حالات انتقال العدوى في شرق البلاد المضطرب كانت بسبب الاتصال الجنسي؛ الأمر الذي قد يزيد الوضع سوءا.
وجدري القردة مرض ناتج عن فيروس حيواني المصدر اكتشف للمرة الأولى عام 1958 بين مجموعة من قرود “المكاك” التي كانت تجرى عليها بحوث، وتتراوح فترة حضانة الفيروس عادة من 5 إلى 21 يوما، أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري خلال الأيام الخمسة الأولى لكنها عادة ما تكون أقل حدة، ويسبب المرض ارتفاع حرارة المصاب وآلام في العضلات ثم يظهر طفح جلدي على الوجه واليدين والقدمين وبثور وقشور، وفى معظم الحالات، تختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، لكن عند بعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات ومن ثم إلى الوفاة.
وتقدر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا أن هناك حاجة إلى 10 ملايين جرعة في جميع أنحاء القارة، وأن جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكثر احتياجاً.
وبعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ في إفريقيا بسبب تفشي مرض جدري القرود، أعلنت بعض الدول التبرع بجرعات من لقاحات «mpox»، تهدف إلى معالجة التفاوت الهائل الذي جعل الدول الإفريقية غير قادرة على الوصول إلى اللقاحات اللازمة لمكافحة الوباء، وأعلنت دول عربية وأجنبية (منها الإمارات وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة وإسبانيا) التبرع بلقاح جدري القرود لمساعدة الدول الإفريقية على تجاوز الوباء.