العمانية – العربي
تشهد السلطنة خلال الفترة الحالية ارتفاعًا مُقلقًا في حالات الإصابة بكوفيد ١٩ وكذلك أعداد المنومين في المؤسسات الصحية حيث يتصاعد المنحنى الوبائي بشكل مُطرد يوميًا.
وأكدت الدكتورة فريال اللواتية استشاري أول أمراض معدية ورئيسة وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني أن أسباب ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد ١٩ في السلطنة تُعزى إلى التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة وتعقيم اليدين، والتجمعات خاصة في مجالس العزاء والأعراس والزحام في مراكز التسوّق التجارية إضافة إلى عدم التزام بعض القادمين من السفر بإجراءات العزل سواء المنزلي أو المؤسسي مما أدّى إلى ظهور بعض السلالات الجديدة المتحوّرة للفيروس السريعة الانتشار.
وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن من أسباب انتشار الفيروس أيضًا عدم التزام البعض بالإجراءات الاحترازية عند ظهور أعراض التهابات الجهاز التنفسي من تجنب مخالطة الآخرين والعزل وتهاون البعض من الفئات المُستهدفة في الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد ١٩ في تلقي التطعيم باللقاحات المُضادة للفيروس.
ووصفت الوضع الوبائي لكوفيد ١٩ في السلطنة بـ “المُقلق” على اعتبار أن مؤشرات الإصابة بالمرض والتنويم في المؤسسات الصحية في ارتفاع على الرغم من الإجراءات التي اتُّخذت في الآونة الأخيرة من قبل اللجنة العليا المُكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا / كوفيد ١٩ /، مشيرة إلى أنه قد تُتخذ إجراءات أخرى مُصاحبة إذا استمرت الأعداد في الزيادة والارتفاع وفاقت قدرة القطاع الصحي على الاستيعاب.
وأضافت أن هناك تخوفًا من الوصول إلى مرحلة نكون فيها غير قادرين على العناية بمرضى كوفيد ١٩ في حال استمرت الأعداد في التزايد.. مبينة أن ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد ١٩ قد يؤثر على جودة الخدمات المُقدمة للمرضى الآخرين في أي نظام صحي.
ووضحت أن المنحنى الوبائي للإصابات في السلطنة يُشير إلى دخولنا في “موجة جديدة بكوفيد “١٩ وأن المؤسسات الصحية شهدت انخفاضًا في عدد حالات الإصابة والمنومين في الفترة ما بين شهر ديسمبر من العام الماضي وحتى شهر يناير من العام الحالي إلا أنه في الأسبوع الأول من شهر فبراير لوحظت زيادة في عدد الحالات.
وقالت إننا نشهد حاليًا ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المنومين عن الأسبوع الماضي بشكل مُطرد حيث وصل عدد المنومين في أجنحة التنويم إلى ٢٥٧ و١١٦ حالة في العناية المركزة ليصل مجموع الحالات المنومة إلى ٣٧٣ حالة بنسبة إشغال للأسرّة في العناية المركزة وصلت تقريبًا إلى حوالي ٧٠ بالمائة، مشيرة إلى أنه أكثر من نصف هؤلاء المرضى مُرتبطين بأجهزة التنفس الصناعي من إجمالي المنومين في وحدات العناية المركزة.
وأشارت إلى أن ارتفاع الحالات المنومة في الأجنحة أو في وحدات العناية المركزة يُشكّل ضغطًا على القطاع الصحي والطاقم الطبي، موضحة أنه مع كل موجة جديدة لكوفيد ١٩ تعمل وزارة الصحة متمثلة في المستشفيات على زيادة طاقتها الاستيعابية لكن الإشكالية تكمن في أن هناك طاقة مُحددة يمكن أن تستوعبها هذه المستشفيات.
وحول تسجيل إصابات لكوفيد ١٩ أُصيبت مرتين قالت إنه على المستوى العالمي هناك دراسات بيّنت أن الإصابة بالمرض مرة أخرى “قد تحصل”، مشيرة إلى وجود دراستين نُشرتا مؤخرًا في الدوريات الطبية إحداها كانت من الولايات المتحدة والأخرى من الدنمارك حيث إن نتائج الدراسة الأخيرة التي نُشرت قبل يومين ذكرت أن الأشخاص المصابين بمرض كوفيد ١٩ قد يُصابون بالمرض مرة أخرى بعد ٦ أشهر تقريبًا من الإصابة الأولى وأن نسبة الإصابة في الأشخاص وصلت إلى ٦٥ر٠ بالمائة من مجموع ١١ ألف شخص تقريبًا أُجريت عليهم الدراسة.
وأضافت أن نتائج الدراسة أشارت إلى أن تسجيل الإصابات بكوفيد ١٩ مرة ثانية كان الأكثر تسجيلاً للفئة العمرية ٦٥ سنة وأن الدراسة أوصت بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية وأهمية أخذ التطعيم للفئات الأكثر عُرضة للإصابة مرة أخرى بالمرض وهي الفئة العمرية ٦٥ سنة وما فوق.
وقالت : “إنه تم رصد عدد قليل جدًا من الحالات التي أُصيبت بكوفيد ١٩ في السلطنة ومن ثم ظهرت عليهم بعض أعراض المرض بعد مرور ٣ أشهر من الإصابة الأولى وكان فحص البلمرة إيجابيًا”، موضحة أنه كان من الصعب تحديد إن كانت هذه عدوى جديدة أو متلازمة أعراض كوفيد ١٩ طويلة الأمد التي ظهرت في بعض الدراسات مؤخرًا، مؤكدة على أهمية إجراء دراسة أكثر عمقًا وترصدًا لهذه الحالات.
واختتمت الدكتورة فريال اللواتية استشاري أول أمراض معدية ورئيسة وحدة الأمراض المعدية بالمستشفى السلطاني تصريحها قائلة “إننا نعوِّل على حس المسؤولية لدى أفراد المجتمع لحماية أنفسهم وحماية الآخرين”.. داعية المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية والمبادرة بأخذ اللقاحات حسب الفئات المُستهدفة ضمن الحملة الوطنية للتحصين ضد كوفيد ١٩.