في محاولة لدمج السجناء في المجتمع على المدى الطويل، تسمح السجون الألمانية للنزلاء بالدراسة الجامعية وتعطيهم أموالا لإنفاقها على الدراسة.
ويدرس السجناء من خلال الجامعة الحكومية الوحيدة التي تنظم دراسات عن بعد، والكائنة في مدينة هاجن.
وهم يقسمون وقتهم بين أداء بعض المهام في السجن صباحا، وبين الاستماع إلى المحاضرات في وقت لاحق خلال اليوم.
والمكان الذي يدرسون فيه يطلقون عليه اسم قاعة المحاضرات، وكان زنزانة ولكنها أصبحت غرفة مزودة بثمانية من أجهزة الكمبيوتر، ويتوجه الطلاب إليها للبحث عن المراجع، وكتابة المقالات والاستماع إلى المحاضرات عبر الإنترنت.
وتتاح للطلاب إمكانية التنقل بحرية، بين غرفة الاحتجاز وقاعة المحاضرات والمطبخ المشترك، في منطقة الردهة حتى الساعة الثامنة والنصف مساء.
ولكن وجه الاختلاف بين قاعة المحاضرات وبين أية جامعة عادية، هو وجود القضبان أينما توجه نظرك، ولا يمكن لأي طالب أن يحمل معه مفتاحا إذا تجاوز منطقة الدراسة.
والقاسم المشترك بين الطلاب السجناء والطلاب العاديين، هو أنهم جميعا لديهم إمكانية القراءة والدراسة ودخول الامتحانات، ولكنهم ينفصلون عن زملائهم، بجدران سميكة ولفات من الأسوار الشائكة، ولا تكاد تتاح لهم فرصة للتواصل معهم.
ولايزال الطلاب السجناء لا يعاملون كطلاب عاديين، حيث أن سلطات السجن تراقب رسائلهم الإلكترونية، كما أنهم ليس لديهم الحرية في الدخول على المواقع الإلكترونية، لأن أجهزة الكمبيوتر التي يستخدمونها، مسجل عليها بضع برامج فقط.
وهناك مدرسون يساعدون السجناء في إجراءات التسجيل للدراسة الجامعية، وتنظيم جداول المحاضرات والامتحانات.
كما أنهم يحصلون على إعانة مالية لمواصلة الدراسة.