رد عنيف نفذه الجيش الإسرائيلي، على عدة هجمات نفذتها حركتا حماس والجهاد الاسلامي ضد القوات الإسرائيلية في تل الهوى في جنوب غربي مدينة غزة، باستهداف ثلاث دبابات وقنص جنود ورشقة صواريخ وقذائف هاون باتجاه مواقع للجيش الاسرائيلي على طريق الشهداء أو ما يطلق عليه بمحور نتساريم.
ووسع الجيش الإسرائيلي من العملية البرية باتجاه منطقة الأبراج في محيط المستشفى الميداني الأردني، ووجه الجيش ضربات جوية قاسية، استهدفت مزيدا من منازل المواطنين ومسجدا، ما زاد من حركة النزوح.
وفي الأثناء، هجمات مماثلة لكتائب القسام في رفح وخان يونس، إذ تواصل القصف الجوي بطريقته العنيفة والمركزة في بلدة القرارة وحي الشيخ ناصر وبلدة بني سهيلة.
الجيش يتوغل ببطء، والدبابات تسيطر على كل الطرقات المؤدية لبلدات شرق خان يونس ومداخل رفح في محاولة إسرائيلية لمنع هجمات الفصائل، لا سيما ما يتعلق بإطلاق الصواريخ باتجاه المدن الاسرائيلية وغلاف غزة.
ونفذ الطيران غارة جوية استهدفت محيط كنيسة القديس بريفيريوس في حي الزيتون بغزة، أصيب عشرات النازحين بداخلها، هذا التصعيد قالت حماس إنه يهدف لقطع الطريق أمام التوصل لاتفاق وقف النار في قطاع غزة.
الحرب على قطاع غزة
اندلعت الحرب عقب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” في 7 أكتوبر الماضي، حيث قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 39 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 89 ألف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل نحو 1140 شخصا بينهم أكثر من 600 من الضباط والجنود منهم 225 منذ بداية الهجوم البري في قطاع غزة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 6 آلاف جندي بالإضافة إلى نحو 240 أسيرا تحتجزهم “حماس”، تم الإفراج عن بعضهم خلال هدنة مؤقتة.
هدنة مؤقتة
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية أصوات 120 صوتا، الجمعة 27 أكتوبر، مشروع قرار عربي يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ووقف القتال.
في الأول من ديسمبر الماضي، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة مصرية قطرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة التي يعاني منها القطاع والمطالبات الدولية والأممية بزيادة وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.