مع قدوم تباشير موسم الشتاء ومع كل نسمات برد الجبل الأخضر القارسة المرتقبة وعلى ارتفاع ما يعادل ٣٠٠٠ متر وسط مناخ فريد ومميز، تشد جمعية الصحفيين العُمانية رحالها لتسابق الجميع في تدشين موسم الشتاء المنتظر الذي تتنفسه السياحة العمانية والذي طال انتظاره لتنصب خيامها الصحفية والإعلامية لما يقارب من ١٢٠ صحفي وإعلامي، وفي ظاهرة دأبت على تنظيمها تجوب فيها محافظات وولايات السلطنة من مسندم إلى ظفار للوقوف جنبًا إلى جنب مساندةً للجهود الكبيرة المبذولة من قبل الحكومة في سبل تعزيز الترويج السياحي ولدعم الحراك الاقتصادي في جميع الملتقيات التي نفذتها وتنفذها الجمعية لأعضائها بالتعاون مع لجان الجمعية في محافظات سلطنة عمان.
هذا العام اختارت جمعية الصحفيين العُمانية ممثلة في لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى أن يكون اللقاء عبر ملتقى الصحفيين بالجبل الأخضر متخذة من هذه الولاية العريقة مادة إعلامية دسمة يتنافس في صياغة حروفها نخبة من الصحفيين والإعلامين أعضاء الجمعية خاطين بأقلامهم أعمدة ومقالات تنصّب في دعم تلك الجهود، ناقلين بعدسات آلات تصويرهم صورة وصوت ومحتوى معبر عن وصف هذا المنتج العُماني الفريد في السلطنة والمتفرد في المنطقة لما يحمله من تفاصيل بين جباله، محفورٌ في صخوره ومكنونٌ داخل أوديته وينابيعه المائية في مادة تشّوق القارىء وتجذب المتلقي لزيارة هذا المكان بما يُميزه من طبيعة خلابة وجمال ساحر يأسر الأذهان قبل العيون، ومسطحات زراعية خضراء تحتوي على مخزون سلة محاصيل زراعية نادرة بين مدرجاتها وعلى مسطحاتها من محصول وافر متنوع أهمها ثمار أشجار الرمان الشهير ذات الجودة الزراعية المميزة وثمار الجوز واللوز والخوخ والمشمش والعنب والتين والتفاح والكمثرى والبوت وأصناف أخرى عديدة، إضافة لورد الجبل الأخضر الطبيعي المنعش ومشتقاته، ووافر من النباتات والأشجار البرية الجبلية التي تُستخلص منها الأدوية الشعبية والزيوت المتنوعة.
بالإضافة لإبراز المعالم التاريخية والآثار الضاربة في جذور التاريخ التي سطرته هذه الولاية العريقة وجميع قُراها الشهيرة (سيق ووادي بني حبيب، والشريجة والعين والعيينة والعقر والقشع وسلوت والمصيرة، والمناخر وحيل اليمن، والسوجرة والروس والحليلات والغليل، وعقبة البيوت، والجرير والمعقل) وغيرها من القرى.
اليوم تسعى جمعية الصحفيين العُمانية من خلال هذا الملتقى أيضًا إلى إبراز الجاهزية السياحية للجبل الأخضر من خلال استعدادات المنتجعات والفنادق وأماكن الإقامة الموجودة في الجبل الأخضر ومدى جاهزيتها لاستقبال السواح والزوار خلال هذا الموسم، ولعل الجهود التي بذلها القطاع الحكومي والخاص في هذا الجانب جهود كبيرة وحثيثة فهناك العديد من الفنادق والمنتجعات ذات التصنيف العالمي والأقل تصنيفا المتاحة للسائح.
و من خلال البرنامج المعد للملتقى من قبل لجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى التي لم تغفل دور المواطن العماني وجهوده الحثيثة في الإسهام والمشاركة في تنمية الجانب الاقتصادي بالجبل الأخضر إذ خصصت وقتا في برنامجها لزيارة بعض من مزارع المواطنين واستعراض تجاربهم المساهمة في تنشيط السوق المحلي وتمسكهم بهذه المهن والحرف والحفاظ على استدامتها.
لاشك أن كل هذه المعطيات والمرتكزات وضعتها جمعية الصحفيين العمانية ولجنة الصحفيين بمحافظتي الداخلية والوسطى حينما وقع اختيار إقامة ملتقى الصحفيين بالجبل الأخضر إيماناً لخلق شراكة حقيقية لدعم كافة الجهود المبذولة في هذا الجانب وحرصاً منها للإسهام الفعلي في حراك اقتصادي وسياحي مزدهر لموسم شتوي قادم تتفرد به ولاية الجبل الأخضر.