مسقط-العربي
اختتمت وزارة التنمية الإجتماعية ممثلة في دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية يوم الثلاثاء الموافق٢٠٢٣/٦/٢١ م بالتعاون مع لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية التابعة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية البرنامج التدريبي حول ” الحماية من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية ودور المختصين في الوقاية من التعاطي”، ل٣٢ مشاركًا من المختصين العاملين في البرنامج الوطني “تكيف”، والذي يُعنى بإعادة التأهيل الإجتماعي للمتعافين من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية بعد انتهاء برنامجهم العلاجي، حيث يتم تقديم برامج رعائية وتنموية وتأهيلية مما يسهم في تكيفهم في محيطهم الإجتماعي والأسري لتحقيق الإستقرار النفسي والإجتماعي.
هدف هذا البرنامج الذي أقيم في فندق انتر سيتي بمسقط إلى إعادة دمج حالات المتعافين من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية إلى المجتمع، وتقديم الرعاية اللاحقة لهم التي تساعدهم في الإستقرار النفسي والإجتماعي والمعيشي.
اشتمل البرنامج على – مدى ٣ أيام – على ٣ أوراق عمل، قدم الدكتور جلال بن يوسف المخيني مدير دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية ورقة الأولى حول البرنامج، أوضح فيها الهدف العام للبرنامج وهو أن يكون المتدرب قادراً على إدراك خطر المخدرات وكيفية التعامل مع أصحابها وقائياً وعلاجياً، ومعرفة أسباب تعاطي المخدرات وخطورتها السمات التي تميز المتعاطي، وتطرق إلى ذكر بعض الحقائق عن المخدرات حيث أن كل من يتعاطون المخدرات، يبدؤون بالتعاطي وهم يعتقدون أنه بإمكانهم التوقف عنها، ولكن في حقيقة الأمر أن هناك مشكلة تغير تركيبة خلايا المخ تجبرهم على التعاطي كنظام وظيفي في العقل مختل عن طبيعته الأصلية، وأن ٥% من البالغين حول العالم مصابين بمرض حقيقي اسمه أدمنة المخدرات، يشبهه العلماء بأمراض الضغط والسكر من حيت طبيعة حدوثه، ٨٠% من هذه الفئة هم من صغار السن (١٥- ٢٥) سنة (سلوك قهري).
كما أشار المخيني في ورقته إلى أن هناك إحدى الدراسات تبين أن ٤٣% من الشباب من طلاب المرحلة الثانوية يعانون من سلوكيات خطرة، حيث أن حوالي ٩% منهم جربوا المخدرات وتتوقع بعض الدراسات الاحتمالية أن هناك ٦% من الشباب المحلي الذكور المقبلين على سن ١٥ سنة يمكن أن يتعاطوا المخدرات، ما لم توفر لهم عوامل حماية وفق لما يحيط بهم من عوامل خطورة.
وتناول سعيد بن راشد المكتومي رئيس قسم البرامج التوعوية والوقائية بدائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية ورقة العمل الثانية حول “برنامج تكيف لإعادة التأهيل الإجتماعي للمتعافين من إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية وأسرهم” أهداف البرنامج المتمثلة في التدريب على إعادة البناء المعرفي والسلوكي للمحافظة على التعافي والتغلب على الضغوطات والمؤثرات الخارجية، ومهارات التعامل مع متطلبات الحياة اليومية، وتعزيز الوازع الديني والأخلاقي لدى المتعافين، وتقييم العلاقات الأسرية وتقديم الدعم اللازم لها،إلى جانب تدريب المتعافين على مهارات التواصل الإجتماعي، كما تضمنت الورقة مراحل العلاج الأربع: التقييم الشامل والفحص الأولى، وطرد السموم من الجسم، والتأهيل والعلاج النفسي السلوكي، إلى جانب مرحلة المتابعة الخارجية بعد الإنتهاء (برنامج الخريجي).
فيما تطرق يحيى بن صالح الريامي ممرض عام أول متخصص بالصحة النفسية في ورقته بعنوان ” التعريف بإنجازات لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية” إلى التعريف بموضوع المخدرات والمؤثرات العقلية، وأسباب تعاطيها وأضرارها الصحية والنفسية والإجتماعية، ونبذة عن الإنجازات التي قامت بها اللجنة في النواحي المختلفة، كذلك التعرف بطرق العلاج والتأهيل المتبعة في علاج المدمنين في سلطنة عُمان.
وحول أهمية هذا البرنامج ذكر أحمد بن درويش الهادي أخصائي علاقات عامة بدائرة شؤون الأحداث مما لا شك فيه أن هذه البرامج لها الأثر الإيجابي البالغ في الوقاية المبكرة للحد من مخاطر الإدمان والمواد المخدرة، ويجب التركيز عليها من خلال الشراكة بمختلف الجهات ذات الاختصاص وتكثيف الجهود لمكافحتها، وأهمية تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة.
ومن جانبها أضافت المشاركة تيمورة بنت عبدالله السيفية أخصائية إجتماعية في دائرة التنمية الإجتماعية بالسيب أن هذا البرنامج يساعد الأخصائي الإجتماعي على معرفة أسباب تعاطي المخدرات، والأضرار الناتجة عنها، وسمات المتعاطي، وكيفية حماية أبناء الوطن من هذه الأفة الخطيرة التي تتفشى في المجتمعات، ونأمل أن تكثف مثل هذه البرامج مستقبلًا.
واختتمت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الإجتماعية فعاليات البرنامج التدريبي بتكريم مقدمي أوراق العمل والمشاركين في البرنامج.
يذكر أن البرنامج ينفذ في محافظات: مسقط وشمال الباطنة وجنوب الباطنة ومسندم والظاهرة والبريمي وظفار.